الفاضل سعيد سنهوري
الحوار الذي ظل يدور في مختلف الحوارات التي تتم بين السودانيبن غالبا وطوال حقب مختلفة عادة ما يكون حول الظروف الاقتصادية والسياسية، وعندما يكون طرف الحوار متحاورين من جبال النوبة فطبيعي ان يتعدي ذلك الحوار تلك الموضوعات الانفه الي اسباب الحرب الحالية بجبال النوبة، وموقف مؤسسات الدولة منها، ومستقبل السلام فى السودان، وفى النهاية يكون التساؤل عن السبب في البقاء ضمن هذة المنظومة والعقد الاجتماعي الذي يتهم مباشرة بالظلم والتقصير في معالجة قضايا جبال النوبة المطلبية .
لا يستطيع احد ان ينكر ان المواطنيين السودانيين من جبال النوبة مروا بتجارب مختلفة طوال الحقب منذ تكوين الدولة السودانية الي اليوم، هذة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية شكلت الوعي السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي انجب هذا الوضع المطلبي الذي ظل لايراوح مكانه حتي اليوم. والوضع المطلبي الحالي هو نتاج لسياسات عقيمة واستراتيجيات وضعت ونفذت ومعروف نتائجها والغرض منها.
هناك اصوات خجولة تصعد مرة وتخفت مرارات عديدة تطالب بالاستجابة للاحتياجات والمطالب المشروعة للشعب بجبال النوبة واحترام رغباته وارادته، وتري ان ذلك هو المحفذ والمخرج الوحيد الذي يجعل من السهل تغيير النظرة التي تكونت تجاه الدولة السودانية في شكلها الحالي من قبل مواطنيين تتنامي مشاعر الغبن والظلم كل يوم تجاه كل ماهو سوداني قديم.
لا يستطيع احد ان ينكر ان هنالك الكثير من المخططات التى جرت ومازالت تجرى لإضعاف شعب جبال النوبة خطط لها ونفذت بواسطة افراد او منظومات وحكومات في فترات مختلفة، ومع ذلك استطاع شعب جبال النوبة تجاوز الكثير من المحن، ولان الحال لم يتغير بعد فان هذا الواقع المستمرئ تنفيذه باحكام يحتاج مننا كابناء جبال النوبة بمختلف الاجيال ان نقرأ وننظر الي حجم الاستهداف بعقل مفتوح وافق يتجاوز العلاقات بين المركز والمدينة والولايات والاقاليم والثقافات.
تطوير مناهج واساليب وادوات جديدة ومغايرة التي كان ينظر ويستقرأ بها المثقفين والمستنيرين من ابناء النوبة للواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدولة السودانية اصبح ملحا وضروريا جدا في هذا الوقت بالذات، خصوصا بعد الثورة الاخيرة ٢٠١١، لان هذة المجاميع الاثنية والفكرية والمنظومات التي تحظي في بعض الاحيان بالحماية من الدولة السودانية نفسها فشلوا عسكريا واقتصاديا بصورة ما في تحقيق أهداف هذة الاستراتيجيات التي ظلوا يضعونها ويسعون الي تنفيذها بمختلف الطرق والوسائل.
لان احداث التغيير يحتاج الي فترات زمنية طويلة ويحتاج الي نجموعة عوامل منها انتشار التعليم والوعي وطرق اظارة الدولة والعلاقات الاجتماعية واستراتيجياتها، نجد ان هناك مجموعات تحكمت في ذلك التغيير واتجاهات، ونفس هذة المجاميع والمنظومات تحاول حاليا أبتداع أستراتيجيات وتشكيل علاقات والعمل علي استحداث طرق جديدة واساليب مغايرة لانجازها، وفي بعضها يكون انانيا وعنصريا بشكل فج وقبيح وكريه المنظر.
ومؤخرا نلاحظ ان هذا التكتل المصلحي (الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي) للمجاميع التي تستهدف الهامش كمجتمعات وعقد اجتماعي متجهين لسلاح الدبلوماسية والتمدد خارجيا في اشكال مختلفة للبحث عن تحالفات جديدة عربية وغربية وافريقية تحقق لهم تغيير ديمغرافي وانتصار سياسي وبناء واقع جديد يضمن استمرار هيمنة تلك المجموعات والحفاظ علي شكل الدولة القديم، ويسهل من بعد ذلك الإجهاض لمشروع نضالات الهامش السوداني للتغيير والذي يمثل شعب جبال النوبة احد اركان صيرورته..