بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
إن الفساد المالي والإداري والتنظيمي والهيكلي هو سبب مشاكل الحركة الشعبية. فلا يمكن لحركة ثورية تحررية أن تتقدم وجراثيم الفساد والغش والتزوير والتدليس والنهب والسرقة والفساد الادارى تعشش فيها. إن خفافيش الفساد لا تطير إلآ فى ظلمة الليل .فإذا أشرق نور الصباح أوت إلى أوكارها انتظارا لحلول الظلام حتى تعاود نشاطها. كذلك الفاسدون لا يرتعون إلآ فى مستنقعات الفساد السياسي الراكدة العفنة. لا حل أمامنا ولا خلفنا إلآ بتطبيق سياسة التطهير الشامل الكامل التي تستأصل كل الأورام الخبيثة فى جسد الحركة الشعبية دون استثناء أحد.
في استمرار السياسات الكيزانية (المؤتمر الوطني) من خلال سياسة شراء الرؤوس من اعيان ووجهاء وممثلين شعبيين ومثقفين وعسكريين وحتي فنانين وطبالين ورقاصين وغيرهم ، وذلك لتكوين أجهزة من الأشخاص الذين من خلالهم يزرع ثقافته وأفكاره ومخططاته … ويفرض سياساته على المواطنين وهو بذلك يغدق عليهم في العطايا. نجد أنالمجلس القيادي للحركة الشعبية اتبع كل سياسات المؤتمر الوطني والسودان القديم داخل الحركة من خلال شراء الذمم وتكوين شبكة من الموالين والطبالين دون اعتبار للأهداف الحقيقية للحركة. وأن هذا المجلس الفوقي بدل ان يقوم بدعم شعب المنطقتين في معسكرات النزوح واللجوء والكراكير ومساعدته لتناول ولو وجبة واحدة متكاملة في اليوم ، قام ويقوم بضخ الأموال الى بعض الأشخاص المفسدين المؤثرين في المجتمع مباشرة وغيرهم، بالتالى تبقى هذه الفئات في اتصال مباشر معه من خلال ربطها بخيط الرشوة والولاء المباشر …وهذا ما نلاحظه في دول الجوار من نشاط محموم لأنصار عرمان ومالك لشراء ذمم البعض ، وذلك لسحب البساط من تحت أقدام مجلس التحرير وتعطيل قراراته المصيرية.
ان سياسة الاغواء التي يقوم بها المجلس القيادي للكثيرين من خلال استدعائهم برسائل مباشرة من مالك عقار وعرمان الى كمبالا وأديس ابابا لإبهارهم واغراقهم في أجواء الراحة والمجون والترف والتكريم ثم توديعهم بمبالغ مالية قلت أو كثرت ، لم تعد قضية سرية أو تخفى على متتبع الأموال التي تتناقل في الدول.
كما ان الزيارات المتكررة لبعض الرفاق المشتبه فيهم لمعرقلي قرارات مجلس التحرير لتقديم التقارير خاصة من جبال النوبة ، ليست إلآ حلقة من ذلك المسلسل من الخيانات التي تعيش على الإرتزاق على حساب الحركة الشعبية كتنظيم ثوري.وان هذه الأوراق تتكشف يوما بعد يوم وكل من يدخل أو يخرج اليوم من المناطق المحررة بدون ان يكون في اطار واضح يبقى محل ألف استفهام؟؟؟
وليعلم الذين يقومون بهذه الأعمال أنهم يعتبرون جواسيس وعملاء ما داموا لم يعلنوا عن مصدر أموالهم القذرة.
ان العميد “ج ك” الذي يحمل أموالاً طائلة في شوالات خشبية وجوالات نايلونية وفي طريقه هذه الأيام الى المناطق المحررة لشراء ذمم ناس الإدارة الأهلية والمدنية وغيرهم ، مخطئ إذا ظن، ولو للحظة واحدة، ان المناطق المحررة مخزن للفساد والمفسدين ، ومرتعاً للشعارات والمزايدات السياسية المتكررة. ويخطئ أيضا إذا ظن أنه يستطيع شراء أخلاق الناس ومواقفهم وشرفهم وكرامتهم بالأموال وبالهدايا الثمينة وغيرها.
لن يستطيعوا شراء ذمم الناس هناك ولو ذهبوا بمليون جوال معبأة “بالفلوس” ، لأن القضية أكبر من الأموال والهدايا الغالية ..القضية قضية أرض وكرامة وشرف وتأريخ وثقافة ولغة ، وهذه الأشياء لا تُباع عند الأحرار والشرفاء.