لندن _ صوت الهامش
أفاد مركز بيغن السادات للأبحاث الإستراتيجية أنّ روسيا برزت كشريك صامت للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مساعدة جهود المجلس العسكري في السودان لإضعاف – إن لم يقل هزيمة – ثورة شعبية استمرت أشهر وأطاحت بالرئيس عمر البشير.
وقد أظهرت وثائق مسربة تفاصيل عن حملة لتشويه صورة المحتجين المناهضين للحكومة في السودان، وضع خطط لتعزيز موقف روسيا عبر إفريقيا من خلال بناء العلاقات مع الحكام، وإبرام الصفقات العسكرية وتهيئة جيل جديد من القادة والوكلاء السريين.
وأفاد المركز في تقرير أن روسيا نصحت الجيش السوداني باستخدام الأخبار ومقاطع الفيديو المزيفة لتصوير المتظاهرين على أنهم معادون للإسلام وموالون لإسرائيل والمثليين.
كما اقترحت الخطة زيادة سعر الصحف لجعله من الصعب على النقاد التعبير عن آرائهم واكتشاف “الأجانب” في التجمعات المناهضة للحكومة.
ولفت التقرير أن يفغيني بريجوزين، رجل أعمال مقيم في سان بطرسبرغ وشريك مقرب من بوتين، قد اشتكي في رسالة إلى البشير قبل الإطاحة به من أن الرئيس لا يتبع نصائحه، متهمًا إياه وحكومته بالافتقار إلى النشاط .
وعّلق رئيس تحرير بي بي سي في إفريقيا فيرغال كين قائلًا، “كانت الخطة إظهار لنا فظاعة تصرف المحتجين. إذا كان بإمكان العالم أن يرى ما هم عليه فعلاً، فسيفهم أن النظام ليس لديه خيار سوى إرسال الميليشيات. إلا أن الأمور ساءت عند استهداف أول منشأة طبية.”
ووصف شهود خارج منشأة طبية ومستشفى زارته كين كيف اقتحمت القوات المباني ونهبت ودمرت المرافق.
“على المجتمع الدولي التدخل. لا يوجد سلام في السودان. الناس يعانون كثيرًا … أشعر بالخوف على بلدي،” قال رجل يقود سيارته أمام مستشفى أم درمان.
بالنسبة إلى كين، فإن وجود قوات الدعم السريع التي يرأسها الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي” في كل مكان جعلها “تشبه جيش الاحتلال أكثر من قوة الأمن الداخلي”.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى وقف انسحاب قوات حفظ السلام من دارفور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع “لديها سجل طويل من الانتهاكات ونفذت حملات مؤذية ضد التمرد في دارفور وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق خلال السنوات الخمس الماضية، حيث هاجمت القرى وقتلت واغتصبت المدنيين وأحرقت المنازل ونهبتها. ”
وكان وفد رفيع يمثل مليشيا الدعم السريع، ورئيس اللجنة الأمنية في المجلس العسكري، قاما بزيارة سرية لجمهورية روسيا الشهر المنصرم ،حيث عقدا خلالها صفقة شراء أسلحة متطورة، بجانب جلب طائرات مقاتلة لمليشيا الدعم السريع.
وتحتفظ مليشيا الدعم السريع، بعلاقات جيدة مع روسيا منذ عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، حيث أشرفت جماعات روسية عسكرية علي تدريب، القوات الخاصة لمليشيا الدعم السريع في معسكرات “أم دافوق” جنوبي دارفور، بجانب “الوخايم” شمالي دارفور، خلافا لخبراء تعدين الذهب الذين يعملون في جبل عامر.
وختم مركز بيغن أن جولة العلاقات العامة الفاشلة، الحملة، التوجيه الروسي، والمحادثات المتوقفة بين المحتجين والجيش تتناسب مع النمط الذي تروج له السعودية – الإمارات والذي تطور عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ الثورات العربية الشعبية عام 2011. إنه نمط يهدف إلى هزيمة الاحتجاج الشعبي بأي ثمن.