صحيفة الهامش
بقلم / عبدالحميد نورين
تعريف القيم :
القِيَمُ جمعُ قِيمةٍ، وهي: مجموعةٌ من المُثلِ والمبادئِ والضَّوابطِ الأخلاقيَّةِ الموجِّهةِ لسُلوكِ الفردِ والجماعةِ.
تعريف الوطنيَّة
مصطلحٌ يُستعمل للدِّلالة على المواقفِ الإيجابيَّةِ تجاهَ الوطنِ من قِبَلِ الأفرادِ والجماعاتِ.
القِيَمُ الوطنيَّةُ:
مجموعةُ قِيَمٍ دينيَّةٍ وتاريخيَّةٍ واجتماعيَّةٍ في دلالةٍ إلى الأرضِ التي احتضنتِ القِيَمَ والإنسانَ والمجتمعَ معاً، تؤكِّد على الأمانةِ المشتركةِ بين الحاكمِ والمسؤولِ والمواطنِ في الحفاظِ على الوطنِ، وتعاضدُ وتعاونُ وتواصلُ الجميعِ في القيامِ بأمنِه وحراسةِ قِيَمِهِ الإسلاميَّةِ والاجتماعيَّةِ ومكتسباتِه الحضاريَّةِ .
إذاً حب الوطن وقيمه والولاء التام له وعدم التفريط في شبر منه والمحافظة علي مكتسباته وخيراته وصونه وتوارثه للأجيال القادمة علي هذا المنوال المتعارف ، هوالترياق الذي يسري في دماء الأحرار من أبناء هذا الشعب الأبي .
وطالما أن هناك أرض وخيرات من مياه عزبة وبحرية وثروات زراعية وغابية وحيوانية ، يتجول الانسان بحثاً عن حياة كريمة له والكلأ لثروته الحيوانية التي يجني له متطلبات الحياة فضلاً علي حفظ النوع من الانغراض .
وفي ذلك نلاحظ أن الشعوب الأخري لديها الولاء التام لحب أوطانها علي سبيل المثال :
• الشعب المصري تقلبات الحياة وظروفها قد يجعل الفرد يتضجر من العوامل المحيطة به يتحمل جميع الألفاظ من سباب وشتم من الأجانب المقيمين (إلا مصر) لايمكنك أن تسيء لوطنه البته ..يمكن للمصري أن يضيف لوطنه ولايمكن أن يأخذ منه.. شعب تربي علي حب الوطنية.
• فيما نحن تعلمنا في المدارس حينها العبارة الشهير (منقو قل لاعاش من يفصلنا )..أين منقو الآن ؟ ودارفور في الطريق وحلايب رقعة علي الخريطة وأراضي السدود والمشاريع القومية والزراعية والمقرن وحديقة الحيوانات واللاماب وجبرة وسوبا والكاملين والحصاحيصا ومدني وسنار والدمازين والجزيرة وربك وما بين النيلين استفهامات تنتظرها ..إخوتي أوهاج ، نقد ، الحسن ،محمد صالح ، عثمان ، سالم ، كوكو ، عقار.. قولوا يجب أن يذهب من يفصلنا ونمحوه Delete من عقلنا الباطني.
• الشعب الأمريكي يستقبلون المشاهير من الرياضيين والفنانيين والمبدعين في مختلف ضروب العلم والمعرفة ، بالترحيب الحار والتشجيع لاسيما حينما يعبر أحدهم في الأماكن العامة ، ليس لعلاقة صداقة أومعرفة شخصية بهؤلاء الأشخاص ؛ لأنهم يبدعون في مجالاتهم وهم يرفعون العلم الأمريكي وبالتالي رفعة الوطن ..شعب متعدد الجنسيات ولكنهم تربوا علي حب الوطنية .
فيما نحن نهجر كوادرنا الوطنية بالله عليكم أستاذ جامعي يتقاضي راتب شهري يعاد (15,000) أحد عشر ألف دولار هل يعود لوطنه الطارد ؟.. هكذا جوعوا وهجروا بات الوطن عندهم في الخيال فقط ..فمن يتحمل وزر هؤلاء ؟..أفقيقوااااا.
• ولعل من المعلومات الشائعة أيضاً أن جوازات بعض الدول مكتوب عليها ، نحرك أسطول من أجلك ، الدولة تقاتل من أجلك حتي آخر جندي ، أما نحن كل الدول عدا …وتتمني ألا يضيع جوازك لتستخرجه من جديد تكتشف القيم الوطنية بنفسك ، ذلكم الحكومات هم أبناء تلكم الشعوب أيضاً ، إذاً شعب تربي علي حب الوطنية .
• عدد من سفارات الدول ، قبل أن تحدث مشكلة ما ، من معلومات الاستشعار عن بعد تنوه رعاياها بأخذ الحيطة والحذر بل إذا وقع أي مشكلة تجد السفارة بجانبك ، وعندما يزور المواطن سفارته يجد الاستقبال والاهتمام والإجلاس ومن ثم تحكي مالديك ، شعب تربي علي حب الوطنية .
فيما أحد السودانيين يطل علينا قائلاً إن أردت إضافة طفل مولود بالسعودية عليك الذهاب للسفارة من عمر الجنين ثلاثة أشهر وحينما يكمل التسعة أشهر سوف تكتمل الاجراءات لاضافته علي الجواز ! بينما الجالية السودانية إبان إندلاع الحرب في جوبا ديسمبر 2013 ، أحد المسؤولين قال لدينا في جنوب السودان طاقم السفارة من ثمانية أفراد فقط ، وآلاف السودانيين يتجمهرون أمام السفار لإجلائهم من جوبا ويعاملون كأنهم أجانب فارين من الحرب ، نحتاج لمزيد من التدريب لموظفي سفاراتنا علي الدبلوماسية كعلم وسلوك ، ولمزيد من التربية الوطنية .
• تركيا حينما يتحدث رئيسه أوردغان ؛ يسمع الجميع ويشدهم لحديثه ، شجاعه ، شهامة ، أنفة ، كبرياء ، عزة النفس ، سرعة البديهة ، كرم وكرامة ، علم ومعرفة ، رئيس لاينحني وشعب لاينحني ، مواقف كثيرة يحمد للرجل ، حينما يشعر بالاستفذاذ لوطنه ، يسحب علم بلاده من علي المنصة ويغادر مرفوع الرأس ؛ مفاده كل شيء إلا تركيا ، إذا شعب تربي علي حب الوطنية .
أما أهل العفوية والجود ، قبيل سفر رئيس بلادنا الي بلد ما ، يسبقه مظاهرات من النشطاء السياسيين بالخارج والمنظمات الحقوقية لتسليمه الي العدالة ، فيما أصحاب المصلحة بالداخل يصابون ب (الخوفنوبيا) حول كيف يصل بالسلامة ، ولعل تبعات زيارات جنوب إفريقيا والهند وإندونيسيا القريبة ليست ببعيدة ، والسبب فرقاء الوطن ولماذا ؟؟ وحتي نخرج بلادنا من هذا النفق المظلم نحتاج لمزيد من التربية الوطنية .
• ماليزيا وقائد نهضتها الدكتور مهاتير محمد حينما طلب من شعبه أن يمهلوه ربع قرن فقط لينهض بماليزيا ، بادروه بالثقة والولاء ، وحينما طلب من كل مواطن أن يشتل نخلة واحدة للوطن ، الجميع إستجابوا وخلال خمسة أعوام فقط أصبحت ماليزيا الدولة الأولي عالمياً في إنتاج زيت النخيل ، وقبل خمسة أعوام من إنتهاء المهلة أي في العام 2020 م ، نهضت ماليزيا كما ترونه الآن ، إذاً بدأوا بثقة أبنائهم وتسخير خبراتهم العلمية واليوم ماليزيا في مصاف الدول المتقدمة عالمياً ، إذاً شعب تربي علي حب الوطنية .
أما نحن شعب ابتلانا الله بنظام لاندري أين ذهب بمشروع الجزيرة ومصانع الغزل والنسيج بالجزيرة وألبان بابنوسة ومصانع الأقطان وخط هيثرو والبواخر البحرية التي تناولتها قناة الجزيرة بأن ماتبقي فيها فقط باخرة تحمل إسم دارفور ..فهل تصمت دارفور الأرض والباخرة أمام عاصفة اللاوطنية ؟ ، ومئات الآلاف من العقول العلمية والكادر البشري هاجروا الوطن ، بل الطامة الكبري في هذه الأيام إنتشر خبر مفاده الحكومة تنفي الشروع في بيع جامعة الخرطوم – ومعروف لغتها لنا كشعب نأخذ الظتا ونترك الظل ..بمعني في حالة الحكومة تنفي علي الشعب أن يفهم أن المقصود إثبات أي العكس تماماً إلا في حالة كتابة إسمك علي الجنسية والجواز – نعم جامعة الخرطوم 118 عاماً من العطاء العلمي المتدفق ، فقط خوفاً من إقتراب الطلاب عندما يثورا من القصر الرئاسي ، ثورة التعليم والجامعات الكثيرة علمت الشعب معني الاستثمار ، إذاً لما لا نستثمر في الأراضي الشاسعة بالولاية والولايات الأخري؟ أم بيعت كل الأماكن ولا يعلم الشعب بعد ؟ شعب نحتاج لمزيد من التربية الوطنية .
• الكويت بلد لديه برلمان قوي وجرئ يتجسد فيه ضمير الأمة بحق وحقيقة لا توجد أغلبية ميكانيكية للتيار الأميري وإن وجد ، فإن المعارضة يمارس نشاطه بمهنية ينتقد بمنطق وأدلة دامغة لتجاوزات المسؤولين ، حتي تمكنوا من بناء إقتصاد وطني حـر ، وعن أي برلمان أحدثكم هل في كينيا أم جنوب إفريقيا أم نيجيريا أم ملاوي ..برلمانات تقف مع قضايا شعوبها تسعي للنجاح وتثبيت المواقف الوطنية وتخشي الفشل ووصوم التاريخ ، إذاً شعب تربي علي حب الوطنية .
أما برلمان يجاز يجاز ونرجو الانجاز ، برلمان لم نشهد له موقف إلابعد أن يصبح القضية قضية رأي عالمي ويكتفي بالاستنكار والادانة أو إستدعاء مسؤول والنتيجة محسومة ؛ يجاز للصالح ، برلمانيين بعضهم لا يدري معني أو دور البرلماني سوي كلمة أجزنا القرار بل يتسابق بعضهم لخدمة قضايا تخصه وليس شعب دائرته الجغرافية الذي يتخفي خلف مقعدهم ، بعضهم لا يدري بأن الله يسأله عما يعمل فيه ولايعطي أدني إهتمام لمعني الآية الكريمة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) ، بعضهم حينما يذهب لمؤسسة ما ، يعامل كأنه أي مواطن دون أدني إهتمام لصفة النائب ، رحم الله بامكار، محمد يوسف ، شدو وغيرهم أسماء نحتت بأحرف من نور في البرلمان السوداني ، نحن شعب نحتاج لإعادة تعريف معني نائب برلماني وواجباته تجاه الشعب وكيف ينتخب .
الأحزاب السياسية في عدد من الدول يتراوح بين حزبين الي ثلاثة أو ستة أحزاب الكل يعمل بطريقة فسيفسائية تكاملية حكومة ومعارضة والهدف التنافس الشريف في بناء الوطن وخدمة المجتمع من أجل الرقي والتقدم .
أما نحن في وطن به أكثر من (92) حزب ولازال بعضنا يسعي لتسجيل أحزاب ..باتت ولا حتي ظل للجمعيات الاجتماعية بالوطن .. لا تدري غير التعطش لصفة رئيس حزب وأمين عام وناطق رسمي ..نحن شعب نحتاج الي اعادة التدريب في مفهوم العمل النقابي وأفضل أن نبدأ بالعمل النقابي الطلابي حتي نخرج كوادر يدركون معني العمل النقابي ونشاهد السودان بحزبين كبيرين بمفاهيم وأفكار جديدة تسع الجميع .. ولي عهد التطبيل .
نواصل
Norain20000@gmail.com