كان والدها دائماً مايحكي لها عن أخ دخل الغابة متمرداً، لم تكن تتوقع أن يصبح الرجل الأول في دولة الجنوب، عندما وقعت الحكومة اتفاق نيفاشا رمى الأخ المتمرد السلاح، ووجد في انتظاره أحضان أسرة شمالية تعانقه، كان ذلك الأخ العائد هو الرئيس الحالي لدولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت. (آخر لحظة) جلست إلى شقيقة سلفا القيادية البارزة بحزب المؤتمر السوداني (سامية كير) وأجرت معها حواراً شفافاً كشفت من خلاله الكثير من الأسرار المتعلقة بهذه الأسرة.. فإلى مضابط الحوار:
النهود .. فاطمة أحمدون
*متى حضر والدك كير من الجنوب للإقامة في النهود؟
– لا أعرف تاريخ مجيئه وما أعرفه أننا نشأنا وترعرعنا في النهود.
*هل تزوج والدكم من هنا؟
– أبوي كان عندو تلاتة نسوان أمي كانت الرابعة
*وماهو ترتيب والدة سلفا من حيث الزوجات؟
-لالا كدي خلي الكلام دا
*يقال إن والدكم أصبح من أعلام مدينة النهود؟
– صحيح كان قاضياً وعضو محكمة يمين، وشيخ قبائل الدينكا بلا تحديد كلها زي ماتقولي كدا أمير أمرا
*هل الحرب في الجنوب جعلته يختار الشمال كوطن؟
– أبداً أبوي كان مسلماً وجاء ينشر الإسلام
ولم تنقطع علاقته بوطنه وكان يزورالجنوب كل عام ويمضي فيه ثلاثة أشهر.
*أين درست سامية ؟
– درست الابتدائية بريف حمر والثانوية بالأميرية
*والمرحلة الجامعية ؟ *
-أنا ماقريت جامعة
*متى دخلتي عالم السياسة?
-بدري شديد كان عمري 16 سنة وكنت حركة شعبية
* انضمامك للحركة لكون شقيقة سلفا؟
-لالا .. رغبتي في التغيير وإيماناً بمشروع السودان الجديد، بالإضافة لطبيعة شخصيتي الثورية، والحركة كانت ثورية وحتى الآن مازلت أؤمن بالتغيير وهذا هدفي.
*غادرتي الحركة ؟
-استمريت حتى الانفصال
*ذرفت الدموع لحظة الانفصال؟
-بكيت شديد والله، ونحن ميولنا شمالي وثقافتنا شمالية، والآن نفتقد أهلنا الذين كانوا يزورونا، والوفود التي كانت تقيم معنا، والآن انقطعوا بسبب الانفصال.
*على ذكر الثقافة الشمالية كيف تزوجتي على طقوس جنوبية أم شمالية ؟
بطقوس شمالية –
*رغم أن والدك- كما اسلفتي- لم يقطع علاقته بالجنوب؟
– أولاد عمي حتى الآن بقولوا لزوجي دايرين البقر وممكن نجي نشيلا منك لو مادفعت المهر.
*بتجيبي كم بقرة ؟
-100 بقرة
* ممكن تأخدي الجنسية الجنوبية؟
– أي زول ممكن يأخذ جنسية دولة تانية زي مابحصل في الغرب.
* أمك شمالية أين تقيم الأسرة ؟
– أمي مسيرية وأخواني وأخواتي أولاد أمي يقيمون في الجنوب حالياً
* في رأيك لماذا سعت الحركة الشعبية للانفصال؟
-الحركة ما فصلت الجنوب، المواطن هو الاختار، وسلفاكير صوَّت للوحدة ولايستطيع أن يجبر أحداً أو يغير رغبته
*سلفا هل هو رجل ديمقراطي ؟
-سلفا شخصية ديمقراطية وزول ممتاز وأخلاقه عالية وحنون، وأخ كبير لكل الجنوبيين.
*هل علاقته مستمرة معكم ؟
-لا ليست مستمرة واستمع إلى الأخبار من وسائل الإعلام.
*ماذا عن وفاة قرنق ؟
– كان خبراً أليماً بالنسبة لي.
*ولكن برحيله أصبح شقيقك الرجل الأول في الجنوب؟
-بصراحة أنا مافرحت لتنصيب أخي رئيساً للجنوب، لأني خفت على أخوي، وتوقعت أن يحدث له ماحدث لقرنق.
*إحدى الصحف نشرت معلومات تشير إلى اشتراك سلفاكير في اغتيال قرنق؟
– لا أبداً سلفا حزن جداً لرحيل قرنق، وظل يعتبره أخوه الكبير والعلاقة بينهما لا تسمح بذلك.
*من قتل قرنق إذن ؟
– ماعارفة.. مابقدر أأكدها خالص.. مات في حادث.
*أنت شقيقة رئيس دولة الجنوب هل كان له الأثر في مكانتك الاجتماعية ؟
– ماحاجة كبيرة لأن والدي كان معروفاً وقريباً من جماهير النهود، ولذلك أنا آخذ وضعيتي من كوني بت كير أكثر من كوني أخت سلفاكير.
*هل صحيح تم اعتقالك مع رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق؟
-نعم
*هل توقعتي الاعتقال ؟
– توقعت
*إذن كنت ترغبين في ذلك وأنت تهاجمين الحكومة؟
– أبداً كل مافي الأمر أننا حاولنا أن نضع الحكومة في امتحان الحريات، عقب خطاب الوثبة الذي أعلن فيه الرئيس الحريات ولكن هولاء خالفوا الرئيس واعتقلونا
*كيف تصفين تجربة الاعتقال ؟
– أجمل تجربة في حياتي وحشدت لي جماهير كبيرة.
*لكنك اعتذرتي ؟
-لا لم أعتذر وكل الذين حضروا وطلبوا مني ذلك أخبرتهم بأنني لن اعتذر حتى يسقط هذا النظام
*هاجمت حكومة أحمد خميس ووجهت اليك صوت لوم ؟
-عاتبني لأن المعلومات التي وصلته كانت غير صحيحة، وطلبت منه أن يرجع لليوتيوب ويستمع لخطابي وواجهته بحديث صعب جداً.
*ماذا قلتي له ؟
– قلت له هؤلاء الذين نقلوا لك الحديث ينظرون اليك بدونية عرقية، ويرونك من الزرقة وليه تخليهم يدخلوا بيننا نحن زرقة زي بعض.
*بهذا الوضوح تحدثتِ اليه ؟
-نعم
*كيف كانت ردة فعله ؟
-أعتقد أنه تفهم حديثي
*لكنك تحدثتي عن سلبيات تتعلق بعمله وضمن مسئولياته ؟
-أنا ماقصدت أحمد خميس في شخصه وحديثي انحصر في ذهاب الجنوب والتردي في الخدمات والتعليم، وبصراحة الإنقاذ ماعملت لينا حاجة في النهود تحديداً
*ألم يتم إخطار سلفاكير باعتقالك ويطلب منه التدخل؟
– أخبروه وقال ليهم دا رأيها ووجهة نظرها.
*سمعت أن اعتقالك أغضب الأسرة الكبيرة؟
– صحيح أمي مرضت وأدخلوها الإنعاش وأخواتي غضبوا، ولكن سلفا قال ليهم خلوها أنا كنت في الغابة ومتمرد، وسامية وانتن نسوان بيت ساكت
*إذا طلبت منك أن تضعي رسالة في بريد مشار ماذا أنت قائلة له ؟
– أقول له أنت خضت معارك كتيرة والناس الماتوا كتار حل المشاكل بالحوار مافي داعي للخراب.
* وبماذا تنصحي أخيك سلفا ؟
-لا للسلاح اتجه نحو الحوار
*متى زرتي الجنوب آخر مرة ؟
– في 2006
*إذا طلب منك أن تلعبي دوراً شعبياً في تقريب المسافة بين الشمال والجنوب ماذا تفعلين؟
-الجنوب الآن دولة قائمة بذاتها، وأنا شمالية وزوجة وأم لخمسة أبناء شماليين.
* كيف تقرأين مستقبل العلاقة بين السودان الشمالي والجنوبي؟
اتوقع أن تعود الوحدة –
* اندلعت الحرب بين سلفا ومشار؟
– ماحدث مع رياك نحن ندينه بشدة ونقول لا للسلاح، هذا الأمر كان صعباً بالنسبة لي، وقد جمعتهما سنوات التمرد وخاضوا معارك سوياً الى أن حرروا الجنوب، والمفروض أن يستمرا في مشروعهما سوياً لآخر لحظة.
*تدينين ماقام به مشار؟
-لسنا مع التمرد
*من من قيادات الحركة الشعبية كانت تجمعه صداقة بالأسرة قبل التمرد؟
– دينق ألور وأحمد بخيت وغيرهم كانوا يدرسون الثانوي بالنهود، وكانوا معنا في المنزل في حياة والدي.
*شخصية دينق ألور ماهو انطباعك عنها ؟
– أنا كنت صغيرة والمسافة طالت لا استطيع أن أميز.
تعليق واحد
سعيد كل السعاده
واشكر اسره صوت الهامش علي هذاالمنبر الهام الذى يتصدى لقضايا المغلوبين على امرهم والاستفاده من كل الموضوعات المطروحه واتاحه فرصه التعليق وجزاكم الله كل خير وكرر شكري