إبراهيم إسماعيل إبراهيم شرف الدين
تنامي النزعة القومية واتساع قاعدة اليمين الشعبية في الغرب يعكس وعي الشعوب في أوروبا وأميركا بمصالحها المستهدفة والمهددة بالزحف الإسلامي العربي المصاحب للعنف الجهادي الذي تتبناه التنظيمات العربية الارهابية.
ولا يحق للعرب والمسلمين المطالبة بحقوق لا يؤمنون بها في بلادهم بذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي يصنف ضمن المحرمات والمخالفات وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية والثقافة العربية التي تكفر كل من يؤيد ويعتنق الفكر الغربي!!
ويعتمد العرب والمسلمون الذين يرفضون الحضارة الغربية المحرمة في معتقداتهم وتقاليدهم على التكنولوجيا والإبداع الغربي، على سبيل المثال لا الحصر في دور العبادة بما فيها الكعبة، لرفع الآذان وإلقاء الخطب وفي الطب فضلا عن استكشاف واستخراح النفط والغاز الذي قلب حياة العرب البائسة راسا على عقب وإلا ما الذي يؤهل دويلة مثل قطر التي تتبنى نظام حكم العائلة المطلق على السلطة للتوسط لنزع فتيل الأزمة السودانية المتفاقمة بسبب الدعم العربي ولاسيما القطري للنظام الابادي في الخرطوم الذي مازال يرتكب المجازر ضد سكان جبال النوبة، النيل الازرق ودارفور برغم صدور مذكرة اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية بحق الجنرال عمر البشير والمحامي أحمد هرون وقائد مليشيا الجمجويت علي كوشيب.
وتختلف الحكومات في الغرب عن الأنظمة في الشرق الأوسط وافريقيا في كونها تطبق القانون بصرامة وعلى كل من يخالفه مهما كان منصبه من الوزير إلى الخفير فيما يحظى قادة الديكتاتوريات وحلفائم في الدول العربية بحصانة دستورية. محاربة العنصرية والفساد في الشرق الأوسط وافريقيا بحاجة إلى تحرك وطني عاجل وأكثر من حديث فهو مسؤولية اخلاقية تستدعي اتخاذ خطوات عملية جادة لاستئصاله الذي بات ضرورة وشرط لترسيخ ركائز الحكم الرشيد لوقف هروب الافارقة إلى الخارج وعدم هجر أوطانهم التي لن تتطور إلا ببقاءهم فيها.
الديمقراطية مصطلح فضفاض وكلمة مطاطة مشحونة بمفاهيم وتفسيرات متعددة تعطي أولوية للمصلحة الوطنية حتى لو على حساب حقوق الإنسان وانتهاك العهود والمواثيق الدولية، كما في حالة الدول العظمى التي تستأثر بالقرار في مجلس الأمن الدولي وترفض السياسات التي تتعارض مع مصالحها السياسية والاقتصادية باستخدام حق النقد الذي تتمتع به فقط الولايات المتحدة الأميركية، الصين، وبريطانيا، فضلا عن فرنسا وروسيا.
وتستغل اميركا مظلة الأمم المتحدة للتدخل لفرض نفوذها وحماية مصالحها في الخارج ومازالت تسعى وتصر على هزيمة السياسات المناهضة لتوجهاتها وافكارها، وسبق وان غزت الولايات المتحدة كوريا الشمالية الشيوعية، والعراق بذريعة امتلاك الأخير أسلحة الدمار الشامل التي أصبحت لاحقا مجرد فبركة لتبرير عزل صدام حسين والاطاحة بنظامه ذات التوجه القومي ولكن ثمن الهجوم على العراق كان باهظا إلى الحد الذي اضطر الولايات المتحدة الإنسحاب من المعركة تحت ضغط تنظيم الدولة الإسلامية.
ويحرص المرشحون لخوض الإنتخابات الرئاسية في الغرب على مصالح شعوبهم واوطانهم ولذلك تقضي اجراءات السباق على السلطة باجبار المرشح طرح خطته وبرنامجه السياسي بغية إقناع الناخب للتصويت لحزبه، فيما يتم شراء اصوات الناخبين في الانتخابات الافريقية بما فيها الدول الديمقراطية بالمال للتصويت لصالح النظام الحاكم.