«لكل إنسان من إسمه نصيب »…
تلك مقولة تم تداولها قديما وأثبتت الدراسات الحديثة جانباً من صحتها ، ولا غرو أن للسيد لقمان أحمد المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السودانية نصيب من صفات سميه (لقمان الحكيم) ، ذلك الرجل الكوشي النوبي الذي لم ترد كلمة (الحكمة) إلا مقترنة بإسمه معني أو لفظاً ، وقد أورد القرآن الكريم جانباً من وصاياه لابنه نصاً في سورة سميت بإسمه اعترافا بحقوقه الأدبيه كرجل صالح حكيم قل أن يجود الدهر بمثله ، حتي قال الله تعالى فيه :{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} سورة لقمان .
وقد استطاع الإعلامي السوداني العملاق لقمان أحمد بحكمته أن يكون علي بعد مسافة متساوية مع جميع الأطراف السياسية المتصارعة في السودان طيلة الفترة الماضية ، غير آبه باستقطاب من هذه او محاولة تشويه صورته من تلك ،مكتفياً بعدة مشاريع تنموية قام بتنفيذها بنجاح منقطع النظير في دارفور .. إلي أن لبي نداء الوطن حين دعي ، مترجلا عن وظيفته السابقة كمراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بنيويورك .
* الحِكْمَة في عرف الحكماء وأهل اللغة تأتي مشتقة من التحكم والإحكام ..
وأَحْكَمَ الأَمْرَ: أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم، ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عمَّا يريد .
وعرفها أبو إسماعيل الهروي بأنها : « اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه».
لكن يبدو أن السيد لقمان أحمد قد أفرط في الحكمة و زاد من حكمة لقمان الكبير _حبتين_ لدرجة أن بات تعريف الحكمة عنده مهادنة ومسالمة ومعانقة الجميع بلا استثناء ، فأبقي جل أعضاء المؤتمر الوطني العاملين في الهيئة العامة للاذاعه والتلفزيون في وظائفهم ، وأقام حفلات تكريم لبعضهم ، ورقي البعض الآخر ، متجاهلا نداءات الثوار والشارع الداعية إلي تنظيف تلفزيون السودان من عملاء الكيزان .
* عزيزي لقمان ، لا شك أن تسنمك لإدارة الهيئة العامة لاذاعه وتلفزيون السودان ما هو إلا إقرار بأهليتك في إعادة إصلاح ما دنستنه تلك الأيادي الفوضوية الكيزانية الحاقدة .
وبالتالي أي تسامح مع الوجود الكيزاني داخل حرم الاذاعة ؛ تعد مخاطرة مهلكة ، سيما في ظل حكومة الثورة التي تقوم علي أنقاض نظام لا تزال أفاعيه تسرح وتمرح بكل حرية بين سرايا وأعمدة مؤسسات الدولة الثورية..
وما عملية تخريب وسحب ست لوحات استقبال وتوزيع وبث الصورة والصوت من داخل غرفة التحكم الرئيسية للتلفزيون بغرض شل وتدمير قدرة التلفزيون على نقل مراسم توقيع إتفاق السلام من جوبا في صبيحة الإثنين الحادي والثلاثين من أغسطس 2020 ؛ إلا تأكيد على أن التسامح مع أولئك الحاقدين أعداء النجاح بمثابة معانقة وتقبيل ثغور و أعناق الأفاعي والعقارب بغية نيل رضاها.. ولن ترضى عنك الكيزان حتي تعيد السلطة إليهم .
أحمد محمود كانِم
بولتون_انجلترا
3 سبتمبر 2020