عثمان نواي
لم تجف دماء الطالب أبوبكر الصديق من جامعة غرب كردفان بعد حتى لحق به قبل سويعات من الآن الطالب محمد الصادق بيو ذو العشرين ربيعا في مظاهرات ظهر اليوم بالجامعة الأهلية من منبر طلاب جبال النوبة. ويبدو أن النظام يستمر في العيش على امتصاص دماء شبابنا وأبناء الوطن الذين ابوا الا وان يتضامنوا ووقفوا وجها لوجه مع آلة القتل التي لا تتوقف، بصدور عارية اخترقها الرصاص الحي والمطاطي.
ويتسائل الشهداء من الطلاب عن ما إذا كان موتهم فعلا هو مقتل أمة، يتساءلون عن ما إذا كانت أمهاتهم وآبائهم وإخوانهم وإخواتهم وأصدقائهم سينصبون صيوانات العزاء ام انهم سيوجلون العزاء فيهم حتى يأتي قصاصهم من القتلة؟ يتساءلون هل دمائهم وإرواحهم ستذهب رخيصة كما شهداء من قبلهم ام ان موتهم سيشعل الشرارة ويقتل الخوف في القلوب. هل سيخرج الاباء ليحموا من تعبوا طوال حياتهم على تربيتهم ام انهم سيتركونهم يموتون وحدهم؟ انها اسئلة الشهداء التي ستحسم إجاباتها مصير هذا الوطن، هل سنكون أو لا نكون.
لاخيار يا بني شعبنا الا الخروج الان ومن كل مكان. من أقصى دارفور التي يقبع العشرات من طلابها الان في زنازين الأمن يتلقون أسوأ أنواع التعذيب والتنكيل إلى أهلنا في كردفان غربا وجنوب وشمالا، إلى شرقنا من كسلا إلى بورستودان، شبابنا من نهر النيل إلى حلفا، أن الطلاب تضامنوا مع قتلاهم فهل سنترك دماء أبنائنا تذهب هدرا ام اننا سنثور؟ لا خيار يا شعبنا لنحمي أبنائنا فلذات أكبادنا سوى الثورة والثورة الان، ليس غدا وليس بعد أن يتجالس أهل السياسة للتنسيق والترتيب. الثورة الان، لأن دماء أبنائنا لن تتوقف الا اذا وقفنا نحن أيضا وفتحنا صدورنا للنار بدلا عنهم. ان الصمت الان يعني شيئا واحدا فقط، يعني الموت والموت لنا جميعا. لن يوقف هدير الرصاص الا هدير البشر الذي لن يستطيع رصاصهم أن يوقفه مهما علا، فالنوقف رصاصهم الان بأصواتنا وهديرنا.
لقد قدر التوحد لدماء أبوبكر الصديق ابن المعيلق ومحمد الصادق ابن جبال النوبة من أجل هذا الوطن، فهلا نحترم ونعي رسالتهم ونتوحد جميعا من أجل أرواحهم الشابة المتطلعة لوطن أفضل لا يموت فيه إخوانهم في مظاهرة ولا قوارب الهروب من جحيم الوطن. فالنحقق أحلامهم ونوحد جهودنا لننقذ الوطن، ولنثور جميعا والان الان…