بقلم مولانا دينق بيونق مجاك
[email protected]
في الرابع من ديسمبر العام الماضي عقد السيد بونا ملوال مؤتمرا صحفيا في العاصمة السودانية حيث قال ضمن أشياء أخرى أن ابيى جزءا من السودان وان الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة جنوب السودان لم تطالب بها من قبل. هذه التصريحات بطبيعة الحال أغضبت الكثيرين من أبناء ابيى وآخرين من أبناء جنوب السودان المهتمين و الذين لم يكتفوا بوصفها بغير المسؤولة من شخص يعتبر من كبار أعيان البلد مثل سيد بونا، بل أضافوا إنها خيانة وعدم مراعاة المصلحة القومية لجنوب السودان. مواطنو ابيى توقعوا مني كمسؤول ملف ابيى وآخرين من أبناء المنطقة ذوي مناصب قيادية داخل حكومة جنوب السودان الرد فورا علي هذه الإفتراءات، بل وأن بعض الراديكالية منهم ذهب إلى أكثر من ذلك واتهمنا بالسكوت حماية لمناصبنا في الحكومة رغم علمهم التام أن سيد بونا لا يشغل منصبا رسميا في حكومة جنوب السودان. وبما ان سيد بونا قد زعم في حديثه عدم مطالبة حكومة جنوب السودان ومن قبلها الحركة الشعبية بتبعية منطقة ابيى لجنوب السودان، كنا نتوقع بل ونحبذ أن تأتي الردود الأولية من حزب الحركة الشعبية أو من الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان أو من السكرتير الصحفي للسيد رئيس الجمهورية ولاسيما وان سيد بونا ذكر سعادة الرئيس بالاسم في تسجيله الصوتي المتداول. في ظل تأخر هذه الردود الرسمية لا يسعني إلا أن أقدم لكم أعزائي القراء من المهتمين بشأن ابيى، هذا الرد الشخصي من منطلق إني مواطن في هذا البلد وعضو في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان(SPLM) ,أملا أن تأتي الردود الرسمية المرجوة لاحقا وبتسليط المزيد من الأضواء وتفنيد مزاعم السيد بونا هذه.
القراء الكرام
قبل الدخول في ردود محددة، اسمحوا لي بسرد موجز لخلفية نضال شعب دينكا نقوك من أجل الحفاظ على حقوقهم المدنية في جنوب السودان.
في البدء أود ان اوكد أن مواطني دينكا نقوك جزء أصيل من مواطني جنوب السودان، تاريخيا، اثنيا، ثقافيا بل ودستوريا بموجب دستور جنوب السودان الحالى وليسوا كشميريين أو سودانيين كما ينعتهم الحاقدين الجبناء والسياسيين الانتهازيين. لم يكن خطاءهم وجودهم في الحدود الشمالية لجنوب السودان إذ إنهم وجدوا أنفسهم هناك دون تدبير مسبق. وكان المتوقع شكرهم علي صمودهم قدر المستطاع في الدفاع عن تلك الحدود عبر القرون ولكن بالطبع ليس من متملق سياسي اعماه الحسد والانتهازية السياسية والذي بدلا عن ذلك يصفهم دون خجل بالاجانب أو علي احسن تفضيل لهم بانصاف مواطني جنوب السودان. هذا إعتقاد سخيف وضحل العمق!
ثانيا، في مارس 1905 ودون مشورة مواطني دينكا نقوك، قررت الإدارة البريطانية في السودان آنذاك ضمهم (ابيى)الي مديرية كردفان(لاحظ لمديرية كردفان وليس لشمال السودان) لأسباب إدارية بحتة. وظلت دينكا نقوك تعارض وتقاوم ذلك القرار الفوقي منذ عام 1954 مرورا بمشاركة أبنائها وبناتها في العديد من حركات تحرير جنوب السودان بدءا بانيانيا1 مرورا بانيانيا 2 وانتهاء بالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان إلا أن أصحاب النوايا المريضة والانتهازيين الذين أشرت إليهم سابقا يصرون علي أن دينكا نقوك اختاروا الانضمام والبقاء في شمال السودان طواعية ولذا لا يجدر بهم إزعاج جنوب السودان بمحاولاتهم العودة إلى حضن الوطن. ولكن الذي لايعرفه هولاء او يتظاهرون بجهله هو أن ما فعله أو قاله سلاطين نقوك في تلك الأيام لا يزيد وزنا ولا أهمية عما قاله أو فعله زملائهم السلاطين في جنوب السودان في مؤتمر جوبا 1947 حينما قبلوا بالوحدة مع شمال السودان والتى رفضها الجنوبيون لاحقا وقاوموها بشتى أنواع المقاومة علي مدي الخمسين عاما فقدنا فيها الملايين من سكان هذا الوطن العزيز…………..
…….نواصل