من المبادرات الشبابية المتفردة التي تعكس أصالة وكرم وشهامة المرأة السودانية .. هي مبادرة (قدح الميارم) التي عرفتها ساحة الاعتصام منذ بدايتها وحتى بزوغ الفجر الأحمر الدامي الذي نعيش ذكراه الثانية هذه إلي
الأيام.
فقد كانت هذه المبادرة بقيادة الأستاذة المناضلة الناشطة سعدية كدوك وعشرات من ميارم إقليم دارفور ، من أهم المواعين الغذائية التي كانت تغطي جانباً كبيراً من وجبات الثوار المعتصمين في ساحة القيادة العامة ، وذلك من خلال تصنيع وجبة “العصيدة” المدعمة بمختلف أنواع الملاحات الشهية ، وتقديمها للمارة والمستضعفين والثوار المعتصمين .
*وبالرغم من تعرضهن للمضايقات والاعتقالات ، بل واختفاء بعضهن في حادثة فض الاعتصام الدامية ؛ إلا أن ذلك لم يثن عزيمتهن ، فصمدن أمام كل الصعاب شامخات كالجبال الراسيات.. معتمدات على جهودهن الذاتية ، ولم تكل عزيمتهن إلى اليوم…
* وقد قامت هذه المبادرة ضمن أنشطتها بتنظيم عدة قافلات غذائية في مختلف مدن السودان _بعيدا عن ضوضاء الاعلام_ ، آخرها تنظيم افطار رمضاني ضخم اليوم الثلاثاء الموافق 11 مايو 2021 في العاصمة السودانية الخرطوم ، في صورة رائعة تعجز عن وصفها الأقلام والألسن .
*إن مثل هذه المبادرات النسوية الرائعة ؛ توضح بلا التباس قدرة حواء السودان على قيادة مبادرات من شأنها إحداث فرق كبير في شتى مرافق الدولة ، وإنجاح ما عجز عن فعلها الرجال .
وبالتالي فهي جديرة بالاهتمام من قبل السلطات المختصة ومنظمات المجتمع المدني ، وذلك للدور الفعال الذي تلعبه
في إعادة بناء الشخصية السودانية التي دمرها عبث العابثين ، و ترسيخ قيم التعاون والتسامح ، بجانب قدرتها الفائقة على انتزاع الأشواك السامة التي لطالما غرزت بحماقة على جسد الوطن لعقود طويلة .
فخالص تحياتي لميارم وكنداكات بلادي الصامدات .
احمد محمود كانم
انجلترا :11 مايو 2021