*ستات الشاي و وصفه* *دوائية في زمن الثورة*
*_بقلم✒️_*_صلاح حامد الولي_
كالعادة الثورة مستمرة وخدمة الإتصالات قاطعه ، والكباري في البلد مغلقة بجانب الأسواق والمحلات التجارية ، عموما منافذ أرزاق مواطني هامش ولاية الخرطوم الفقراء الذين يعتمدون كليآ علي حركة الحياة اليومية معطله ، يعانون كثيرا ولا سيما مع الضغوط الاقتصادية التي ينر بها السودان كإنعكاس للازمة السياسية التي صاحبت الفترة الانتقالية من جهه وجدول أعمال المظاهرات شبه الأسبوعية كاحد اقوي سلاح يستخدمه الثوار لهزيمة القوي المناوئة للانتقال المدني الديمقراطي .
أمضيت هذا اليوم ٢٥ ديسمبر ٢٠٢١م مع رفيقي ومعلمي المناضل عمده صالح في طلمبة حمد النيل ، المنطقة علي ما يبدو اكتسبت اسمها من مقبرة الشيخ حمد النيل ، الموقع عباره عن سوق متكامل حيث توجد به ورش لإصلاح السيارات، مطاعم ، شوايه تيوس ، دكاكين ، نادي بلدي مفتوح في العراء لداله ( لعبه شعبية تعتمد علي إعمال العقل ) ، ستات الخضار واخوات حنونات ستات الشاي .
بينما اجلس عند أحدة الاخوات لإحتساء كباية شاي وهن في الحقيقة ثلاث بنات يعملن تحت راكوبه بائسه ويوزعن الإبتسامة هنا وهناك للزبائن الذين هم بحكم التردد إلي المكان مرات ومرات في اليوم أصبحوا اخوان وملجأ لهن ، يتبادلن معهم ظروف العمل اليومي من كسب الرزق ، ظروف الحياة انتهاءً بإحوال الثورة و السياسة ، وهن طبيبات نفس ينفذّن من تقاسم وجوه زبائنهن الي أوضاعهم اليومي من كسب الرزق ، حالاتهم الصحية في ظل خصخصة الدواء وكل أساسيات الحياة .
شاب في مقتبل العمر يلتوي من الم في معدته وعلي وجهه علامة إرهاق ، يحدثه ستنا بحنان أخيه الأصغر وتتألم معه ماذا بك اخي فقال بطني فقالت إحداهن أعطيه حب شاي وماء فتري ، فتردد الشاب في بادي الأمر ولكن مع إلحاحهن فأخذ الشاي بالماء ، فاحسّ الصبي براحة وانشرح وابتسم في دقيقتين وانصرف ، وراحت تحكي نجاح الوصفة مع أحد الزبائن ، واعتقد تعود إليها لا غيرها براءة الاقتراح غير مدفوع الثمن لهذه الوصفة الفاعلة .
ظاهرة ستات الشاي هي وسيلة شريفة لكسب العيش ، ومن خلالها استطاعت كثير من الأمهات من إرسال أبنائهن وبناتهن إلي المدرسة حتي الجامعه وإعالة أسرهن ، ولكن بالمقابل هذه الظاهرة تعكس حقيقة غياب دولة وطنية مسؤلة توفر للمواطن سبل العيش الكريم تحفظ كرامته وإنسانيته .
__دولة مدنية و_ _ديمقراطية_
_وان طال السفر__