سلام جوبا لم يكن مفاجئا لكونه حلقة جديدة في الدائرة الشريرة التي ظلت العنصرية القبلية حبيسة جدرانه ، ورغم أن قيادة هذه الحركات نجحت في الأيام الأولى على هوية النضال المسلح على الأقل داخل حدود السودان ، إلا أن الوجه الحقيقي سرعان ما بدأ يتكشف واضطرت قيادة هذه الحركات أن تعتمد القبيلة عنصرا أساسيا في برنامجها وقامت بتوظيف أدوارها علي أساس قبلي بحت الأمر الذي جعله سلامها مع سارقي الثورة فاشل ، وما بين العديد من العوامل والوقائع التي يمكن اعتبارها دلائل مبكرة للفشل أن الحركات المسلحة السودانية هدفها الوصول إلى السلطة بمجموعات اثنية معينة واقصاء كل المجموعات الأخري في السودان دون تمعن حقيقي في بواطن الواقع السودان .
قبل الدخول في عنصرية هذه الحركات في السودان لابد أن نعرج للحديث وبسرعة عن الشهيد الدكتور خليل ابراهيم هذا الرجل يختلف تماماً عن قيادات الحركات الحالين لأنه يقبل التنوع في صفوف حركته ولكن بمجرد استشهاده فقدة حركته قواها لان أخيه جبريل أدارته ضعيفة لذلك الطابع القبلي تحكم في حركته ، أما بالنسبة لحركة مناوي هذه الحركة فقدت احترام الشعب السوداني منذ توقيع اتفاقية أبوجا بمجرد دخولها شريك لنظام السفاح البشير استفزت الشعب السوداني وعاست فيه ضرباً واستفزازاً داخل العاصمة وولايات دارفور وكل الشعب السوداني شهيد علي ذلك ، أما حركة عبدالواحد فهذه الحركة منحصرة في جلباب قائدها الذي لا يقبل بأي أحد خلاف أبناء عشيرته ، هذه الحركات الرئيسيه أما هناك عشرات الحركات منشقة من هذه الحركات وهي عبارة عن حركات مصالح شخصية وليس الا ، على المستوى السياسي لم يكن أداء الحركات متميزا بل على العكس اتسمت الممارسة بالعنصرية فبعد توقيع السلام المشوه ما زالت القضايا الرئيسية لم تراوح مكانها أو تراجعت إلى الوراء ولعل الشاهد الرئيسي على ذلك هو الفشل الحاصل الآن في عدم قدرتها علي التعامل مع التنوع الإثني في دارفور ، لتفتح الطريق أمام آلاف الأسئلة حول ما سيكون عليه مستقبلها في الأيام المقبلة .
الطيب محمد جاده/ فرنسا