[quote]إبادة جماعية وتطهير عرقي أبرز الأحداث[/quote]
مُطالبات بتقديم البشير ومساندوه للعدالة الدولية
أحمد يعقوب: النظام مستفيد من الحرب بدارفور وفي هذه الحالة تعود دارفور سيرتها الاولي
عبدالرحمن القاسم:دارفور حظيت بإهتمام عالمي وإقليمي ولكنها لم تستفيد منه
الفريق صديق:لابد من أن يكون لأبناء دارفور إرادة سياسية وطنية لإحلال السلام
يوسف لبس:النُخب الدارفورية والمتعملين من أبناء المنطقة ساهموا في حريق الإقليم
الخُرطوم:صوت الهامش
يُصادف غُرة أغسطس الذكري من كل عام الذكري السنوية لإنطلاقة الثُورة المُسلحه في إقليم دارفور المُلتهب وتأسيس أول حركة تحمل السلاح سُميت ب(حركة جيش تحرير السُودان) .. أربعه عشر عاماً هي المدة التي لاقي فيها الإقليم (المنكوب) لصنوف من المعاناة إنعكست سلباً علي المواطنين في أرجا الإقليم المُختلفه ..قبيل خمسه عشر عاماً من الان قررت مجموعة صغيرة علي أن تحمل السلاح دفاعاً عن اهاليهم الذين يتعرضون لهجمات وإعتداءات ممنهجه من قبل (مليشيات) الجنجويد .. المجموعة الصغيرة إتفقت علي ضرورة أن يكون الخلاص من ما وصفوه ب(الجحيم) حينها هو حمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض ..حركة (تحرير السُودان) أولي الفصائل المُسلحه التي أطلقت الشرارة الأولي لحرب الإقليم عندما تم تكوينها في العام 2001 بمجموعة من أبناء دارفور إعتلوا قمة (جبل مره) في العام 2001 وأعلنوا رسمياً تدشين مرحلة الكفاح المُسلح بغية إزالة الغُبن والتهميش وظهر ذلك في بيانهم الأول ..إلا أن حمل السلاح رغم مرور خمسه عشر عاماً بحسب مُراقبون لم يعمل علي تحقيق المكاسب التي خرجوا من أجلها بينما يري البعض انه لولا حمل السلاح لما إلتفت النظام ومشايعه لدارفور.
إختلاف التواريخ
كثيرون يغلطون في تواريخ بداية العمل المُسلح في إقليم دارفور عدد كبير من المُراقبون يؤكدون الي أن الحرب فعلياً بدءات في العام 2003 عندما هاجمت فصائل تتبع لحركة تحرير السُودان مدينة الفاشر وإعتدت علي مطارها وحاميتها العسكرية،صحيح فإن تاريخ الإعتداء علي مطار الفاشر هو البداية الفعلية لتدشين العمل المُسلح بيد أنه في العام 2001 تكونت أولي الحركات المُسلحه في منطقة نائية ب(جبل مرة) وأعلنت صراحةً تمردها علي الدولة وقررت حمل السلاح دفاعاً عن اراضيهم.
فذلكة تاريخية
حركة تحرير السودان هي إحدى الحركات السياسية والعسكرية الرئيسية في دارفور قامت لما تراه رفعا للظلم الواقع على منطقة دارفور والمناطق المهمشة الأخرى على امتداد السودان، رئيس الاول لحركة هو المحامي عبد الواحد محمد نور و مني اركوي امينا عاما للحركة فهذه الحركة تعتبر الشرارة الأولى للنضال العسكري ضد حكومة الخرطوم فالاوائل المؤسسين لحركة تحرير السودان عددهم (17) شخص من أبناء الإقليم توجهوا في بداية عام 2001 الي جبل مرة لتشكيل حركة ضد النظام في الخرطوم والاوائل المؤسسين هم (عبدالله ابكر بشر و اركوري خاطر وجدو عيسي التجاني محمود وبخيت عبدالكريم عبدالله .و إبراهيم عبدالله التوم -.و جابر اسحق علي امبد و بشارة محمد تقابوو بشارة دفع الله خليفة و عامر بشر أحمداي – ونورالدين إبراهيم تقابووبابكر عيسي محمد ونميري أحمد علي و أحمد تور خلا عبد العال ومحمد إسماعيل خميس نيري واسحاق بركة طرمبا وصابر علي خاطر عروسى وإسماعيل حسين مادبو).
تضافر العوامل
تضافرت هذه العوامل وتراكمات عدة جعلت مواطن دارفور مهيئا للثورة ، واثباتا للتاريخ فان اول تمرد ضد سلطة المركز بدأ بغرب دارفور في شكل عصيان قبلي وثأرات هنا وهناك ، ثم تبعه شمال دارفور ثم جنوب دارفور في شكل حركات قبلية تكونت للذود عن حياض اهلها في ظل تجاهل المركز للفوضي التي بدأت آنذاك بالانتشار بغضه الطرف ودعمه لبعض القبائل العربية في غاراتها علي بعض القبائل الافريقية . كانت كل تلك الحركات تعمل منفردة ، وكانت غالبية تحركاتها تأتي كردود افعال لغارات او اعتداءات عليها مما حدا بالمناضل الشهيد عبدالله ابكر في طريقة لتوحيد هذه الحركات لتعمل سوية في مناهضة العدوان و الظلم وهنا بدأ الاعداد للثورة المنظمة وبدأت الاتصالات وتشكيل الوفود المعنية بأمر هذه الاتصالات ، وبدأت الاتصالات بكثير من العمد والنظار وشيوخ القبائل بدارفور و تمددت حتي وصلت الخرطوم وشملت بعض من المهمومين بأمر دارفور من ابنائها ولم يكن هناك اي استثناء لأي قبيلة كان الشهيد عبدالله ابكر صديقا حميما لمني اركو مناوي ولم يكن مني اركو في ذلك الوقت منخرطا في صفوف الحركة ، فدعاه في صفوفها مما حدا بحكومة الخرطوم لاقامة بوابات شرطة وامن غرب ام درمان وعند الرهد لاستجواب و ايقاف مد الشباب المتجهين لدارفور ، وكان اول سلاح تسلحوا به من الاستيلاء علي اسلحة مركز شرطة ولم تتعدي عمليات الحركة العسكرية انذاك الاستيلاء علي اسلحة مراكز الشرطة والذخيرة التي بها .
تزامنت بداية هذه العمليات النوعية مع الاتصالات التي كانت تجري بعمد ومشائخ ونظار القبائل ، فبعضهم اعلن دعمه السري للحركة وتحريضه لشباب قبيلته للانضمام وبعض اعلن التأييد العلني وبعض وضع شروطا اقرب للاستحالة لاعلان انضمامه .
كانت هذه هي البداية التي انطلقت بها حركة تحرير السودان والتي لم تكن تحمل اسما انذاك غير انها ثورة من اجل مظالم اهل دارفور ، تنامي عدد الشباب المنضمين للحركة والذي كانت تقول به كل الظروف الموضوعية التي ادت لنضج مرحلة الثورة انذاك اذ كانت معظم المدارس معطلة لاضراب المعلمين اذ لم يتسلموا مرتباتهم آنئذ منذ العام 1997 ، خلو المنطقة من اي مشروع تنموي ، فقدان الامن بفعل هجمات بعض القبائل العربية المدعومة من الحكومة ، عطالة ، مستقبل مظلم ،بالاضافة لتراكم المظالم التاريخي وتطور وعي و فهم مواطن دارفور الافريقي لوضعيته في الدولة السودانية والتي لا يعدو ان يكون فيها غير برميل بارود تفجره الحكومات المتعاقبة امام ثوار الجنوب لتوقف تمددهم شمالا ، او في مرتبة ادني قليلا من العبيد المسترق .
بداية الكفاح
مابين العام 2001 والعام 2003 مرت مياه كثيرة تحت جسر القضية التي كانت في بداياتها عدد كبير من أعيان دارفور والمثقفين من أبناء المنطقة إستشعروا الخطر الماثل في الإقليم وتقدموا للحكومة بإحتجاجات بضرورة مداواة ومُعالجة الإختلالات وعدم التوازن في مسألة الثروة والسُلطة ووقف الإعتداءات الممنهجة الا أن صوت المثقفين والحادبين علي الإقليم لم تجد أدني إستجابة فقد مثل العام 2001 بداية فعلية للكفاح المسلح ضد حكومة المركز في الخرطوم وعمت شرارة الثورة كل مدن وقري دارفور.
ميته وخراب ديار
لم تكن تدري الحكومة حينها خاصة حكومات ولايات دارفور الثلاثة بأن مجموعة ال(17) التي صعدت لقمة جبل مرة في العام 2001 يُمكن أن تشكل خطراً حقيقياً عليها وتساهم مُستقبلاً في الترويج لحرب السُودان في غني عنها نظراً لما كان يدور حينها من إقتتال في جنوب السُودان قبل إنفصاله فنظرة عامة الناس في ذلك الوقت كانت تُطالب بضرورة إيجاد حلول ناجعه –لما ظلت تطالب به بعض الاغلبية المضطهدة في دارفور الا أن بعض المسؤلين حينها- لم يكترثوا لتلك الدعوات – وإعتبروا بأن المجموعة الصغيرة التي خرجت ستعود أدراجها ويتم الجلوس معهم بُغية التوصل لحل وفاقي ومعرفة الأسباب التي دعتهم للعصيان علي الدولة وقادتها.
مُصيبة الإهمال
المجموعة الصغيرة التي إعتلت قمة (جبل مرة) في ذلك الوقت لم تتجاوز أعدادهم العشرين فرداً ….فهذا الأمر حينها ولد نوعاً من السخرية تجاه الذين خرجوا لإعتبارات كثيرة بأن احاديث الاهالي في بدايات الألفين كانت تُركز علي أن المجموعة الصغيرة لا يمكنها أن تحقق أي مكاسب وستفشل في تحقيق الهدف الذي من أجله أنشاءت الحركة ..فوضعية عدم الإهتمام بالذين خرجوا ساهم بصورة كبيرة في تنظيم المجموعة المُسلحه وإستطاعت في فترة وجيزة أن تجند المئات من الغاضبين سُكان المناطق المحلية فتمددت المجموعة في القٌري والفرقان تروج لمشروع التهميش وعدم الإهتمام ببعض المناطق ..فاقامت عدد كبير من معسكرات التجنيد إستقبلت مئات من المقاتلين المتطوعين.
ضربة الفاشر ..البداية الفعلية
إستغرقت عمليات التجنيد وتدريب المقاتلين في الحركة الصغيرة أكثر من عامين قادتها المجموعة المُسلحه في تجنيد الذين إلتحقوا بصفوف الثورة لتحقيق مكاسب تتمثل في إقتسام عادل للثروة والسُلطة..عامين قضاها المُقاتلين في قمة الجبل ..وسط صمت حكومي مُريب وتجاهل لما يحدث في جبل مرة حتي جاءت البداية الفعلية هو ضرب مجموعات مُسلحه في 28/أبريل/2003 حاضرة ولاية شمال دارفور مدينة (الفاشر) والإعتداء علي مطارها وتدمير مروحية كانت تُرابط بالمطار ومقل ما لايقل عن ال(70) من القوات الحكومية والإستيلاء علي بعض الاليات ..فالإعتداء علي مطار الفاشر في العام 2003 وضع الحكومة في موقفاً مُحرج ..ووضعها أمام تحدي جديد لجبهة جديدة أعلنت عن نفسها ميدانياً ونفذت عملية عسكرية لم تكن متوقعه.
من هم المعتدين
إختلفت الروايات وتشعبت المعلومات عن من هم الذين إعتدوا علي مطار الفاشر؟ ومن الذي وفر لهم الدعم المالي لتنفيذ هذا المخطط؟ ومن الذي سهل لهم دخول المدينة الامنه في جُنح النهار؟ ذهب اخرون في التحليل والإجابة لبعض الاسئلة وقالوا بأن الهجوم علي مطار الفاشر ..تم من قبل حركة تحرير السُودان لوحدها بينما قال اخرون إلي أن الإعتداء تم بمجموعة إئتلافية من الحركات المُسلحه حسبما ذهب بذلك بحر ابوقردة في حوار سابق أجرته معه صحيفة (الأهرام اليوم) السودانية إلي ان الإعتداء علي مطار الفاشر تم بإئتلاف من قبل حركتي تحرير السُودان والعدل والمساواة،ولفت في حديثه إلي أن إستعدادات القوات المُسلحه في ذلك الوقت لم تكن بصورة جيدة بالإضافة إلي أنه لم يكن هناك إحتمال بأن تتوغل الحركات المُسلحه وهي في بدايات إنشاءها لعمق دارفور وتضرب مدينة امنه كالفاشر، العملية العسكرية الأولي للحركات المُسلحه سميت بالخاطفه نظراً لسرعة الإعتداء وسرعة الخروج من المدينة التي تركوا فيها ضحايا من الجانبين،رواية ابوقردة وقوله بأن ضرب مطار الفاشر تم وفقاً لإئتلاف بين الحركات كذبها أحد الناشطين وقال بان ضرب مطار الفاشر تم من قبل حركة تحرير السودان وقال بان الحركة في بداياتها قامت باربع وعشرون عملية عسكرية من ضمنها عملية مطار الفاشر الشهيرة والتي تسلحت منها الحركة بقيادة الشهيد عبدالله ابكر والذي خلفه في قيادة الحركة مني اركو مناوي بعد استشهاده مشيراً انه حتي تلك اللحظة لم يلتحق بها عبد الواحد محمد نور ، ومع تنامي اعداد الشباب المنضمين للحركة وخاصة المتعلمين منهم اصبحت هناك حاجة لتسمية الحركة غير الاسماء التي كانت تنعتها بها الحكومة كقطاع طرق وعصابات النهب المسلح وغيره من ساقط الوصف واضاف بان عبد الواحد محمد نوركان في ذلك الوقت حبيسا يقبع في سجن كاس لانتمائه للحزب الشيوعي السوداني و ايضا كان هناك العديد من سجناء الرأي الذين ابدوا تبرمهم مما تفعله الحكومة بأهلهم في دارفور وكان لتلك النواة العسكرية اتصالات بهم وهم داخل المعتقل.
نجم عبدالواحد
عقب حادثة مطار الفاشر لمع نجم (عبدالواحد محمد نور) الذي ظهر للوجود وأعلن عن ترؤسه الحركة التي نفذت العملية العسكرية الخاطفه،تسابقت الفضائيات العالمية بإستضافه نور الذي هو الاخر بدأ منتشياً بأن حركته التي إحتضنها جبل مرة حققت مكاسب علي أرض الواقع وخلقت لنفسها إسماً لا يمكن تجاوزه وعليه بداءت الحكومة فعلياً في تدارس أزمة دارفور ومعرفة الأسباب التي قادت هذه المجموعة الإقدام علي تنفيذ عملية نوعية في عمق المدينة.
سُوء الأوضاع .. ودماء دليج
رويداً رويدا بدأ الصراع في الإقليم يأخذ طابع المقاومة والهجمات المتبادلة عقب عاماً واحد من الإعتداء علي مطار الفاشر ففي نهار الجمعة 5مارس من العام 2004 عاشت منطقة (دليج) الواقعة بولاية وسط دارفور يوماً دموياً، حيث كانت المنطقة في ذلك اليوم على موعد من المعاناة مصحوبة بشلالات من الدماء روت فيما بعد أرضها الخصبة (دليج) الواقعة في محلية (وادي صالح) الكُبرى تعيش فيها قبائل كانت قبل إندلاع أزمة التمرد، تعيش تلك القبائل في وئام وسلام يجمع بينهما الهم اليومي بيد أن شيطان الخلافات ونيران التفرقة فرقت بينهما وتحول الأهالي بعد أن كانوا كتلة واحدة يتصارعون حول من يحق له البقاء في الحياة ولمن ستكون القرية، وعلي هذا الوقع الأليم إرتكبت مليشيات (الجنجويد) حينها أكبر مجزرة دموية يشهدها الاقليم وذلك بعد عام واحد من إندلاع التمرد عندما قام مسلحون يتبعون لمليشيا الجنجويد بأخذ ما يقارب مائة وخمسين من عمد ومشائخ المنطقة وحفظة القرآن وذهبوا بهم الى أحد الوديان القريبة من المنطقة وتمت تصفيتهم رمياً بالرصاص، في أبشع صراع دموي، حينها بدأ الكُل في التحدث عن من هو القاتل وماهو مصير المجرم؟ ومن الذي أمر المتفلتين في إرتكاب مجزرة دموية في حق مواطنين عُزل؟.
تدويل الأزمة
بعد حادثة منطقة (دليج) الشهيرة بدأ الصراع في المنطقة يأخذ طابعاً قبلياً في دارفور إذْ أن المنظمات الدولية التي تدخلت مباشرةً بعد الحادثة ووثقت للحرب القبلية في دارفور وأن هناك اغلبية لا تمتلك السلاح في بالمنطقة تواجه خطر الإنقراض بعيد هجمه ممنهجة من قبل الحكومة ومليشياتها المدعومه بالمال والسلاح، وباتت منطقة دليج وأحداثها العاصفة حاضرة في كل المحافل الدولية ومنها إنطلقت ثبت للعالم اجمع بان هناك تطهير عرقي وإبادة جماعية تواجه كثير من المواطنين المستضعفين، ودانت حينها منظمات أجنية وحركات مُسلحة تحمل السلاح الحادث ووصفته بالبربري والأعنف من نوعه وطالبت في ذات الوقت بالقاء القبض على الجناة علي رأسهم الرئيس البشير وتقديمهم للعدالة على ما إرتكبوه من جُرم في حق مواطنين عُزل.
معاناة وشلالات دماء
خمسه عشر عاماً من القتال المُسلح لم تحصد فيها دارفور سوي الخراب والدمار بسبب تعنت الحكومة وتعمدها في دعم المليشيات والقبائل وتجيشها ..خمسه عشر عاماً عانت فيه المراءة الدارفورية فقدت فلذات أكبادها وتأتم أطفالها وفقدت زوجها في صراع دموي ممنهج لا يُعرف حتي الان أين تتوقف مسيرته ..خمسه عشر عاماً المطالب تبقي هي .. وبدأ سؤال اخر يتداول متي تعود دارفور سيرتها رغم الألم والدموع وللإجابة لهذا السؤال قال نائب رئيس حزب الأمه واحد أبناء دارفور الفريق صديق قال لابد من يكون لأبنائها إرادة سياسية وطنية وإرادة أبناء منطقة واحدة بمختلف إنتماءتهم وألوانهم ولم ينسي صديق النظام الحاكم والذي قال بان عليه أن يدعم هذا الإتجاه لاحلال السلام في دارفور.. المجتمع الدارفوري تفتق وتشرزم بسبب الحرب وبدأ اخرون في السؤال متي يتعافي المجتمع الدارفور وتعود إليه الوحدة وقال الفريق صديق فأن على الإدارة الأهلية أن تخرج من عباءة التنظيمات السياسية وأن تصبح الدوحة التي يستظل فيها أبناء دارفور لأنها هي مصدر الحكمة التي جمعت أبناء دارفور وجعلتهم يعيشوا لسنوات في تعايش سلمي اذا لم تتوفر تلك العناصر فإن أزمة دارفور تظل متجددة ويستمر الإقتتال فيها.
إتهام النُخب
مع إشتعال الحريق وإستمرار أزمة الإقليم طوال الأربعه عشر عاماً بدأ إتهام اخر يوجه لأبناء دارفور المثقفين والمتعملين منهم بأنهم ساهموا بصورة كبيرة في تأجيج الصراع المُسلح في الإقليم بوقوفهم صفاً تجاه قبائلهم ..ولتأكيد هذا الحديث وجهت (صوت الهامش) سؤالاً للقيادي بالمؤتمر الشعبي وأحد أبناء دارفور المثقفين يٌوسف لبس قائلاً بأن هذا الحديث صحيح نوعاً بيد أنه عاد وقال بأنه ليس بالصورة المطلقة.. وأكد أنه من المفترض أن تكون النخب الدارفورية سواء كانت في الحكومة أو المعارضة أن تعمل عملاً ايجابياً وأن تكون في منطقة فاصلة تسعى لرتق النسيج الاجتماعي والوقوف في مسافة واحدة لتقريب وجهات النظر وأقر بأن هذا الأمر غائب تماماً.
ضياع الفرصه
اما الناشط واحد محامي دارفور عبدالرحمن القاسم فقد قال في افادته ل(صوت الهامش) بأنه لم تحظ أي قضية علي الإطلاق بمثل ما حظيت به قضية دارفور دوليا و إقليما في سنواتها الأولي ، ففي السنوات الخمس الأولي اصدر مجلس الأمن ما ينيف عن عشرين قرارا بشان دارفور بيد أنه عاب علي الدارفوريين وقال بأنهم لم يستطيع استثمار هذه الفرصة الثمينة ، والتي أكد بأن جلها ذهب ادراج الرياح لأسباب عدة من عدم وجود مجتمع مدني متدرب و قادر علي جني ثمار هذه المعطيات ، كانت هنالك منظمات سودانية قليلة ذات كفاءة لإنجاز هذا العبء الثقيل بجانب انقسام حركات دارفور و حتي لبناتها الأولي كانت غير منسجمة و ينقصها البرنامج الموحد فضلاً عن أن قضية جنوب السودان و تقديم قضية دارفور كبش فداء لتحقيق مطامع و مصالح خارجية لم يكن طرفي الاتفاق لهما مصلحة فيها ، الشي الذي أدي لتنازلات إقليمية و دولية و غض الطرف عن ما يحدث في هذا الإقليم المنكوب ( راجع إيريك ريفيس ، دارفور المنسية ) أضف إلي ذلك ظهور أزمات جديدة في العالم مثل الربيع العربي في مصر و تونس و ليبيا علاوة علي مشكلة سوريا و هيمنة موضوع الدولة الاسلامية علي الاهتمام العالمي مبينا ان بقاء الحركات المسلحة منقسمة يستحيل تحقيق الحد الادني للسلام و مصالح أهل دارفور ، وطالب بضرورة ان تندمج جميها في كيان واحد و علي أسوأ الظروف علي ان يكون لها برنامج موحد و الجلوس او الامتناع معاً دون تخلف أي منها عن الآخر في أي خطوة مضيفاً أن الحكومة تتمنع الان عن تحقيق سلام شامل لظروف إقليمية و دولية تصب في مصلحتها بجانب ان حوارها الداخلي لم تكن جادة فيه و الدليل علي ذلك كونها ترفض تضمين فترة انتقالية في مخرجات الحوار الداخلي ، مشدداً بأنها لم يكن هنالك تحول ديمقراطي ما لم تضمن فترة انتقالية في صلب وثيقة الحوار الداخلي هذا علي سبيل الافتراض مع انها مرفوضة أصلا كونها تمت بصورة منفردة بعدم مشاركة الفاعلين الأساسيين في العملية مشيراً ان المجتمع الدولي يركن الي رأي ان ليس هنالك بديل جاهز لتقلد مقاليد الأمور في السودان و من ثم يرغب في التغيير السلس و هذا يعود الي ضبابية البرامج لقوي المعارضة الداخلية و الكيانات الثورية ، لانعدام مواثيق واضحة عملية ، وعرج في حديثه الي حالة إنعدام الثقة بين كل السودانيين حتي هذه اللحظة ، صراع الهامش و المركز ما زال يؤرق مضجع الحادبين علي مصلحة البلد العليا من ابناءه البررة واشار الي ان هنالك أشياء لم تكن الان من ضمن الأجندة المثارة علي طاولة المفاوضات ، هذا ما يقوله الضحايا الحقيقين ، منها العدالة الجنائية و جبر الضرر ، لذا يعتقد كثير منهم بان مجريات الأمور لا تعنيهم كثيراً.
استفادة النظام
أما أمين آمانة الحوار والبناء السياسي والتفاوض بحركة تحرير السودان قيادة مناوي أحمد يعقوب فقد قال في حديثه ل(صوت الهامش) ان المستفيد الوحيد من حرب دارفور هو نظام المؤتمر الوطني باعتبار انه لا يعرف لغة غير لغة الحرب مبيناً ان الحركات المسلحة لم تحقق اهدافها مؤكداً بأن رؤيتها مازالت بعيده المنال من النظام القائم علي سدة الحكم في السودان لجهة ان الحركات تسعي الي دولة العدل والمساواة وحكم القانون والي دولة تسعي الجميع،وتوقع ان تعود دارفور سيرتها الاولي في حال التوصل علي وضع عادل في التنمية وتقسيم مرضي للثروة والحكم واحترام حقوق الإنسان والإتفاق علي هوية حقيقية للسودان بجانب وضع دستور دائم يجد فيه كل اقليم نفسه فيها دون تهميش.
أسئلة مُشروعه
بعد خمسه عشر عاماً من بداية الصراع المُسلح في الإقليم يبقي التساؤل قائماً من المستفيد من حرب دارفور ومن الخاسر في الصراع المٌسلح ومن الذي يتحمل مسؤلية إنتشار موجة العنف الذي أدي لنزوح الاف من المواطنين غادروا قراهم التي عاشوا فيها وتحولوا بين يوم وليلة إلي لاجئين ونازحين في المعسكرات يأكلون من خشاش الأرض،ومتي تعود دارفور سيرتها الأولي كل هذه الأسئلة المشروعه محتاجة إلي إجابات شافية من قبل الحكومة والمعارضة سوياً وموجه كذلك لأبناء دارفور الذين مازالوا يقبضون علي (الزناد).
تعليق واحد
Re: Presumably most of the nations underestimate others right of existence, therefore, it’s categorically and undeniably difficult to overcome conflicts arounds the globe, + the interest disputes and crime rates are dramatically reversed the clockwise of the global policy which was aiming to promote the culture of memorandum and engagement in non-hostile bi or multilateral relations but it seems that the endangered nations would embrace the cult of unilaterally based ties which at the end will lead to a cynical-decision-making perspective, that kind of act will bring about spontaneous and deliberate political showdown between contesting forces and the victims are the innocents who will be stranded or trapped between a political rainforest and the floods / waves of societal, cultural and political invasions.in contrast recognizing others self determination will definitely not just make the world a better place to live but also politically stable economically strong and humane, technocracy sometimes succeeds.