بقلم / عبدالعزيز محمد عبدالله
للحقيقة والتاريخ ان كل النخب السودانية التي تعاقبت علي سدة الحكم بالبلاد علي الرغم من سوءها وفشلها في ادارة التنوع الاثني والثقافي والديني للشعب السوداني الا انها لم تمس النشاط الطلابي بسؤ فقد كنا نشتم رائحة العنصرية في مؤسسات الدولة الاخري كالخدمة المدنية او الاجهزة القضائية والامنية وما الي ذلك حيث كانت البيئة الجامعية قبيل عهد هذا النظام مستقرة بعد الشئ وتميزت بالتحصيل الاكاديمي مما ساعدتها في انتاج كوادر مشبعة بالمعرفة وواعي اجتماعياً وسياسياً مع عدم انكاري بان الفوراق الاجتماعية والتمييز العنصري كانت لديها وجود قبيل اغتصاب نظام الجبهة الاسلامية للسلطة بل لم تصل الي حد التلفظ علناً من شخص في قامة مدير جامعة بل هناك من المسؤولين الامنيين وصف طلاب دارفور باتهامهم بالانتماء للحركات المسلحة بل البعض تفوه بان هؤلاء الطلاب ليسوا بسودانيين انما قدموا من تشاد وبقية دول افريقيا اي ينكرون انتماءهم لدافور!!!!!! تخيل هذا انت في وطنك ويشعرونك بانك اجنبي لكونك طالبت بحقك او استنكرت سلوك منافي للحق !
الحركة الاسلامية هي اول تنظيم سياسي اوقدت شرارة العنف داخل الجامعات السودانية فادخلوا الاسلحة الحادة قبيل مجيئهم في السلطة وعند ما اعتلوا السلطة ادخلوا الاسلحة النارية فلا يستطيع كائن من كان ان ينكر حتي من بينهم لن يستطيع ان ينكر هذا ففي عهدهم شهدت الساحة الطلابية سقوط العديد من الشهداء حيث لم تبارح اذهاننا لاستشهاد طلاب دارفور من جامعة الجزيرة الذين زجت جسسهم في الترع بواسطة اجهزة الامن وما اعقبته من احداث عبرت عن مدي انتشار العنصرية في جامعة دنقلا والازهري واخيراً ولست اخراً في جامعة بخت الرضا والتي بدات احداثها عندما قامت اجهزة الامن والشرطة باقتحام مساكن الطلاب ليلاً وقامت باعتقال 14 طالباً دارفورياًاو ما يزيد بعد ان افرغت الداخلية من الطلاب بحجة ان شرطي قتل بمقربة من الداخلية وبالتالي فان اصابع الاتهام موجهة الي طلاب دارفور المقيمين في الداخلية دون بقية الطلاب من الاقاليم الاخري الغريب في الامر استمراعتقال هؤلاء الطلاب لفترات
دون اي مساءلة قانونية او توجيه اتهام واو اتخاذ اي اجراء قانوني تجاههم فقد تم استهدافهم بناءاً علي سحنتهم ولونهم العرقي مما زاد الموضوع تعقيداً شروع ادارة الجامعة بفصل اولئك الطلاب سالف الذكر دون مبرر و مسوغ قانوني وهو في الاصل قرار معيب من ادارة الجامعة شكلاً ومضموناً لان مجرد الاشتباه لا تعني ان الشخص مجرم . وربما بنت الجامعة قناعتها بان المشتبهين من ابناء دافور فالبتالي هم مجرمين قطعاً !
لم ترضي تلك الخطوة بقية طلاب دارفور وقامت بتكوين لحنة لمقابلة ادارة الجامعة لكي تعدل عن قرارها الجائر بفصل زملاءهم بناءاً علي اشتباه الشرطة وانهم يعتبرون ذلك فصلاً تعسفياً من ادارة الجامعة ورفضت الجامعة العدول عن قرارها متشفعاً قرارها بتلفظات عنصرية دفعت بقية طلاب دارفور ما يقارب 1200 طالب بتقديم استقالات جماعية في يوم 18/7/ 2017م تضامناً مع المفصولين تعسفياً ورفضاً لسياسة ادارة الجامعة العنصرية البغيضة والانتهاكات السارفة بحق ابناء دارفور في مشهد بطولي لم تشهد له مثيل وفضحت اجهزة نظام المؤتمر الوطني وسياساتها العنصرية التي ظلت تمارسها ضد الاصل الزنجي منذو ما يزيد عن ربع قرن ورفع الطلاب شعار لا تعليم في ظل واقع اليم واعقب ذلك تصريح من الجامعة يفضي بمقتضاها بانها لن تسمح بعودة طلاب دارفور لمزولة حياتهم الدراسية ابداً وبالتالي قبلت استقالاتهم ولقد غيبت نزعة الادارة العنصرية بان دارفور تسكن فيها عريقيات مختلفة وان التعليم حق مكفول للجميع منصوص في الاعلام العالمي لحقوق الانسان ومبند في دستور المؤتمر الوطني رغم عدم التزامها به لا سيما ان التعليم الاساسي يجب ان يكون اجباري ووتتحمل الدولة نفقاته .
وللعودة لقرار ادارة الجامعة بفصل الطلاب المشتبه بهم دعونا نتسال حول ماهية الاسباب الحقيقىة وراء القرار الم تكن عنصرية بحتة ؟
ماهي المبررات الاساسية التي دفعت ادارة الجامعة بفصل الطلاب مع العلم فصل الطالب يمكن ان يكون بسؤ السلوك في حالة ادانته بجريمة تمس الشرف والسلوك السوي! مع العلم هؤلاء الطلاب لم تتم ادانتهم بل حتي لم توجه تهم ضدهم تهم !!!!
مدير الجامعة تقمس لنفسه بل اسند لنفسه صلاحيات اجهزة شبه قضائية وهي الشرطة والنيابة وبالتالي اعطي لنفسه اختصاصات شرطية وهذا لايجوز بتاتاً.
مدير الجامعة اهدر مبداُ قانوني ودستوري والذي في فحواه المتهم برئ حتي تثبت ادانته فلم يراعي في قراره هذها المبدا .
من خلال اصرار الادارة باعادة المفصولين توجه الطلاب الي العودة لديارهم بعد ان طوقتهم الاجهزة الامنية وفرضت لهم حصار وجدار امني منيع تمنع دخولهم الخرطوم في طريق عودتهم الي الاقليم ونخشي من ان تستخدم نظام الابادة الجماعية اي عنف او تامر مليشياتها باستهدافهم عليه سنحمل تبعات اي خطر محتمل يهدد امن او اراوح الطلاب لنظام الخرطوم
التحية لطلاب دارفور جامعة بخت الرضا فلقد اجبرتونا لرفع القبعات لكــــــــم
كنا نتمني لكم ان تتلقوا تعليمكم وتبنوا مستقبل زاهر لكم ولهذا الوطن واِلا ان النظام يحبط تطلعاتكم وامالكم فلا تعليم في واقع اليم
يد الشكر مدودة الي سكان قرية الشيخ الياقوت باستضافة الطلاب بعد ان كانوا يفترشون في العراء من دون كلا ولاشرب