واشنطن _ صوت الهامش
أفادت مجلة فورين بوليسي الامريكية أنه بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في الحادي عشر من أبريل، كان الدبلوماسيون الغربيون واضحين حول من يجب أن يستلم الحكم. لم يتصافح سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والإتحاد الأوروبي مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”.
ورأت في تقرير لها أن لغزاً لقصة لا تزال كيف أصبح قائد مليشيات الجنجويد غير المتعلم أكثر قدرة من المعلمين المتمرسين في السلطة العسكرية السودانية، مع العلم أنّ الجنجويد جلبت القتل والدمار إلى دارفور منذ 16 سنة. في حقيقة الأمر، حميدتي هو الإرث الأساسي لنظام البشير. حتى أنّ البشير نفسه أتى نتيجة تحالف بين الجيش والإخوان المسلمين.
وأشارت إلي أن مع بداية حرب جديدة في دارفور في 2013، أقنع متشدوون عرب دارفوريون البشير بانّ تحويل الشباب إلى ميليشيات سيخوله الفوز. ولكن مع تأسيس الجنجويد وتمكينهم تحت سلطة حميدتي فقد خلق النظام السوداني وحشاً ليس بوسعه التحكم به ويمثّل تهديداً أمنياً ليس للسودان فحسب بل للجيران أيضاً.
وأضاف التقرير أنّ المعارضة المدنية وثقت لبضع أيام بعد إسقاط البشير أنّ بوسعها التفاوض مع برهان وحميدتي أما الدارفوريون فراودهم الشك على أساس أنهم على دراية بالرجال الجدد في سدة الحكم.
في ذلك الوقت، كان برهان عقيد استخباراتي ينسق هجمات الجيش والميليشا ضد المدنيين في غرب دارفور من 2003 إلى 2005.
وقال أن في السنين الأولى، أدت الحرب إلى موت مئات آلاف المواطنين غير العرب وشردت حوالى مليونين، فصدر بحق البشير مذكرة اعتقال بتهم إبادة من قبل المحكمة الجنائية الدولية. دهست ميليشيا الجنجويد رجال غير عرب بشاحناتها واغتصبت النساء باسم الجهاد حسب شهود.
كان حميدتي من بين قادة جنجويد القلة الذين أبقوا على لواءهم لحكومة البشير.
بعد ذلك، اختير حميدتي لقيادة قوات الدعم السريع وهي قوة شبه عسكرية. إلا أنّها انخرطت في السرقة والقتل والاغتصاب في دارفور وجنوب كردفان وولايات النيل الأزرق. وصدّرت العنف إلى وسط السودان فكان لها دور في قمع المظاهرات في العاصمة في سبتمبر 2013 عندما قُتل على الأقل 200 متظاهر.
ولفتت المجلة أنّه بالأخذ بعين الاعتبار أنّ نظام البشير فشل في تطبيق التزاماته الدولية لنزع سلاح الجنجويد فالأمر أصبح أكثر صعوبة الآن. حتى في أفضل الأحوال سينخرط بعض منهم في نشاطات مسلحة على طول الحدود السودانية. في الوقت الحالي، تُقارن قوة الجنجويد بقوات النظام السودانية أو جيوش أخرى في العالم ومواجهتها بالقوة قد ينتج عنه سفك دماء.