الحرية، العدل، السلام، الديمقراطية.
في البدء التحية الخالدة والشامخة لشهدائنا الابرار وجرحانا الذين سطروا بدمائهم الطاهره التاريخ،
التحية للمغتصبات اللائ فاح من دمهن الطاهر العفيف مسك الشرف والكرامة،
التحية للاجئين والنازحين لصبرهم اللامحدود بكل فخر واعتزاز،
التحية للأيتام والأرامل والثكالي الذين فقدوا ذويهم،
التحية لكل جندي مخلص يدافع عن شرف الحرية عن كل مظلوم،
التحية للمرأة عامة والشباب والطلاب والطالبات، والتحية لكل شعوبنا في الهامش السوداني.
كلنا يعلم ما أحاط بوطننا الحبيب من مكاره وويلات ليس من عدو خارجي فحسب – لأن ذلك أمر متصور في عالم لاينظر إلي الآخر إلا بعين المصالح – ولكن من اناس كنا نحسبهم من بني جلدتنا واخيارنا للنهوض بالوطن إلي النماء والازدهار. غير أنهم أصبحوا أكثر فسادا وتدميرا من الأجنبي الذي رحل عنا منذ عهد بعيد ، ليظل هذا الخليفة المستعلي جاثما علي صدور شعوبنا معيقا لعجلة التقدم وهادما للوطن والهوية. فقامت الثورات المسلحة وغير المسلحة لأهداف سامية تمثلت فى رفع الظلامات التاريخية التي صاحبت تكوين السودان الحديث وتعمقت تلك الظلامات في شتي مناحي الحياة سيما في مجال السلطة والثروة والهوية التي استأثرت به ثلة في الوسط النيلي واقصت منها الهامش السوداني إجمالا. و بسبب العناد والإصرار على إلغاء الآخر بكل السبل فقدنا جزء عزيز ومؤثر من الوطن والشعب.
إن هذه الحركات في إطار نضالها من أجل رفع هذه الظلامات ومطالبتها بالحقوق المتساوية علي أساس المواطنة الحقة لم يكن طريقها مفروش بالورود ، اذ تمكن منها النظام السابق بسلوكه وتجسسه واستخباره فعزف في البعض من منسوبيها علي وتر المناطقية والاثنية مما أثر ذلك علي بعض القادة من منسوبي النضال الأمر الذي أدى إلى تشرزم الحركات والدليل على ذلك ما يحدث الآن من مفاوضة الحكومة الانتقالية للحركات في جوبا بإسم الجبهة الثورية التي تضم بعض الحركات وتغيبت الاخري خارج التفاوض إما لرفضها مبدأ التفاوض أصلا أو رفض الجبهة الثورية لاحتوائها لأسباب تفوح منها رائحة التكتلات الاثنية والمصالح الضيقة.
كما تري الحركة أن هناك مجموعات اثنية حصلت على تمييز إيجابي لوقوفها في صف النظام البائد فحازت هذه المكونات بموجبه علي محليات اثنية مخالفة حتي للدستور الذي خطه العهد البائد نفسه. وبالطبع هذه من مظاهر الظلامات التي تقف شاهدا على موالات مكون علي آخرين.
وبالتالي لابد من إيلاء هذه القضايا الاجتماعية والسياسية الإهتمام الكافي من المشاورات حتي تجد نصيبها من النقاش والحل. والجدير بالذكر حتي تلك المكونات التي حازت على امتياز من النظام البائد فإن الحركة تعتبرها مكون أساسي من مكونات دارفور ولا ينبغي اقصائها في كل قضايا الراهن ، لأن حلقة الأمن والاستقرار المستدام تكتمل دائرتها بكل المكونات.
كما أن الحركة تري ضرورة وضع معايير تتسم بالانصاف للحركات من حيث استحقاقاتها للتفاوض والتشاور معها لسد الزرائع أمام من يمني نفسه بمحاصصة سلطوية من خلال ادعائه حركة نضالية مختزلة في شخص او إثنين حديثة التكوين أو الإنشاء ولا صلة لهم بالنضال. ونفضل توحيد الحركات حسب رؤيتنا علي أساس القطاعات أو المتحركات أو الالوية كما كانت في العهود الأولي للنضال. ويشمل القطاع الجغرافي هذا حاكورة أو حاكورتين أو حتى ثلاثة وبل زيادة أحيانا وذلك لتفادي الاستقطاب القبلي او الجهوي والمعارفي ويساعد في ربطهم بالقواعد التي يستمدون شرعيته منها . هذا التقسيم الجغرافي لدارفور كمدخل لتوحيد الفصائل علي صعيد واحد ومن ثم الانتقال لربوع السودان العريض كغاية لتحقيق الأهداف.
ولتفادي أخطاء وذلات الماضي حسب التجربة الطويلة للنضال وما صاحب ذلك من مفاوضات هنا وهناك ومانتج عن ذلك من نتائج نسبية متواضعة لاترقي لمستوي وطموح الأهداف بحجم الوطن والهوية وما قدمته الشعوب من تضحيات والتي استفادت منها فئات معينة أو جهات دون الاخري زادت من الشروخ الموجودة اصلا في جسم البلد الطيب هذا.
عليه يجب إشراك المجتمع المدني صاحب المصلحة الحقيقية بكل أطيافه وجغرافياته وتنوعه اللاجئين والنازحين بصفة أخص عبر منابرهم المتعددة والمتخصصة مثل منبر قضايا دارفور ولجنة محامي دارفور وغيرها. لأن ذلك يمثل حوارا دارفوريا دارفوريا خالصا يمكنه ان يساعد في عملية العدالة والمصالحة ويساعد في عملية حصر الضحايا والخسائر بكل سهولة ويسر والعودة السليمة لماضيهم . ولأن الحركات المفاوضة لا تمثل كل أهل دارفور بل حتى البعض او بعض أفرادها لا تعرف من النضال والثورة إلا الإسم، ونظرتها اقصائية وسلوكها يجافي جوهر القضية وغايته. ويؤكد ذلك ما جاء في بيان حركة العدل والمساواة بتاريخ العاشر من ديسمبر ٢٠١٩. والأكثر من ذلك أن بعضهم قاتلوا رفاقهم اما لخلاف في الرأى أو وجهات النظر أو لضيق الافق أو لمصالح ومطامع رخيصة أو لاسباب جهوية أو قبلية أو حتى حسدا وغيرة. فقتل من قتل وسجن آخرون وشرد من شرد وعاد للعدو البعض الآخر مرغما مجبرا
هذا فيما يخص العسكريين أو المقاتلين اما علي جانب الشعب المظلوم المغلوب فقد بلغ بهم الحال في بعض الأحيان من شدة البطش والظلم وظواهر أخلاقية مرفوضة تمنوا لو لم تقم الثورة من اصلها ودونكم الشواهد والشهود.
عليه إن كنا نحن من ذلك الشعب وجب علينا أن نعتذر لهم وبشدة ونضعهم في موقعهم الطبيعي والحقيقي كما ينبغي واسلفناه. هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن نقولها ونقبلها ولو كره البعض .
وعلي الذين يمثلون السلطة في المركز اليوم وضع هذه الحقائق في الإعتبار ونصب الأعين إن كانوا جادين حقا لحل المشكل السوداني.
أيضا رسالتنا للإخوة الأشقاء في الوساطة خاصة وللمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي وأصحاب النوايا الخالصة والصادقة لمساعدتنا أن يأخذوا ايضا بهذا الطرح والعمل به وإلا سوف لن تنتهي ازمتنا مطلقا وستعود الي الصعود من جديد، علما اننا موجودون في جوبا منذ افتتاحه منبرا وقدمنا من الطلبات ما يكفي للمشاركة في العملية التفاوضية بحثا عن السلام كغيرنا من الرفاق في الحركات الاخري والمجموعات وقادة نحسب ان فيهم من هم أحق بالتمثيل من الذين في الأضواء الآن. الا ان حجر الإقصاء لاعتبارات لا علاقه لها بالقضية حال دون مشاركتنا.
وأخيرا وكما هو معلوم بالضرورة للكل أن العدل أساس الحكم الرشيد ودعامته وانه لا يقبل التجزئة ولطالما نطالب بتسليم كل مجرمي الحرب والتطهير العرقي الممنهج والابادة الجماعية والاغتصاب للعدالة الدولية وإنصاف الضحايا والمظلومين ورد اعتبارهم ، نطالب كذلك وبكل شجاعة بفتح تحقيق شفاف وعادل فى جرائم الحركات التي هي بدورها لم يسلم الشعب منها ومحاسبة كل فرد أو جماعة أو مؤسسة ارتكب أو ارتكبت جريمة في حق هذا الشعب دماء كانت أم مادية أم نفسية معنوية أو في حق رفيقه بدون وجه حق مهما كان مركز ذلك الشخص أو المؤسسة حتي يطمئن الشعب ويثق الكل ويعرف أن العدالة تؤخذ حزمة واحدة وأننا لا نكيل بمكيالين.
التحية لكل شرفاء بلادي والقضية واصحاب الضمير الإنساني في كل بقاع العالم والتحية للاجداد الذين علمونا ما معني النضال والوطن والحرية .
وإنها لثورة حتي النصر .
الأستاذ علي هارون الدود
رئيس حركة /جيش تحرير السودان المتحدة
10/12/2019