تقرير: صوت الهامش
جدد الرئيس الامريكي الاثنين الماضي والثلاثنين من أكتوبر الماضي العقوبات مرة اخري علي حكومة السودان لعام اخر، قائلا ان سياسات الحكومة السودانية مازالت تشكل خطرا علي الامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية.
انفعلت الخارجية السودانية ببيان الرئيس الامريكي، قالت ان قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما بتجديد العقوبات المفروضة علي السودان لعام اخر، يتعارض مع بيان الخارجية الامريكية الذي أقر بدور السودان في مكافحة الارهاب في المنطقة، وجاء في بيان وزير الخارجية ان تجديد العقوبات غير مبرر، باعتباره إجراء روتيني، وان للقرار آثاره السالبة علي الاوضاع الانسانية بالسودان، ومجاف للاعراف الدولية المستقرة وقواعد القانون الدولي. بينما قال مبارك الفاضل القيادي في حزب الامة ان العقوبات الامريكية علي السودان، تسقط النظام، ونصح المعارضة بعدم الرهان عليها، وطالبها بالتسوية السياسية وعدم الركض خلف السراب.
ويشير رئيس تحرير صحيفة الجريدة اليومية الاستاذ اشرف عبد العزيز في عموده (الفجر الجديد) الي ان التنازلات والقرابين التي قدمتها الخرطوم لرفع اسم السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للارهاب، رغم تعاونها اللامحدود معها، طلبا لتطبيع العلاقات وشطبها من القائمة، رغم اعتراف واشنطن بتعاون السودان في ملف مكافحة الارهاب، قضية هذه العلاقات اصبحت عرضة للابتزاز من مجموعات الضغط داخل الكونغرس التي تضغط من أجل ارضاء اللوبيات المختلفة، مضيفا مع ذلك هذه المرة الواقع مختلفا، والغيوم في سماء العلاقات بين البلدين بدأت تنقشع، فالولايات المتحدة أبدت مرونة ولكنها لم تتنازل عن شروطها لرفع العقوبات والمتمثلة في تحقيق سلام في المنطقتين ودارفور، وتقدم الخرطوم في حقوق الانسان، وحرصها علي التسوية تفسره التحركات الماكوكية للمبعوث الامريكي دونالد بوث الاخيرة لتقريب وجهات بين الحكومة ونداء السودان.
وينفي المواطن محمد سنار وجود عقوبات علي الحكومة، هي لعبة بين الخرطوم وواشنطن وصفها بالقذرة، وتدار بدها شديد، قال، انهم يريدون اقناع المواطن ان الازمة التي تمر بها البلاد سببها هذه العقوبات، انظر الي كوريا الشمالية مقاطعة دوليا واقليميا، هي تنتج الادوات الالكترونية، ووصلت حتي تخصيب اليورانيوم. هي العقوبات المتضرر الاول هو المواطن، والطغاة يعيشون علي ابراج عاجية، باعتمادهم علي استثمارات خارجية وداخلية. وكيف يفسر تصدير الصمغ الي امريكا، والعلاقات المتينة بين المخابرات السودانية والامريكية، وتقديم تنازلات كبيرة.
تجديد العقوبات علي الخرطوم، هو إستمرار كرت الضغط عليها من الجانب الامريكي، في السابق وعدتها ابان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ان أمريكا ستقوم بحذف السودان من قائمة الارهاب الدولي، اذا سعت جيدا لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الخرطوم، قال الاستاذ بخيت صابون في منظمات المجتمع المدني ان التجديد المتكرر للعقوبات علي الخرطوم كي تضمن امريكا تعاون السودان معها والتمسك بذلك الي أطول فترة ممكنة .
من جانب اخر فوز الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة الامريكية تمثل مرحلة جديدة في إعادة صياغة سياسة بلاده تجاه السودان ، وهنا يكمن السؤال كيف ستكون شكل العلاقة بين واشنطن والخرطوم في المرحلة المقبلة ؟.
وكان وليد فارس مستشارالرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترمب لشؤون افريقيا والشرق الاوسط قال ان ترمب سيولي أهمية كبيرة لتلك المنطقة وخاصة السودان في سياسته الخارجية وأضاف اثر اجتماع مع عدد من ابناء جنوب كردفان بوشنطن انه على اطلاع كامل بالانتهاكات التي تقوم به حكومة الرئيس عمر البشير ضد شعبها على حد تعبيره.
وأضاف فارس ان ما من سبب يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها الاوربيين يرفعون العقوبات عن نظام البشير في ظل إستمرار الانتهاكات بالسودان .
وفي نفس السياق قال عمر قمر الدين اسماعيل منسق السياسات بمنظمة كفايا الامريكية ل (صوت الهامش) ، ان نظام الخرطوم أضاع فرصة ثمينة للتطبيع مع أمريكا في عهد إدارة الرئيس باراك اوباما والتي طالبت الخرطوم بخمسة شروط للتطبيع منها وقف القصف العشوائي للمدنين في درفور والمنطقتين وتوصيل الاغاثة الى المتضررين وحوار جاد عبر عملية سليمة واضحة المعالم يودي الى تسوية سياسية ، لكن الخرطوم بدأت بالتصويف وحاولت كسب الوقت واضاعت فرصة ثمينة، مشيرا الى ان إدارة ترامب الجديدة قد لاتكون مستعدة للحوار او حتى لديها رغبة فيه. الا ان الناشط المدني محمد سليمان ذهب في اتجاه اخر وقال ل (صوت الهامش) كان هناك تهادن واضح في تعامل إدارة أوباما مع نظام الخرطوم علي الرغم من تواتر الفظائع اللتي ارتكبها نظام البشير في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق ، وأشار الي ان الرئيس المنتخب دونالد ترمب أعلن عداوته الصريحة ضد المنظمات الإرهابية ، وأضاف ان هناك اسماء رشحت لتولي منصب وزارة الخارجية في إدارة ترمب, و كلها اسماء لها خبرة و معرفة بقضايا الهامش و بالذات مناطق الحروب في السودان ، ومن المتوقع أن متاعب النظام مع أمريكا ستتجدد و ستزداد تعقيدا.
وعن شكل العلاقة المتوقعة بين إدارة ترامب الجديدة ونظام الخرطوم قال عمر قمر الدين انه يتوقع ان تكون هناك اتّصالات بين الخرطوم وواشنطن بشأن القضايا العالقة تبدا بطلبات محددة وأسئلة محددة من الادارة الامريكية حتى تتمكن من الاحاطة بالازمة القائمة في العاصمتين من منظورهم ومن ثم يتم التقييم ، مشيرًا الى ان نظام الخرطوم اذا قدمت تنازلات منها وقف العنف في دارفور والمنطقتين والتوقف عن دعم الجماعات الارهابية والتبشير بالاسلام السياسي فسيكون هناك رد إيجابي من قبل إدارة ترامب، ولكن اذا واصلت الخرطوم في تاريخها المعروف بالتصويف فسيكون هناك مواجهة بين الدولتين. وتوقع قمر ان لاتحظى حكومة الخرطوم برضا ادارة ترامب مشيرا الى انه بعيدة المنال.