اليك حواء السودان الأم ,الأخت ,الزوجة اليك أيتها المربية الحنونة والفلَّاحة والعاملة والمهندسة والطبيبة والمعلمة والمحامية والصحفية…اليكِ يا حـواء السودان اليكِ يامن اشبعتكِ الحيـــاة غصصْ المآســي اليكِ يامن أدمنتِ مرارة الحياة ,اليكِ يامن خفقت الالام لمفجعكِ والآهات ,وتعلم الصبر منكِ الصمت ومضض الاهوال ..اليكِ وقفة أجلال واحترام .
لكِ سوى الالام مابين قسوة الحروب ومصاعب الحياة تكون حواء السودان صابرة بعنفوان صبرها وتحملها . كم تحملت حواء السودان خلال العقود الماضية وحتى اليوم المعاناة وقساوة الحياة ومرارتها بسبب الحروب الطاحنة والازمات الأقتصادية المتلاحقة وأثبتت جدارتها من حقك ان تطالب نفسك والجميع بان ينحني لها عرفاناً وان تؤدي لها التحية من يتصفح سجل حواء السودان سيتوقف طويلاً أمام أسماء نسوية خالدة حفرن أسماءهن عميقاً في الذاكرة السودانية وستبقى أسماءهن خالدة ابد الدهر.. لقد تعرضت حواء السودان الى ظلم ومآسٍ يندى لها جبين الانسانية ,عن ماذا نتكلم ؟! وعن اي شيء نحكي هل نتكلم عن تلك المراة المضحية بابنائها وهم راكبون قوارب الموت حتى كانو ا كبش الفداء وغيرهم ممن قادتهم يتنعمون بطيب العيش ام سنتكلم عن حواء دارفور وجبال النوبة اللواتي تم اغتصابهن ام نتكلم عن اللواتي تهجرن وسُلبن أبسط مقومات العيش وهن يفترشن الصحاري والعراء تحرقهن لهيب الشمس وبرد الشتاء !! ام نتكلم عن تلك النسوة وهن يفترشن الطريق لبيع الخضراوات وبعض الحاجيات تحت مظلة صغيرة لاتقيهن حرارة الشمس وبرودة الشتاء أم أم..!!!!معاناة حواء السودان لم تكن وليدة اللحظة بل هي معاناة تراكمت مع توالي الحروب والازمات في السودان قسوة الحياة تركت بصمات عليها منذ ان فتحت عينها على الحياة حتى يومنا هذا ولكن مرحلة حرب دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق كانت أشد وطىءً واكثرها عناءا واعباء على كاهل حواء السودان مما نتج عن هذه المرحلة من صراعات واقتتال ودمار كان لها فيه الوجع الأكبر .
العويل حواء السودان مسيجة بالخراب والموت المفاجىء لاتعلم باي لحظة سيفتك بها أو بأهلها ووطنها عذراً عذراً يــــاحواء فماكان منــا ان نفقدك الامل و فيكتنفه الغموض حسب الاحداث المستجدة والفساد والافسادأردنا ان نكتب عنكِ وانت المدينة الكبرى وانتِ أم الدنيا اردنا ان نتكلم عن تلك الرائدة في السياسة والزراعة والثقافة والادب اردنا ان نتكلم عن الالق الذي يشع من وجوههن وهن يقدمن الانجازات اردنا وأردنا ولكن؟!!لاأعتقد ان تكون حواء السودان سعيدة وابنائها مصيرهم مجهول ..سامحينا يــــاحواء اصبح الوطن غارق في انكسارات الظلم والفساد.
الطيب محمد جاده