البشير في دارفور غداً … ملك الإبادة لا يُبالي أن يكون حاكماً علي الجُثث!!
محمد بُوتشر: وثيقة الدوحة ولدت ميتة ولم تخاطب قضايا دارفور او السودان بل خاطبت قضايا أشخاص فقط ، ولا تزال الأزمة السودانية في دارفور تراوح مكانها ، وجرائم قتل المدنيين وحرق القري والإغتصاب لا زالت مستمرة بوتيرة أسوا من السنوات السابقه.
متوكل موسي:علي السيسي ان يتحدث كما يشاء وقوله بأن وثيقة الدوحه خاطبت جذور المشكلة هو حديث محط افتراء والواقع علي الأرض يكذب ذلك
نائب أمين العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بحركة العدل والمساواة السودانية: البشير يعلم ويخشي بأن الثوار منتشريين في كل أرجاء دارفور وإعلانه بعدم وجود الحركات فيها جزء من الهلع الذي أصابه ونظامه ولماذا كل المناشدات بالجلوس للتفاوض؟
ناشط سياسي:البشير يزور دارفور وهو مطالب من قبل المحكمة الجنائية وندعو المواطنين لتحويل الإحتفال إلي إنتفاضه
الخرطوم:(صوت الهامش)
أربعة عشر عاماً وبضعة عشر أشهر بالتمام والكمال … هو العمر الذي بدأت فيه أحداث التمرد باقليم دارفور .. أربعة عشر عاماً هي المدة التي لاقى فيها الإقليم (المأزوم) صنوفاً من المعاناة إنعكست سلباً على المواطنين في أرجاءه الإقليم المُختلفة ..
بداية الشرارة
قبيل أربعة عشر عاماً من الآن قررت مجموعة صغيرة على أن تحمل السلاح دفاعاً عن أهاليهم الذين يتعرضون لهجمات وإعتداءات ممنهجة من قبل مليشيات (الجنجويد)… بداية الأزمات مثلت خيطاً رفيعاً لأن تلج عبره مجموعة الإحتمالات فضلاً عن بروز مطالب لأهل الإقليم منها ما هو تنموي وآخر متعلق بشكل الحُكم مقترحات عدة قدمت من بينها منح أهل الإقليم حكمهم لوحدهم مع إشراف مركزي والبعض الآخر طالب باخضاع الأمر للإستفتاء ومعرفة رغبة الشعب في الإختيار.
الهجرة بسبب الحرب
هجر ملايين من الأهالي قراهم الأصلية بعد نشوب الحرب واستقر بهم المقام في معسكرات النزوح واللجوء يقتاتون من طعام الإغاثة التي توفرها منظمات أجنبية في تلك السنوات العشر التي أعقبت بداية الأزمة في الإقليم إنطلقت عدة دعوات من قبل شخصيات ومنظمات مجتمع مدني ودول كٌبرى للتفكير بجدية لإيجاد مخرج آمن للأزمة المستفحله والتي خلفت وراءها ملايين من الضحايا،فإنطلقت مفاوضات ماراثونية في كل من أبوجا وإنتهاءً بالدوحة بيد ان هذه الإتفاقيات لم تسطع أن تخمد نيران الصراع،ووثيقة الدوحة التي سيُعلن عن حلها نهائياً غداً (الأربعاء) بعد خمسه سنوات ..إختلف الناس حولها ووصفوا بأن الوثيقة أسكتت (الرصاص) وآخرون لم يروا في الوثيقة خيراً سوى أنها كرست لمزيد من التشظي والإنقسامات ولم تحقق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع..مما ولد سؤالاً لدى غالبية سُكان دارفور وأصحاب المصلحة الحقيقية في الإقليم ثم ماذا بعد بعد الدوحة هل إنتهت الحرب؟.
الخاسر والرابح
عطفاً علي السؤال الذي طُرح مُسبقاً فإن الإجابه عليه ربما تحدد المصير الذي يمكن ان تؤل إليه دارفور خاصةً وأنها تستقبل صباح اليوم (الأربعاء) أربعه رؤساء دول يحتفلون بنهاية وثيقة الدوحة،الحكومة المركزية والحكومة الولائية في شمال دارفور كُبري مُدن الإقليم حشدت الدعم المالي والفني لإظهار الإحتفائية وفي المقابل فإنهم يريدون خلق واقع جديد بدارفور مهما كلف ذلك من ثمن مالي إذ أنه تدفق غضون الأمس واليوم المئات من المسؤلين بجانب وجود إعلامي غير مُسبوق لإحداث زخم علي الإحتفالية اذ أنه من النادر أن يُغادر معظم رؤساء تحرير الصُحف السُودانية ويتواجدون في مكان واحد الا أن مصادر مُطلعه تحدثت لـ(صوت الهامش) أن توجيهات صدرت من قبل جهات عُليا لإظهار دارفور خالية من التمرد نهائياً وذلك بالوجود الكبير للأجهزة الإعلامية.
هل لبت وثيقة الدوحة الطموحات ؟
بُعيد حل السُلطة الإقليمية الجسم التنفيذي لوثيقة الدوحة غداً (الأربعاء) يتبادر إلي الذهن سؤالاً هل لبت وثيقة الدوحة طموحات وامال اهالي دارفور في التنمية وهل إنتهت الحرب نهائياً في الإقليم كثير من اصحاب المصلحة لديهم رؤية خاصة عن وثيقة الدوحة حسبما ذهب إليه الناطق الرسمي بإسم مكتب عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السُودان محمد بوتشر وقال لـ(صوت الهامش) أن وثيقة الدوحة ولدت ميتة ولم تخاطب قضايا دارفور او السودان بل خاطبت قضايا أشخاص فقط ، ولا تزال الأزمة السودانية في دارفور تراوح مكانها ، وجرائم قتل المدنيين وحرق القري والإغتصاب لا زالت مستمرة بوتيرة أسوا من السنوات السابقة وهو ما نعتبره المرحلة الثانية من جريمة الإبادة الجماعية ، وما يسمى بوثيقة الدوحة هي شرعنة لجرائم النظام ووجود المستوطنين الجدد في حواكير الشعوب الأصلية وتقسيم ولايات إقليم دارفور علي أساس قبلي وهى جريمة لا تغتفر وسوف يحاسب التاريخ كل الضالعين في هذه الجريمة من بعد محاسبة الشعب السوداني لهم عما قريب رؤية بتوتشر حول وثيقة الدوحة إتفق معها نائب أمين العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بحركة العدل والمساواة السودانية سيد شريف وقال لـ(صوت الهامش) بأن وثيقة الدوحة ولدت ميتة ومنتهية وأن المستفيدين منها أفراد وليس دارفور مؤكداً بأنها لا ترقي بمستوي حي من احياء اي قرية في دارفور وبالتالي اهل دارفور يعلمون جيدا ماذا فعل بهم الوثيقة السيسية.
إستمرارية الحرب
إلي ذلك فإن بدارفور شبه إجماع أن الحرب لن تنتهي وأن وثيقة الدوحة لم تعمل علي إيقاف الحرب وذهب في هذا الإتجاه الناطق الرسمي بإسم مكتب عبدالواحد نور محمد عبدالرحمن الناير (بُوتشر) وقال بأن الحرب لا تزال مستعرة في دارفور ومن يقول بغير ذلك نسأله عن ماهية الأهداف التي يسقط فيها طيران النظام قنابله وبراميله المتفجرة في جبل مرة وجبل مون وغيره من المواقع التى يسيطر عليها جيش تحرير السودان وحتى قري المدنيين لم تسلم من قنابل طائرات النظام وهجمات مليشياته؟!. وأضاف بُوتشر أن الحرب في دارفور لم تنتهي ولن تنتهى طالما هنالك مطالب عادلة لم تستوفي وشعوب قابضة علي جمر قضيتها وجيش تحرير عصي علي التطويع أوجد ليبقي وينتصر ،وذاد بقوله ( يمكن للثوار أن يفقدوا معركة ومعركتين لأن الحرب سجال ولكن من المحال فقدان الحرب وإلا لما أستطعنا الصمود لاكثر من ثلاثة عشر عاما أمام جبروت النظام بكل إمكانيات الدولة وحلفائه الإقليميين والدوليين ، وقد كنا في بداية الثورة نمتلك جيشا متواضعا عدة وعتادا ولكننا الآن نمتلك أحدث الأسلحة ، وإذا لم يقض علينا النظام كما يدعي في 2003 فكيف يقضي علينا اليوم وقد تضاعفت أعداد قواتنا أفقيا وراسيا؟!!).
الرقص علي جماجم الضحايا
غير أن كثيرون يتساءؤلون عن المخزي الحقيقي لزيارة عمر البشير الي دارفور والإحتفال بمدينة الفاشر فإن نائب أمين العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بحركة العدل والمساواة السودانية سيد شريف قال لـ(صوت الهامش) أن الغرض من هذا الاحتفال هو الرقص علي جماجم الضحايا مضيفاً ان البشير يعتقد بأنه يمكن من الفاشر يفك عقدة المحكمة الجنائية وإعطاء أوامر لمليشيات الجنجويد لتكلمة الابادة في دارفور ويتستر بالريئس التشادي وامير قطر وبيد ان شريف عاد وقال (لكن الفشل واضح من خلال عدم اهتمام أهل دارفور بما يجري في الفاشر) وذاد (البشير يعلم ويخشي بأن الثوار منتشريين في كل أرجاء دارفور وإعلان البشير بعدم وجود الحركات في دارفور هذا جزء من الهلع الذي أصابه ونظامه ولماذا كل المناشدات بالجلوس للتفاوض ) وأردف(البشير غير مثقف ولم يقرأ التاريخ ولا يعرف معني الثورات) مؤكد اً بأن النظام باسم هذه الوثيقة يتسول القطريين لإيجاد دعم لمُليشياته وقال بأن الأموال التي ستصرف في الاحتفال يمكن ان تبني مستشفيات ومدارس ومحطات مياه وغيرها من الخدمات الذي تفتقرها دارفور بل السودان اجمعه وتساءل ماذا حققت الوثيقة حتي تحتفل بها ودعا أهل دارفور بصفة عامة وأهل الفاشر بصفة خاصة لمقاطعة هذا العبث وتحويله الي انتفاضة لتكون بداية شرارة الي ثورة تعم كل السودان.
الا ان بوتشر عاد وقال لـ(صوت الهامش) ان زيارة البشير ومرافقيه إلي دارفور لم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة ، فقد زار دارفور مرارا وتكرارا ولكن زيارته لم تأت لشعوب دارفور بالحرية والكرامة والغذاء والدواء والتعليم بل تعقبها جرائم وقتل وإرهاب وتشريد للمدنيين العزل مؤكداً بأن البشير يريد أن يقول بأن الامن والسلام قد تحقق في دارفور ولكنه يكذب علي نفسه وهتيفته فقط ، واضاف بقوله (هو لا يستطيع زيارة أي منطقة في دارفور بخلاف حواضر المدن ، فأكرر له الدعوة مجددا بزيارة المناطق التى أدعي إعلامه الكذوب بأنه قد سيطر عليها وطرد منها جيش تحرير السودان في جبل مرة وما حوله حتى يعرف العالم بان دارفور خالية من التمرد كما يزعمون !!) وأشار بوتشر إن الحكومات الدكتاتورية لا تراعي مصالح شعوبها وإحتياجاتها الضرورية ، وما يصرفه البشير في الحروب والأمن وشراء الذمم وزيارات الرياء يمكن أن تعالج مشكلة كل أقاليم السودان في التنمية والخدمات ، وبين واذا علمنا بأن فاتورة الحرب تكلف خزينة الدولة ما لا يقل عن خمسة مليون دولار يوميا ، وأن أنفقه في حرب دارفور فقط خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية بلغ حوالي خمسين مليار دولار ، في حين أن مطالب مواطنى دارفور قبل نشوب الحرب لا تتعدي المائتين مليون دولار فقط ، ولكن هذا المبلغ (التافه) إستكثره البشير علي دارفور لأن في مخيلته هؤلاء لا يستحقون غير الموت والإغتصاب بل هم مواطنين من الدرجة العاشرة فكيف يطالبون بتنمية وخدمات أسوة بأقليم أخري أقل سكانا ومواردا وحجما من دارفور التى تساوي مساحة فرنسا.
المُلاحقة الجنائية
غير أن الناشط محمد سليمان فإنه يري في حديثه ل(صوت الهامش) أن هناك كلمات بسيطة تلخص الموقف في دارفور وهي ( لا عدالة … لا سلام) مؤكداً بأن البشير يزور دارفور و هو ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إلى جرائم إبادة جماعية بحق أهل دارفور مؤكداً بأنه لا يمكن كنس هذه الجرائم تحت سجاد التاريخ و التظاهر بأن كل شيء تمام في دارفور واضاف محمد بقوله (نعم .. نهاية اتفاقية مسرحية الدوحة هي شهادة وفاة هذه المسرحية العبثية التي لم تأتي باي سلام لدارفور.. بل كرست لفوضي القتل و غياب الأمن بقيادة مليشيات نظام الخرطوم التي تسمي بقوات الدعم السريع) وأردف (أن البشير يتدثر بغطاء حلفائه.. أمير قطر و رئيس تشاد و رئيس أفريقيا الوسطي و يستخدمهم كورقة توت ليداري فشله في دارفور و بقية المناطق المشتعلة في السودان) مضيفاً (أن للدارفوريين قضية كما لشعب جبال النوبة و شعب النيل الأزرق… و كل هذه الشعوب صمدت في وجه النظام الظالم … الذي هو الآن يترنح … و لن تستسلم شعوب هذه المناطق قبل انتزاع حقوقها أن شاءالله).
الاحتفالات لا تعنينا
في اضابير حركة تحرير السودان جناح مناوي ورؤيتهم حول احتفالات نهاية وثيقة الدوحة صرح الأستاذ متوكل محمد موسى مساعد رئيس الحركة للإعلام والعلاقات العامة، قائلاً أنهم لا يُولون أي إهتمام للإحتفال المسرحي والعبثي الذي يُزمع النظام تنفيذ فعالياته غدٍ الأربعاء في مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور بمناسبة ما يُسمى إنتهاء أجل السلطة الإقليمية التي يرأسها التجاني سيسي، قال:( الأمر يخص نظام المؤتمر الوطني وحلفاءه من حزب تجاني سيسي وليس لأهل دارفور علاقةً به).وفي رده على تصريحات د/ التجاني سيسي بخصوص رفضه توقيع وثيقة أخرى دون إتفاقية الدوحة، وأن الوثيقة متكاملة وخاطبت جذور المشكلة كافة، قال من الطبيعي أن يقول السيسي ذلك ونستغرب إن لم يقله، فهو ينفذ برنامج المؤتمر الوطني في إقليم دارفور، فالوثيقة التي وقعوها في الدوحة أصلاً هي وثيقة إذعان وإستسلام للمؤتمر الوطني ولبرامجه وتطلعاته في الإستمرار في سدة السلطة في السودان ولا يعنينا في شئ رفضه أو موافقته.
ثم أضاف ساخراً ( إن الكلام دوماً مجاني وليس بقروش وعلى السيسي أن يتحدث كما شاء له، وأن حديثه بأن وثيقة الدوحة قد خاطبت جذور المشكلة هو حديث محض إفتراء والواقع على الأرض يُكذب ذلك، فالأمن لا زال مفقوداً ومليشيات النظام مازالت تعيث فساداً في أرض دارفور وتعتدي على المواطنيين وتقتلهم وتنهب ممتلكاتهم وتجبرهم على الفرار، فأين وثيقة الدوحة مما يحدث الآن في دارفور؟) مضيفاً أنه وطالما يصر السيسي على الحديث بتحقيق الإستقرار والتنمية في دارفور وأن الوثيقة قد أتمت لأهل دارفور سلامهم وإطمئنانهم نتحداه أن يحدث الرأي العام وبالأرقام عن التنمية التي نفذوها وأن يُصرح بعدد المعسكرات التي انفضت طوعاً وكم هو عدد النازحين واللاجئين الذين عادوا إلى قراهم وديارهم مطمئنين ونوع الحياة الكريمة الآمنة التي وجدوها وكم قرية تمت مدها بالكهرباء وكم مستشفى كبير تم بناؤه وكم عدد السراير فيها؟ نريد منه أن يُخرج للناس كتاباً يقرأوه عن التنمية التى حققتها وثيقته لأهل دارفور و ختم مسئول إعلام الحركة تصريحه بأن العبرة ليست بمن حضر توقيع الوثيقة من المجتمع الدولي ولكن العبرة بما حققته على الارض من أمن وسلام وإستقرار فلا زال أهل دارفور في معسكرات اللجوء والنزوح ولا يستطيعون العودة إلى ديارهم بل حتى المواطنيين الذين أغراهم الخريف العميم والمُبشر تسللوا من المعسكرات خلسة وذهبوا ليزرعوا أراضيهم تعرضوا للعنف مما اضطرهم للعودة وترك فكرة الزراعة، فأين إستقرار الأوضاع في دارفور والذي يتحدث عنه السيسي وأمين حسن عمر وبشيرهما؟.
صوت الهامش