يا أيها البطل
ارجو ان انقل إليك هذه الواقعه عساها تفيدك
في معرفة ما يجري من ممارسات هرفت فيها بما لا تعرف
إبان الاعتقالات الاخيره التي طالت أعدادا كبيره لحزب المؤتمر السوداني علم جهاز الأمن من خلال رصد التليفونات ووضعها تحت الرقابه أن كل من أبوبكر يوسف الامين السياسي للحزب وسليمان ديناري عضو مركزية ولاية الخرطوم في زيارة لأحد الاصدقاء بشقه في اركويت يستأجرها شراكة بعض طلاب جامعة الخرطوم …. ضرب الجهاز طوقا أمنيا علي المنطقه واقتحم الشقه واقتصاد الي مباني الجهاز كل من كان موجودا بالشقه وهم الآتية أسماءهم
١/ ابوبكر يوسف …..مستهدف اصلا بالاعتقال
2/ سليمان ديناري …..أيضا مستهدف من قبل الجهاز
أما البقيه الآتية أسماءهم فقد تم اعتقالهم اعتبارا وحتما أن محمد عطا مدير الجهاز لا علم له باسماءهم ولا هوياتهم إذ انهم لا ينتمون لأي حزب ولا علاقة لهم بالمؤتمر السوداني من قريب ولا بعيد وحظهم العاثر والمصادفه وحدها هي التي قادتهم الي المعتقلات وهم
رامي طالب بجامعة الخرطوم إدارة أعمال محاسبه
أبوبكر خريج محاسبه جامعة الخرطوم
وكذلك
يسن صلاح مؤتمر سوداني مقيم بالشقه
عمر كمال مؤتمر طلاب مستقلين
بعض هؤلاء مكث لأكثر من اسبوعين متنقلا بين كوبر ودبك والبعض الآخر استمر اعتقاله لخمسين يوما بالتمام والكمال لم يتم حتي التحقيق معه ولم يعلم سبب اعتقاله
لقد كتبت يا البطل أن الاعتقال لا يتم إلا بعلم وختم مدير جهاز الأمن فهل تري معي من حيثيات هذا الاعتقال أن رامي وبكري ويسن صلاح وعمر كمال كانو في علم السيد المدير
واقعه اخري
تصادف إبان وجودنا في المعتقل أن جاءونا
بشاب صغير السن لم يتجاوز عمره العشرين
علمنا لاحقا انه ابن أحد قضاة المحكمة العليا
تم القبض عليه هو وسائقه بينما كان ينتظر عمته القادمه عبر مطار الخرطوم من السعوديه …تم القبض عليه بشبهة الاتجار في العمله وبقي معنا في العنبر ردحا من الزمان
الي ان تم إطلاق سراحه ومثله العشرات من تجار العمله
واقعه ثالثه
تم القبض علي ثلاث شباب أعمارهم في حدود التاسعة عشر والثامنة عشر بينما كانوا يكتبون علي حيطان أحد الأحياء بمدينة الثورة وتم الزج بهم في كوبر وبقوا هناك الي ما بعد خروجنا نحن
في كوبر نماذج متباينة لتهم مختلفه أعلاها القتل مرورا بتهريب السلاح والذهب وتزوير الجوازات والاتجار في البشر وتهريب الوقود وتجارة الآثار وداعش وسوريين ونيجيرين وتشاديين وأنماط مختلفه فيهم من مكث بكوبر أكثر من عام وهناك تسعة أشهر وهناك من يستحق أن يقدم الي محاكمه أو يحول الي الشرطه والقضاء …..المهم انك أن قدر لك ان تطوف علي سجون الجهاز بسجن كوبر فيصيبك العجب العجاب من عدد المعتقلين وأسباب اعتقالهم وطول بقائهم في انتظار حدوث معجزه لخروجهم من هناك
اخيرا أراك تحصر دعوات الناشطين للجم الجهاز وغل يده الطولي في المعتقلات فحسب متناسيا أن الجهاز هو من يوقف ويصادر الصحف والقنوات والجهاز هو من يمنع عثمان شبونه وزهير السراج من الكتابة بينما يفتح الأبواب علي مصراعيها للبطل والكرنكي يسودو الصحائف بما عن لهم …..الجهاز هو من يمنع ندوات الاحزاب ومؤتمراتهم الصحفيه ويقتحم دورهم دون وازع من دستور أو قانون رادع …….
من قال لك ان هناك وكيل نيابه ووزارة عدل تراجع قوائم المعتقلين وتطمئن علي سلامة
إجراءات اعتقالهم …..انا اعتقلت ثلاث مرات خلال الفتره من 2014 وحتي 25 ديسمبر قضيت خمسة عشر يوما في اعتقالي الأول ومائة يوم في الثاني وخمسون يوما في الثالث لم اسمع بوكيل نيابه ولم أشاهد أحدهم يزور المعتقلات متفقدا أو مستفسرا عن أحوال المعتقلين علما ان هاجس كل معتقل أن يجد من يشكو له حاله ويبثه شكواه ويستجير به من جهاز جائر وباطش
للجهاز تاريخ طويل ضارب في التجاوزات والانتهاكات من ايام بيوت الاشباح سيئة السمعه انتهاء بشقق كافوري
هل تعلم أن هؤلاء الشباب الذين اعتقلوا من شقة كافوري ضربوا ضربا مبرحا وان رامي الذي حدثتك عنه بوصفه طالبا في جامعة الخرطوم قد آدمي ظهره الضرب وتم معالجته بالملح داخل عنبر الأوسط الذي كنت به
أراك تخلط بين أمريكا التي تقطن بها ودولة جهاز الأمن التي نحيا نحن فيها حيث يغيب القانون هنا واستقلال القضاء بينما شهدت بنفسك هناك كيف وقف القضاء في وجه تراقب وتم ردعه وغلت يداه ولم يملك الرجل إلا الانحناء لسيادة حكم القانون وكلمة القضاء
هل تعلم أن نيجيريا يقبع في سجن كوبر بعنبر الأوسط أطلق سراحه بواسطة القضاء
وتم اقتياده مرة أخري الي سجن كوبر وهو باق هناك يشكو حاله للسماء في تحدي للقضاء والقانون
نماذج كثيره في الذاكرة من تجاوزات الجهاز وعلو كعبه وتماهي كل اجهزة القانون معه اما رهبة منه أو تواطئا معه هي كلها التي استدعت الصيحه والمطالبة بتعديلات تطال قانون جهاز الأمن حتي يأمن الناس علي أنفسهم من غول لا يردعه رادع
فارق كبير بين خلع الأسنان والمطالبة باحترام سيادة حكم القانون واستقلال القضاء والنيابة العامه
سهل جدا أن يوجه لك جهاز ألامن عبر (نيابته ) أمن الدولة تهما تحت المادة 50 حتي تبقي قابعا في السجون من غير ضمان الي ما شاء الجهاز ……قضية تراكس
نموذجا …ابراهيم الشيخ نموذج آخر ……قضية الإمام الصادق المهدي نموذج ثالث مع تباين واختلاف الحيثيات والزمان والمكان ….ويبقي ملف جهاز الأمن مفتوحا حتي تتم التعديلات بما يغل يد الجهاز الطولي
الغريبه أن دستور السودان الحالي حدد صلاحيات الجهاز ولكن قانون الجهاز ابتلع الدستور وصار الجهاز أعلي سلطه في البلاد
بالممارسه والتعديات والقرارات اليوميه
أحيانا كثيره يلتبث علي دور الشرطه ودور الجهاز والنيابة وحتي القضاء أراها كلها قد ذابت في الجهاز وتماهت معه ….وهذه الصورة أوضح ما تكون داخل المعتقلات
فمن يجرؤ علي تفتيش معتقلات الجهاز والوقوف علي ما يجري فيها
كما تلاحظ يا بطل نحن لم نتطرق الي طبيعة الطعام ولا شرب المياه من الادبخانه ولا اللحاف علي الارض الذي يتقاسمو ما بين 2 الي 3 أشخاص ولا منع الزيارة عنك ولا جهل اهلك بمكان اعتقاله ولا ضرب المعتقلين داخل المعتقلات مثل ما حدث لمستور
احمد محمد الذي يتعالج الآن بمصر من فوق اذنيه الاثنين جراء الضرب والتعذيب إبان اعتقالنا الأخير
فلماذا تصر علي بقاء أنياب الذئب والفك المفترس يا بطل …..ليتك التقيت بعض المعتقلين من أمثالي قبل جرأتك في الكتابة بما لا تعرف خاصة وأنهم يقولون انك في السودان تتفقد مبناك الجديد …قليل من الجهد يا أيها البطل كنت قد تمكنت من معرفة المسافة بين الأمن والحرية