كيغالي – صوت الهامش
عندما كشف الرئيس الرواندي “بول كاغامي” الستار عن حكومته الجديدة في مطلع الأسبوع الماضي، لم يكن من بين الأمور التي برزت، عدد النساء المعيّنات في تلك الحكومة فقط، ولكن دخول الشباب لأول مرة في تشكيل حكومة في البلاد.
والنسبة للأشخاص الذين يجهلون السياسات الرواندية، يعد هذا الأمر مثيراً بلا شك، فقد تكاثرت الأقاويل حول انخفاض عدد القادة الشباب في أفريقيا، بالرغم من أن متوسط أعمار الشباب في القارة أقل من 20 عام، ما يؤدي إلى انفصال القيادة عن واقع الشباب في أماكن كثيرة في القارة.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني أعداد النساء في المناصب القيادية من إنخفاض حاد، ومع ذلك فإن دورهن في النمو الاجتماعي والاقتصادي في أي بلد يعتبر أمراً حاسماً، ما يفسر قيام القادة “الإصلاحيين” ببناء فرق تضم المزيد من النساء و الشباب الأصغر سناً بشكل متزايد.
بالنسبة لـ “رواندا” ، لم تبدأ هذه الرحلة في الأسبوع الماضي بتعيين الحكومة الجديدة، لقد بدأت هذه الرحلة منذ أكثر من عقد من الزمان، بدأت منذ حوالي 15 سنة، عندما كانت رواندا تحتل المرتبة 37 عالمياً بالنسبة لعدد المقاعد التي تشغلها النساء في البرلمان.
اليوم، و بأكثر من 60%، تمتلك “رواندا” أعلى نسبة من النساء في البرلمان في العالم، وفق موقع “أوول أفريكا”.
كان لدى الحكومة السابقة في “رواندا” أكثر من 40% من النساء، وهي نسبة عالية بكل المعايير، وفي ظل التعديل الأخير، تشغل النساء أكثر من نصف المناصب الوزارية الكاملة.
و يبلغ أصغر الوزراء سناً في الحكومة الحالية الـ 31 من العمر، كما كان عضواً في الحكومة السابقة، و مع دخول وإعادة تعيين شباب وشابات آخرين، انخفض متوسط عمر الحكومة الجديدة إلى 47.5 سنة.
وبالطبع ، ليس الشباب فقط أو كون المرشحين من الإناث هي التي تؤهل الشخص ليكون قائداً، بل هي مزيج من العوامل الأخرى بما في ذلك المهارة، والخبرة، والقدرة على تحقيق النتائج.
ومع ذلك، إذا كان تحول “رواندا” خلال العقدين الأخيرين هو شيء كان يجب القيام به، فإن أداء النساء والشباب الروانديين في مناصب قيادية مختلفة و عبر القطاعات المختلفة، يعمل كحافز لدمجهم أكثر في الحياة السياسية في رواندا.