واشنطن ـــ صوت الهامش
دعت منظمة (هيومن رايتس ووتش )اليوم الأمين العام للأمم المتحدة التحرك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 والعمل بشكل عاجل مع الاتحاد الأفريقي لنشر بعثة لحماية المدنيين.
وقالت إن الهجمات غير القانونية الأخيرة التي شنتها الأطراف المتحاربة السودانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أدت إلى مقتل مئات المدنيين وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار، فيما يواجه الآلاف في المدينة وما حولها المجاعة على الحكومات أن تدعم تحقيقات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الواضحة وغيرها من الفظائع المرتكبة في دارفور.
و تتصاعد الاشتباكات في الفاشر بين قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها والقوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة المتحالفة معها في منتصف مايو.
في 8 يونيو، هاجمت قوات الدعم السريع مستشفى الجنوب. دخل المقاتلون إلى المستشفى وهم يطلقون النار، مما أجبر المرضى وأقاربهم والطاقم الطبي على الفرار. وقال مسؤول بوزارة الصحة إن قوات الدعم السريع ضربته وطبيبين آخرين. ونهبت القوات أيضاً الإمدادات والمعدات الطبية. واضطر المستشفى إلى الإغلاق.
تُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على تلغرام في 9 يونيو، والتي حددت هيومن رايتس ووتش موقعها، مقاتلي قوات الدعم السريع داخل مجمع المستشفى. في إحداها، يجلس مقاتل من قوات الدعم السريع في سيارة إسعاف عند المدخل. تشكل الهجمات الموجهة إلى منشأة طبية، وهي هدف مدني، جريمة حرب.
و تعرض المستشفى الجنوبي للقصف أربع مرات على الأقل بأسلحة متفجرة في الفترة من 25 مايو إلى 3 يونيو، مما أسفر عن مقتل مريضين وإصابة 14 آخرين. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أن قذيفة هاون سقطت على وحدة رعاية ما قبل الولادة في 25 مايو أن قذيفة سقطت على جزء آخر من المستشفى يوم 26 مايو، مما أدى أيضاً إلى إلحاق أضرار بالمستشفى وسيارة الإسعاف.
ولفتت هيومن الى انه لا يزال الطرفان المتحاربان يخوضان قتالاً عنيفاً داخل وحول مخيم أبو شوك للنازحين شمال غرب الفاشر،وفقا، مشيرة الى تاكدها من مقاطع فيديو تم تحميلها على منصة إكس، تظهر وجود قوات الدعم السريع على الطرف الشرقي لمعسكر أبو شوك في وقت مبكر من 22 مايو.
واشارت هيومن فى بيان لها، انه وبعد اشتباكات عنيفة في 22 مايو المنصرم بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة، قال أحد “المستجيبين المحليين”، إن قوات الدعم السريع قصفت المخيم والمناطق المحيطة به، واعتقلت الشباب وضربتهم.
واضافت انها حللت صور الأقمار الصناعية التى اظهرت زيادة في المقابر في 6 مقابر على الأقل في المدينة من 9 مايو إلى 12 يونيو ، لا سيما في مخيم أبو شوك، وفي المنطقة الواقعة إلى الجنوب الغربي التي تعرضت للهجوم في 22 مايو.
ونوهت الى ان النيران دمرت آلاف المنازل، ولا سيما الحرق العمد، منذ بدء القتال في أبريل، ولا سيما في الجزء الشرقي من المدينة في المناطق السكنية ذات المساكن التقليدية، لافتة الى مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت فى مايو لتحديد تظهر جنود الدعم السريع وهم يشتعلون النيران بالقرب من المناطق السكنية.
واوضحت ان ذلك يتوافق مع استخدام الحرق المتعمد مع هجمات قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في ولاية غرب دارفور في عام 2023. وحتى 12 يونيو،حيث أفادت التقارير أن 43 قرية بالقرب من الفاشر قد تأثرت بالنيران.
وقالت المنظمة ان كلتا القوتين استخدمت أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق – بما في ذلك قذائف الهاون، وصواريخ المدفعية، والذخائر الملقاة جواً في حالة الجيش – في المناطق المأهولة بالسكان في جميع أنحاء البلاد. يمكن أن يؤدي استخدام هذه الأسلحة في كثير من الأحيان إلى هجمات عشوائية تنتهك قوانين الحرب.
ونبهت الى ان مقطعا فيديو حددتهما هيومن رايتس ووتش،يُظهر الموقع الجغرافي لجنود الدعم السريع وهم يستخدمون “صاروخ كورنيت المحمول المضاد للدبابات” من طراز 9M13، وفي إحداها تم إطلاق الصاروخ من تل شرق الفاشر باتجاه المدينة. وفي الثانية، تم إطلاق الصاروخ من شاحنة صغيرة داخل مناطق سكنية في الجزء الشرقي من المدينة.
يُظهر مقطع فيديو تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي في 16 يونيو، وتم التحقق منه وتحديد موقعه الجغرافي، صواريخ مدفعية من نوع جراد تضرب أحياء في وسط الفاشر حول السوق الكبير والمسجد الكبير. يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية والظلال أن الهجمات وقعت بعد ظهر يوم 3 يونيو. يُظهر تحليل الفيديو أن الصواريخ أُطلقت من شمال وشمال شرق المدينة، حيث تتمركز مواقع مدفعية قوات الدعم السريع.