في مشهد غريب على مسرح تمثلية التوقيع على خارطة الطريق سرعة توقيع الحكومة عليها في 21 مارس 2016م في اديس واختلافات حول النصوص وخلافات المجموعات الحزبية في باريس قبل التوقيع والغموض الذ اكتنف المذكرات المتبادلة بين الصادق المهدي ورئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى ثامي امبيكي وارتياح الاخزاب السياسية بعد التوقيع كلها دلالة على خداع الشعب السوداني المغيب كليا عما يجري في الوطن ليس فيه مؤسسات تمثله .
لماذا يقول أمين عام الحركة الشعبية ياسر سعيد عرمان قبل التوقيع انه ذاهب لتجهيز الجيش الشعبي لصد هجوم الصيف القادم 2017م ؟؟ وماذا حدث بعد التوقيع على خارطة الطريق حيث تغييرت اللغة في مجمل تصريحاته يقول لا عودة للحرب ؟؟ وما ورد في بيانه بعد مؤتمر باريس في 21 يوليو 2016م من تناقضات مخلة بالخطاب الثوري يرفض الشي ثم يعود له بالقبول لا نعلم ما المبررات ؟؟ ولم يوضح لنا السيد الامين العام ما هي الاسباب التي اجبرته على التوقيع قبل قبول البنود المقترحة لتدعيم خارطة الطريق وما هو الهدف من ذلك حيث قال : رفضنا خارطة الطريق لأنها ستؤدي الي إلحاقنا بحوار الوثبة وخضنا معركة طويلة لأداء واجبنا في دعم مطالب شعبنا وحقه في التغيير، كان من إيجابيات ما قامت به قوى نداء السودان هو حدوث متغيرات ومستجدات عديدة: ثم عاد وقال : التوقيع على خارطة الطريق من حدث لإلحاق أربعة تنظيمات من تنظيمات نداء السودان بحوار الوثبة الي عملية سياسية تمر بإجراءات تهيئة المناخ من وقف الحرب وتوفير الحريات وغيرها.انتهى كلامه .
لا حدثت التغييرات ولا هو امتنع عن التوقيع كحركة شعبية وهنا الفجوة بين الرفض والقبول لا شك ان هناك شيئا ما لم نعرفه وعلى اقل تقدير أن الصادق المهدي لعب دورا مهما في عملية ارضاخ الحركة الشعبية وتطويعها بواسطة امينها العام حيث جعل صوته ينخفض في نقد النظام ولسانه يلتوي من أسقاط النظام والقاه في مزبلة التاريخ إلى المصالحة او المشاركة مع النظام في حكم السودان نعم في السياسة تنزلات ولكن لابد من مقابل .
رؤية السودان الجديد شعار الحركة الشعبية الرئيسي الذي اغرى اكثر من 70% من الشعب السوداني ودفعهم ألى الانخراط في صفوف الحركة الشعبية وهو يحمل امالا تقوم على تفكيك الدولة السودانية القديمة الهشة وإعادة هيكلتها بشكل الذي يضمن لكل مواطن سوداني حقه في الحياة الكريمة، بتذويب الفوارق وكسر انياب العنصرية والايديولوجية التعصبية الجهوية والعرقية وتفريغ اوعية الفكر المتفعن الذي يستثمر الدين لأغراض فئة بعينها لتحقيق مصالحها الضيقة ، الشعار يقود إلى ارساء قواعد الدولة المدنية الحديثة المتطورة بالفهم الوطني الواعي وتأسيس دولة سودانية قوية متماسكة متكافئة متوازنة معافاة من جميع الامراض والاوبئة الفكرية حرة وإنهاء الانحطاط الاخلاقي في ادارة شئون الشعوب في دولة كانت من اكبر الدول الافريقة مساحة واغناها ثروات طبيعية ومعادن .
نعود إلى موضوع السؤال هل النظام استخدم ذكائه لتفكيك المعارضة السودانية ؟؟؟ حسب القراءات ممكن حدوث ذلك لأن المعارضة السودانية ظلت هشة منذ ان كانت التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي في العاصمة الارتريا اسمرا اكتوبر 1989م وتم اختراقها بواسطة الصادق المهدي في عملية تهتدون الآولى في 9 ديسمبر 1996م عندما ادعى هروبه من السودان إلى ارتريا وجرى لها ما جرى من فركشة وتشتيت واصبحت في خبر كان وعاد الصادق المهدي إلى السودان في 23 نوفمبر 2000م في عملية سميت تفلحون وذلك بعد مسرحيات اهمها عقد اتفاق نداء الوطن بين الصادق والبشير وبرعاية الرئيس الجيبوتي عمر قيلي (انظر نداء الوطن مرادف لنداء السودان ) .
لا شك أن المعارضة قبل التوقيع على خارطة الطريق المسدود كانت مهدد رئيسي للنظام في الخرطوم بعد استقوائها بالمجموعات المسلحة ومع عجز النظام الخروج من ازماته الخانقة وتردي الحالة المعيشية للمواطن السوداني في ازدياد الفقر وانتشار الامراض والفساد المتعاظم في كل ناحية لقد اقترب النظام من هاوية الزوال لولا الثعالب وبنات آوى الذين يحيطون به وينتفعون من استمراره ابتدعوا خارطة الطريق كمقص لإحتواء المعارضة ومستهدفين تقليم اظافر المجموعات المسلحة وعلى راسها الحركة الشعبية .
خارطة الطريق المسدود من جانب الحكومة محاولة اهمها فصل المعارضة الداخلية من المجموعات المسلحة لأن المجموعتين مجتمعة شكلوا قوة ضاغطة على النظام مهدد رئيسي على بقائه في السلطة وقد وضح بعيد التوقيع على خارطة الطريق اصبحت المعارضة الداخلية الممثلة في الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقوى الاجماع الوطني مفصولة عمليا عن المجموعات المسلحة ولا يوجد ترابط مباشر معها كما كانوا شبه كتلة واحدة حيث انه يجوز لهم اي الاحزاب السياسية والمكونات الاخرى الغير مسلحة الانخراط في عملية الحوار الوطني ومشاركة الحكومة بينما تظل المجموعات المسلحة في عراكها مع النظام في عمليات تفاوضية متأرجحة المستفيد منها النظام في تدوير عجلة الزمن ببطء لصالحه حتى يتمكن في ايجاد الفرصة المناسبة للأنقضاض على المجموعات المسلحة عسكريا او بالوسائل التي يختلقها النظام بين الفينة والاخرى .
في عملية التفكيك نعتقد كل لاحزاب السياسية مخترقة من قبل نظام المؤتمر الوطني ويسهل استخدامها ولكن تفكيك المجموعات المسلحة حلم يراود الحكومة دائما وتتمنى تحقيقه لذلك دابت في الاستفادة من الانقسامات في الاحزاب السياسية وإختراقها كاجسام مضادة لها مستفيدة من تلك الانشطارات التي تحدث لنفس الاجسام بفعل الخلافات بين اعضاء الحزب الواحد وتشرع في استقطاب الاطراف الهشة منها او السهلة الانقياد بطرق خبيثة في عملية احتواء بتقديم إغراءات مادية وعينية ومن هنا تحدث عمليات الاختراق بالتوجيه اما ان يتم رجوع بعض الاعضاء إلى مكانهم السابق أو يعود الجسم المنشق كله إلى الجسم الرئيس ويكون النظام قد انهى عملية زرع المفخخات في كامل الجسم السياسي ليصبح مخترقا .
ولما كانت عملية اختراق المجموعات المسلحة امرا صعبا عمدت الحكومة والاجهزة المعنية الاستفادة من الساقطين من تلك المجموعات وتجنيدهم لإختراق ذاتها مثلا الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان جسم عسكري صعب اختراقه لتماسكه وتكامل اجهزته الامنية اليقظة ولكن في نفس الوقت حدث فيه تحديات عظيمة ادت ألى تعرضه للخطر نتيجة خلافات إدارية مفتعلة من قمة القيادة ولكنه ظل متماسكا.
الحكومة تستفيد من بعض قيادات الحركة الشعبية المنسلخين منها في توظيفهم ضد توجهات الحركة الشعبية كسلاح علي الرغم من هولا المستخدمين يظلوا بانتمائهم إلى الحركة الشعبية وموجودين داخل الخرطوم وجوبا بعضهم يسمون انفسهم الاغلبية الصامتة وهم جميعهم ضد مصالح النوبة يقفون بصلابة ضد رغبة شعب النوبة الذي يناضل من اجل الحرية والعدالة وصوت هولا المشاكسين دائما مع الحكومة لأنهم مستخدمين مدفوع لهم الاجر ومنهم مزتورين في الحكومة على حساب انتصارات الجيش الشعبي ويعلمون أن الحكومة لها برامج لإبادة شعب النوبة والحكومة تقوم بعملية تهجير النوبة من قراهم بنية ابدالهم بمواطنين جدد والادهى والامر بعض من هذه القيادات حمل السلاح وقاد جيش من المليشيات لمحاربة نفسيه ( أهله ) في الجيش الشعبي الذي يحمي ارضه وعرضه .
نظام الخرطوم مستفيد من مثل هولا في توظيفهم ضد اخوانهم لتسهيل مهام النظام في القضاء على النوبة من جوانب كثيرة المدنية والسياسية وتفكيك موسستهم العسكرية فعملية تفكيك الجيش الشعبي صعبة على النظام وليست سهلة الحدوث ذلك لأن العقيدة القتالية لدي الجيش الشعبي اقوى من كل شيء ولكن المعضلة تكمن في وجود اطراف من أبناء النوبة يقومون بالتشويش على مسيرة النضال ويقفون مع العدو.
اوشك شعب النوبة ان يحقق مطالبه لو لا حرامية السياسة في الخرطوم الذين يتخطفون النضال عن طريق المبادرات الواهية التي لعبت دورا هداما في تعطيل الثورة ولقد اجاد فيها الابالسة لعبة اخراج آدم من الجنة الفجر الجديد ونداء السودان الذي بلعته خارطة الطريق .
الدروس التي وجب على الحركة الشعبية والجيش الشعبي ان يعيها كل التحالفات التي تمت لم تجني منها أي فائدة بل كانت خصما على نضال شعب جبال النوبة ممثلا في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان واطالت امد الحرب وخرجت هي المستفيدة ولن تلتفت إلى الخلف ابدا مهما مارس النظام ضغوطا على الحركة الشعبية لذلك تكون الحركة لقد اخذت درس من ذلك و الا تسمح بالمزيد من التننازلات المهينة شعبها .
عملية تفكيك الجيش الشعبي قبل الحصول على المطالب التي من اجلها حملوا السلاح هزيمة نكرا لنضال شعب جبال النوبة كان لقد كان لدينا احساس وما زال هذه الحكومة لا تريد السلام ولا يمكن تتنازل عن برنامجها الاقصائي والتي تعتبره غير قابل للنقاش من اي جهة فهي تعتبر عملية الاحتلال قد تمت حيث فصلت القوانين والنظم على حسب مبتغاها في دولة هي ترى انها اكتملت لصالحها في عنصرية عروبية وعلى الأخرين الموت او الخروج منها مشردين .
هيكلة الجيش السوداني في عملية الدمج بين الجيشين قبل تفكيك الدولة السودانية الحالية نفسها وإعادة هيكلتها لتصبح دولة العدالة والقانون ويأخذ كل ذي حق حقه وتعود المظالم لأهلها وبدون ضمانات ، ستكون كارثة لآن النظام سيضع الجيش الشعبى في المصفى والتخلص من عناصره حتى ينتهي ويعيد النظام قوته من خلال وثبته فانظروا ما سيحدث.