ما بين جحيم داعش وجحيم البحر الابيض المتوسط تشتد قسوة البحث عن مهاجر جديدة لالاف من الاسر السودانية وغيرها من الجنسيات الاخري من المهاجرين الجدد عبر مملكة القذافي القديمة (ارض الجماهيرية) والكتاب الاخضر التي احالتها مليشيات العسكر والقبيلة والعقائديين الي دولة ممزقة تلتقي فيها كل المتناقضات والطامحين في ميراث هذه المملكة التي صنعها القذافي بالقوة والقهر والبطش وتحولت من بعده الي (كابوس) فشلت كل محاولات التسوية الي ترويضة والجامه من حالة الانفلات الامني والتنازع الاثني والعقدي .
واسر سودانية شتي بقيت هناك قدرا علي انقاض دولة تتشظي يوما بعد يوم كانت تراهن علي امل جديد وحلم قادم في مرحلة ما بعد القذافي لكن يبدو ان كل هذه الاحلام والامال والرهانات سقطت وتبددت وضاع معها حصاد سنوات عجاف من الغربة وحرمان الاهل .
والتقارير الصادرة من برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية بالجاليات السودانية فان اعداد كبيرة من السودانيين الفارين من جحيم الداخل الي عوالم جديدة اصبحوا في جالة نزوح مستمر من مدينة الي اخري ربما لا يعلمون ان البحرالابيض سيبتلعهم في رحلة المجهول اذا فكروا في عبوره او ان خفر السواحل سوف تترصدهم لتدخلهم القضبان لانهم سلكوا السكة الخطأ في الزمن الخطأ فهؤلاء يدركون انه لاسبيل ولا خيار لهم سوي ركوب هذا البحر في رحلة اللاعودة ولذلك فاما سكة البحر الي اوروبا واما الاستسلام داخل معسكرات داعش وهذا هو الخطر الاكبر .
وداعش هذه بحسب التقارير والانباء الواردة من هناك باتت تتمدد وتنتشر في ارض الجماهيرية بشكل كبير وتحصد كل يوم نفوذا جديدا فلم تعد الجماهيرية هي ذات الجماهيرية ولكنها اصبحت ارضا محروقة تحت وطات داعش , والسودانيين هنا وهناك تعنيهم قضية مئات الاسرة السودانية البائسة والهائمة الباحثة عن سكة خروج آمن فكلمات حاولت هذه الاسرالسودانية الفرار من مدينة الي اخري يفاجئها كابوس داعش فيتبدد امنها وتصاب بالرعب والهلع فلا احد الان يسال عن هؤلاء السودانيين كيف هو مصيرهم؟
مئات الاسر باطفالها ونسائها لا حول ولا قوة لهم يواجهون مصيرا قاسيا حيث لا راع هناك ولاسفارة ولا جالية تحمي حقوق منسوبيها ولا امم متحدة كلهم صامتين لا يحركون شيئا .. وعلي الحكومة ان تبادر لانقاذ رعاياها في تلك الارض المحروقة فمن الحق والواجب والمسوؤلية ان يتشكل فريق حكومي علي جناح السرعة ويطير الي ليبيا لمعالجة ظروف واوضاع هذه الاسر الهائمة والمحرومة .
تمهل ايها “الشيخ”
مهلا ايها الشيخ الجليل حسن ابو سبيب ان دعوتك لمولانا الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني بالعودة الي البلاد ولملمة شتات الحزب الاتحادي وبقاياه وعقد مؤتمره العام “المستحيل” لم تكن هي الدعوة او المناداة الاولي كما لم تكن الاخيرة فالحركة الاتحادية لم تعد تحتمل اكثر مما فيه الان من دعوات ومطالب ومبادرات وتيارات حديثة وقديمة واجنحة وفصائل وتحالفات تبرم واخري تنفض وحروب اعلامية وبيانات مضادة واخري مؤيدة وثالثة تهدد وتتوعد بانشقاق جديد .. تفويضات تمنح باليمني ثم تسحب بالاخري فاي مصير ينتظر الحركة الاتحادية وهي بكل هذا التشظي والاستقطاب .
انها الحالة التي حيرت جماهير وقيادات الحركة الاتحادية بكل ركامها من التجارب والمدافعات والمرافعات التي لم تخدم هذه الحركة الاتحادية بكل فصائلها بقدر ما انها عبرت بوضوح عن طموحات ورغبات قادتها وتنازعاتهم الذاتية . فمهلا الشيخ ابو سبيب ليست هناك دعوة يمكن ان تستجاب لصالح حزب لطالما ارهقته المسيرة فلن يعود مولانا بارادة احد كما لم ينعقد المؤتمر العام للاتحادي مهما علت الاصوات وتعددت , فصبرا جميلا ايها الشيخ الوقورحسن ابو سبيب عسي الله ان ياتيك بهم جميعا فتعقدون مؤتمركم داخل جنينة (سيدي) فيتم الاتفاق التوافق وتعود كل اسراب الحركة الاتحادية الي حضنها القديم بدار (ابو جلابية ) من بعد فرقة وشتات حينها ندرك ان الآجال قد انتهت ورفعت الاقلام وجفت الصحف .
ابو حمد تتوجع ..
بمثل ما ان منطقة ابو حمد بولاية نهر النيل تخرج من باطن ارضها ذهبا وكنوزا اخري من المعادن لتغذي بها الخزينة المركزية للدولة كان من الحق ايضا ان يخصص قدرا من هذه الايرادات او بالاحري من هذه النعمة لاصلاح الخدمات وتحسين البئة ومعائش الناس هاك حتي لا تصبح نغمة عليهم لكن يبدو ان الذي تعطيه ابو حمد لا يقابله ما يكافي هذا العطاء هكذا تتحدث مجالس المدينة هناك ويتحدت المجلس التشريعي الولائي بنهر النيل وحامي حمي المواطنين بذات اللغة هذا ما قاله السيد عبد العاطي الحفيان لعدد من الصحفيين بالبرلمان قبل يومين هو ان المجلس غير راض عما تقدمه حكومة الولاية لمواطنيها فالخدمات تتردي والامراض تتفشي وبالاخص امراض الكبد الوبائي خصوصا ان المنطقة عموما اصبحت تحت قبضة التعدين الاهلي وعلي هوامش مناطق الانتاج لان الشركات هناك حازت علي مناطق الثراء المعدني بطريقة او باخري لشركات متعددة الجنسيات وهي شركات ربما تعمل بحساب الربح والخسارة فما تخرجه وتاخذه من ارض ابو حمد لا تخرج منه ولو قدرا يسيرا لاصلاح واقع الاهالي ولا يعلم المواطنين كيف تتم التعاقدات مع مثل هذه الشركات ..من يضمن حق الولاية وحق المحلية وحق المواطن ؟
هل تتعافي الفشقة ؟
ما الذي يمنع اللجنة الاقتصادية السودانية الاثيوبية المشتركة من ان تعقد اجتماعاتها علي تخوم الحدود بين الدولتين ؟ او عند منطقة وتحديدا عند منطقة الفشقة بدلا من ان تختار بورتسودان مقرا لاجتماعاتها يومي غد وبعد غد .
أليس من الاجدي ان تقف هذه اللجنة علي شواهد وتقارير حية وافادات طازجة وميدانية من مواطنين ومزارعين بالحدود الشرقية لولاية القضارف يشكون باستمرار من اعتداءات الشفتة الاثيوبية علي اراضيهم وآلياتهم ومحاصيلهم الزراعية وبشكل موسمي دون ان تتخذ الجهات الرسمية أي معالجات حاسمة خاصة انها ظلت كظواهر متكررة فشلت معها كل اتفاقيات الامن والامان والبروتوكولات المشتركة وحتي لا تظل مثل هذه القضايا والمشكلات معلقة الي الابد , فلابد من ارادة جديدة علي مستوي الدولتين ان كانت فعلا هناك رغبة لبناء حدود آمنة ومستقرة وعلي الدولة السودانية ان تعي تماما ان مناطق كالفشقة بالقضارف وود الحليو وبكسلا وبعض المناطق علي حدودنا الشرقية هي مراكز للانتاج الوفير وبالتالي شكلت هذا المناطق احدي ركائز امننا الاقتصادي والاستراتيجي فاي شح في الانتج هناك بالضرورة سينعكس سلبا علي الانتاج الزراعي , وعموما ننتظر من اللجنة الاقتصادية “المشتركة” والمجتمعة الان بالبحر الاحمر مخرجات عملية تعيد الحق لمزارعيه بالقضارف نريدها مخرجات تبشر بموسم زراعي بلا عوائق وبلا اعتداءات خصوصا ان تمثيل الجانب السوداني في هذه اللجنة علي مستوي نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن .
امير من شرق السودان ..
ومن شرق السودان ياتيك الخبر اليقين بان حزب الامير بابكر دقنة يزحف بكل قوة نحو منصة الكبار من الاحزاب التقليدية ..فهناك بولاية كسلا نشا حزب الامة المتحد قبل حوالي سنوات قليلة هو حزب سليل طائفة الانصار .
فبالامس صادقت ولاية كسلا وجماهيرها علي منافس جديد لا ينازل الاحزاب الصغيرة فقط ولكنه يتحدي حتي المؤتمر الوطني هكذا كان يتحدث بابكر دقنة رئيس الحزب وهو مزهوا يخاطب جماهير حزبه في مؤتمرها العام كاول تجربة لحزب وليد استنسخته ظروف التجديد والاصلاح داخل منظومة حزب الامة القومي والامير دقنة يقول ان حزبه لم يولد باسنانه فقط ولكنه جاء الي المسرح السياسي يمشي علي رجليه ,خاصة ان هذا الحزب ظل في الفترات الماضية تفد اليه مجموعات واحزاب بكاملها للانضمام اليه , ولكن الذي يجب ان يعلمه دقنة انه لولا منح وعطايا الحكومة ومؤتمرها الوطني لما كان هذا المؤتمر العام ممكنا فحزب الامة المتحد هو في الحقيقة من بين العشرات من الاحزاب التي احتضنتها اسوار الوطني وافسحت لها قدرا من الجغرافية السياسية واستقطعت لها من لحمها وشحمها سلطانا ونفوذا وعلي كل فهذه الخطوة من حزب مستنسخ لا حول له ولا قوة تشكل ضربة معلم ورسالة قوية للكبار بان صغار الاحزاب يزحفون بخطي واثقة نحو القمة والمنصات القومية ..مبروك الامير بابكر دقنة
[email protected]