عبد المنعم سليمان
لا تزال حكومة العار والخيانة قادرة على ادهاشنا .. وكلما ظننا انها أصيبت بالتخمة من المخازي والبلايا والرزايا التي تمتلئ بها ردت علينا قائلة : هل من مزيد .. ولا نزال نتعلم منها بانه ليس هناك قاع للإنحطاط .. وآخر صولات إنحطاطها ما نشرته صحيفة (حريات) اليوم بان سلطة المؤتمر الوطنى بدأت في منح الجنسية السودانية لـ”البورميين” الموجودين فى السعودية !
http://www.hurriyatsudan.com/?p=208198
وأوردت (حريات) الخبر نقلاً عن صحيفة سعودية معروفة هي صحيفة (عكاظ) التي نشرت في عددها يوم الجمعة الماضي : ( أعلنت السلطات السودانية قبل فترة استعدادها منح جنسيتها لمسلمى بورما …. ويبدو ان القرار اصبح حيز التنفيذ فهناك مجموعة من البرماويين المقيمين بالمملكة استفادت من المنحة اخيراً..)- صورة الصحيفة مرفقة بأول مداخلة .
وفى اشارة الى الثمن الذى دفعته السعودية مقابل الخطوة السودانية ، أضافت الصحيفة السعودية : (… ان عناية المملكة – كعادتها – وكدولة تمتلك الكلمة والنفوذ والعلاقات الوطيدة لوضع حد لأحد أكبر هموم هذا الشعب (البورمى)…).. ولا أعرف لماذا لا تقوم السعودية بتجنيس “البورميين” الذين يعيشون على أرضها بدلاً من رميهم على بلادنا لولا انها تنظر إلى بلادنا كمكب لفضلاتها ، وتنظر إلى “رئيسنا” عديم الوطنية والكرامة والشرف كـ “كوم زبالة” – وهو كذلك – تلقي نفاياتها على وجهه ..
وكانت حكومة عمر البشير قد فاوضت دولة الكويت العام الماضي في توطين (البدون) الكويتيين بشرق السودان لقاء مبالغ مالية لمتنفذي المؤتمر الوطنى .. كما سبق وأكد سوريون بمواقع التواصل الاجتماعى امكانية الحصول على الجنسية السودانية لقاء مبالغ تتراوح ما بين (200 – 1500) دولار !
ان ايديولوجية المتأسلمين لا تعترف بالوطن وترى بان دين المسلم وطنه ، وعلى مافى هذه الايديولوجية من خطل فى عصر الدولة الوطنية الحديثة ، فقد قادت هذه الايديولوجيا أوائل التسعينيات الى تحول السودان الى مأوى للارهابيين من شتى الاقطار ، الامر الذى ادخل البلاد فى (شيمة) الصراعات الاقليمية والدولة وكلفها ثمناً باهظاً لا تزال تعانى من عقابيله ، ولكن الاهم ، ان الخطوات الاخيرة لسلطة المؤتمر الوطنى فى طور انحطاطها النهائى لا توجهها (العقيدة) وانما محض الريالات التى يبيعون بها مقدرات البلاد المادية والمعنوية .. وتجلى هذا الإنحطاط في إعتراف سفير “عمر البشير” الحالي بالسعودية قائلاً بانهم يعتبرون السودان (حديقة خلفية) للسعودية !! يا للعار .