سامح الشيخ
لم يكن موضوع تغيير المناهج ضربا من ضروب الترف الفكري أو صدفة عن طريق ضربة لازب إنما كان فعلا ثوريا تتطلبه ردة الفعل الثورية الموازية والمساوية لفعل ثورة ديسمبر ٢٠١٨ السودانية العظيمة التي كانت على جادة اتجاه التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. إلا أن المختلفين مع النظام القديم فقط في موضوع من يهيمن ومن ينفرد بالسلطة عبر الزهو المنتشي بكثرة من يدعمونه من جماهير اجتمعت حوله فقط لتزيده زهوا لم تجتمع حوله بارادات حقيقية انما بولاءات اسرية متضمنة صراعات جهوية وترقية وطبقية أو عاطفة دينية ممزوجة بأشواق توحيد أهل القبلة من السودانيين والتراثيين .وهذا هو مربط فرس التغيير وحصانها الاسود الذي جمع بين المتضادين في تحالف قحت العريض الذي كل يوم ينفض يده عن كثير من الكيانات الحزبية والسياسية إلا أن غزلة ينقض عبر إسقاطه للاقنعة أوتوماتيكيا باماطته اللثام عن من دخل هذا التحالف سياسيا وليس بينه خلاف فكري مع حركات الإسلام السياسي ومن دخله ناشدا التغيير وليس في ذهنه الحاضر أو الغائب اشواق لدستور اسلامي أو حكم إسلامي لا شك أنهم أصحاب هذه الاشواق هم الاكثرية من بينهم من هو متنكر بزي الليبرالية أو الاشتراكية لكن عقله الباطن يحركه ورثة ثقيلة من كتب التراث والتنشئة الاجتماعية التي لا تقبل اي تجديد أو أي نقد حقيقي يؤدي لتغيير حقيقي.
قضية المناهج فرزت الكيمان بين من يريد تغيير شكلي وبين من يريد تغيير جذري كل هذا يصب في مصلحة التحالفات الاسترايتجية تبنى على ما هو فكري وليس على ما هو سياسي الدرس المستفاد أن الحد الادني من الاختلاف الذي يوحد ما يسمى بالحركة الإسلامية هو نفسه الذي يوحد ما يسمى بأهل القبلة وهولاء هم دعاة الدستور الإسلامي الذين لا يختلفون مع الجبهة الاسلامية عضو أهل القبلة وعضو الحركة الإسلامية إلا في موضوع من يهيمن على السلطة لذلك نجحوا في تزييف حقيقة الصراع من أجل التغيير بتصويرهم قضية بأن قضية المناهج قضية انصرافية عبر شخصنة الصراع من مدير المركز القومي للمناهج وعبر تسييسها إسلاميا عبر الخصومة الفاجرة مع الفكرة الجمهورية التي اغتيل مؤسسها المسالم الذي لم يحمل يوما سيفا أو كلانشنكوف ولم يدينوا يوما اغتياله أو شعروا بالخجل من أنفسهم لاغتياله..
ان قضية المناهج هي الباب الرئيسي للدخول من الباب وليس من الشرفة لإصلاح الإقتصاد الذي تشوه بالايعاز بأن هناك ما يسمى اقتصاد
اسلامي عبر اضافة كلمة اسلامي للبنوك والشركات اليات السمسرة الانتهازية لما يعرف إسلاميا بالمضاربات والمرابحات..الخ .إن كل ما هو معروف باسم الإقتصاد الإسلامي هو ضرب من الخيال لا وجود له إلا في تصورات وعقل متبعي المذاهب في الفقه الإسلامي وهولاء المتبعين للمذاهب هم من ضيعوا دينهم وصاروا شيعا والفقه هو الاجتهاد البشري المقدس الذي نافس الاله وفاقه في القدسية .لذلك أن بحثت عن خلفية من انتصر له قرار رئيس الوزراء بتجميد قرارات لجنة اعداد المناهج ستجدهم اما من دعاة الإسلام السياسي مركزا وهامشا أو أصحاب الامتيازات من المستفيدين من الشركات الامنية او العسكرية او ملاك اراضي وأطيان آلت إليهم اما عن طريق الوراثة ونعموا وتنعموا من ريعها ليس عبر عرق جبينهم أن عبر مستاجرين بالسخرة أو عبر إيجار هذه الأراضي عن طريق مستثمرين أفرادا كانوا أو شركات .