[quote]تدمير التعليم بجبال النوبة نموزجا.[/quote]
التعليم حق من حقوق الانسان الاساسية لكل الاطفال في سن التمدرس، وهذا الحق يحصل علية الاطفال دون تمييز في الجنس واللون والدين والموقع الجغرافي، نظام المجرم عمر البشير من خلال الحروب العنصرية التي يشنها علي الهامش السوداني أستهدف النظام التعليمي ومؤسساته بالتدمير من ضمن للمؤسسات المدنية كالمرافق الصحية والمساجد والكنائس والكباري…الخ، هذا الاستهداف والتدمير الممنهج للمؤسسات التعليمية يقلل فرص حصول اطفال الهامش (جبال النوبة) من الحصول علي حقهم الطبيعي في التعليم والالتحاق بالمدارس. وعلي اي حال كان لابد للحركة الشعبية والحكومة المدنية بالاقليم التعامل باستمرار مع هذا الوضع السئ، وان تضع التعليم في أعلي سلم أولوياتها وأهتماماتها وتنفق وتخصص غالبية الموارد الشحيحة علي التعليم.
ففي الوقت الذي لم تتعافي جبال النوبة من أثار الحروب العنصرية في فترة الحرب الاولي ١٩٨٣٣ الي ٢٠٠٢ أوقد نظام المؤتمر الوطني حروب عنصرية جديدة بجبال النوبة ادت الي نزوح ٦١٢.٠٠٠ شخص نزوحا داخليا في خلال السنتين الاوائل من الحرب ٢٠١١ الي ٢٠١٣ ليتضاعف عدد النازحين الي ١٠٠.٠٠٠ شخص سنويا، بينما هناك ٩٣.٠٠٠ شخص مسجلين بمفوضية الامم المتحدة للاجئين بايدا واجوانج تونق. وهناك ١.٢٠٠.٠٠٠ شخص يعيشون داخل أقليم جبال النوبة بالمناطق المحررة في اوضاع أنسانية مأساوية واستهداف مباشر كاهداف للالة العسكرية لنظام المؤتمر الوطني، وهم بالتالي يمثلون حقيقية ضحايا حروب المركز العنصرية الجديدة بحق انسان الهامش السوداني بجبال النوبة.
الحرب العنصرية التي يقودها نظام المجرم عمر البشير بجبال النوبة تستهدف الانسان الموجود بتلك المناطق بغرض احداث تغيير ديومغرافي واثار اجتماعية عميقة تعيق تطور تلك المجتمعات وقدرة أفرادها في الترقي الاجتماعي، وبالنظر الي اهداف هذة الحروب العنصرية المركزية علي جبال النوبة وأنعكاسها علي التعليم نجدها اكثر وضوحا من غيرها خصوصا في التعليم.
عدد المدارس الثانوية والاساس في ١٣ مقاطعة جميعها تواجة اوضاع استثنائية من حيث نقص المعلمين والفصول والوسائل التعليمية والكتب وغالبيتها مدمرة جزئيا، ويبلغ عدد الطلاب بتلك المدارس ٨٦.٩٢٢ طالب، يبلغ عدد الطالبات ٣٩.٦٣٢ بنسبة ٤٨ ٪ بينما يبلغ عدد الطلاب ٤٧.٩٢٢ بنسبة ٥٢٪ يدرسون ٢٧٢ تعمل حاليا بالمناطق المحررة حيث يتركز العدد الاكبر منها في مقاطعة هيبان ٧٤ مدرسة وام دورين ٤٩ مدرسة والدلنج ٤٥ مدرسة، وهذة المناطق الثلاثة هي المناطق التي شهدت اكثر عدد من الهجمات بالصواريخ وبراميل الانتنوف من جملة ١٣ مقاطعة تم تدمير ١٦٣ مدرسة كليا او جزئيا عن طريق القصف وخرجت ٢٤ مدرسة من الدراسة بتلك المقاطعات نتيجة للنزوح والتهجير القسري، ونصف عدد هولاء الطلاب النازحين خارج نظام التعليم.
في ظل هذا الوضع الانساني الحرج والذي أثر مباشرة علي حق اطفال جبال النوبة علي الحصول علي التعليم يواجة المعلمين اوضاع ماساوية ومصاعب جمه في التدريس، من حيث انعدام البيئة الصحية للتعليم والتدريب وفرص التاهيل وتطوير مراكز التدريب الموجودة والتي لا يزيد عددها عن مركزين، وبالرغم من جهود الادارة المدنية والمنظمات المحلية للمساعدة الان ان هذة الجهود دائما تتكسر امام شح الامكانيات والتمويل اللازم، بالاضافة الي طيران نظام المؤتمر الوطني الذي يزيدها سوء، فيقصف المدارس والتلاميذ اثناء تواجدهم داخل الفصول ببراميل الانتنوف وصواريج الميج والسوخوي مما يضاعف المعاناة النفسية للتلاميذ، حيث تم توثيق قصف ١٩ حالة قصف مباشر لمدارس اثناء تواجد طلاب بها، وهذا القصف المتعمد بطائرات الميج والسوخي الدقيقة يؤكد ان القصد مباشر لاحداث اكبر قدر من التدمير لهذة المؤسسات المدنية والقتل لعدد كبير من الاطفال والذي يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.
الخطط التنموية لتطوير التعليم في السودان توضع مركزيا بواسطة الحكومة المركزية بما في ذلك المناهج وتدريب المعلمين ومحتوي المناهج والهدف من العملية التعليمية، والتعليم للاطفال يعني تشكيل الوعي والوجدان وتشكيل اتجاهاته ورؤيته للاشياء والقضايا المختلفة السياسية والاجتماعية، بل يتعدي ذلك الي نظرته الب ذاته وقيم المجتمع وثقافته وطرائق المعيشة والتطلعات التي يسعي اليها المجتمع الذي ينتمي اليه. فالحوجة الي نظام تعليم يراعي خصائص مجتمع جبال النوبة في المناهج وكامل العملية التعليمية اصبح من الضروريات والاساسيات. فعندما تضع خطط التعليم والاهداف التي يراد لها ان تتحق واخري لتطوير التعليم وتحديد المناهج، هذا يعني قدرة أكبر علي أستغلال كل الموارد المتاحة ووضعها ضمن اولويات توظيف الموارد والمداخيل المالية النقدية لاحداث تنمية بشرية حقيقية تقود لتنمية هذة الاقاليم.
الموارد المالية ومداخيل النفط السابقة والذهب التي ظل يشارك بها الاقليم في الدخل القومي لم توظف بنسب كافية وتخصص في تطوير التعليم والبنية التحتية للتعليم باعتباره اول خطوط المواجهة لمحاربة الجهل والتخلف والتوجه نحو التنمية، فبالتالي كان ذلك احد العوامل التي ادت الي فشل خطط التنمية في فترات السلام والاستقرار القصيرة نسبيا، وفشلت معها الطرق والخطط التعليمية التي كان يجب ان تخرج اجيال جديدة تسهم في ازالة أثار الحرب المتراكمة وتساعد في احداث تنمية اجتماعية تستوعب الهامش في منظمة جديدة لاحداث توازن في ميزان العدالة الاجتماعية المختل، بل وظفت موارد الدولة في انتاج مزيد من الجنود والمليشيات المكونة من الفاقد التربوي وابناء الاسر النازحة ضحايا الحرب لانتاج مزيد من العنف والدمار الذي اضر بفرص حصول هذة الاجيال الجديدة علي الحق في التعليم، بل ان هذا الوضع الجديد واستغلال الشباب من الهامش ضحايا الخطط الفاشلة أسهم بصورة مباشرة في ديومة الصراع واعادة انتاج الازمة وعمق منها بما في ذلك أنعدام العدالة الاجتماعية، وهذة العدالة الاجتماعية المفقودة تشكل الان التربة الخصبة لانتاج اجيال جديدة مغبونة اجتماعيا واكثر كراهية للمركز الظالم الذي يعيد انتاج الازمة ولا يولي أعتبار للتعليم والمعرفة ودورهما في حل الازمة من جزورها.
* الارقام والاحصائيات في مارس ٢٠١٦م.
اواصل
مع خالص شكري..