حمدان كمبو
التطرف الديني ظهر في الاونة الاخيرة على السطح واصبح يمثل حاجز و مهدد خطير لامن المواطن في شتى بقاع الارض حيث افرزت الكثير من الحركات الارهابية التى تتداعى انها قامت من اجل اقامة الدين و الحفاظ عليها على سبيل المثال لا للحصر في افريقيا توجد هذه الحركات و المجموعات بكثافة حيث في غربها تجد جماعة بوكو حرام (وتعني التعليم الغربي حرام) التي تدعي انها جماعة اسلامية تتخذ نيجريا كموقع رئيسي يتم الانطلاق منها قامت بالعديد من العمليات الغير اخلاقية مثل التفجيرات الانتحارية و اغتصاب الفتيات واجبارهن على الزواج قسريا خصوصا الطالبات . وكان السبب وراء ذلك التشدد الاعمى في تطبيق امور الدين .
كذلك حركة الشباب الصومالية في شرق القارة السمراء هذه الحركة كانت سبب رئيسي في تاخر الصومال و جعلها في مؤخرة دول العالم بالعمليات الارهابية التي لا زالت تقوم بها من تفجيرات انتحارية امتدت حتى خارج الصومال و اصبح يشكل خطر حقيقي للاسلام في شرق القارة و وسطها .
كذلك في شمال القارة نجد تنظيم الاخوان المسلمين في مصر التى تم تصنيفها مؤخرا كجماعة ارهابية ساهمت في انتشار التطرف بصورة كثيفة مما أودت بحياة الكثير من الشباب بتفجيرات انتحارية لاسباب وهمية .
في الشرق الاوسط و اسيا توجد العديد من هذه الحركات و التنظيمات اشهرها تنظيم القاعدة في افغانستان التي يتزعمها الراحل اسامة بن لادن الذي اغتيل في مايو عام2011م حيث قامت بالعديد من الهجمات و التفجيرات التى أودعت بحياة الكثير من المواطنين اشهرها على الاطلاق تفجير برج التجارة العالمية في واشنطن يضم العديد من المقاتلين معظمهم من شباب في مقبل العمر .
في الاونة الاخيرة ظهر تنظيم جديد هي الأخطر على الاطلاق يدعى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اصبح هذا التنظيم يشكل خطر حقيقي لامن المواطن في اي مكان في العالم و تقوم باعمال شيطانية لم تجد لها اي تفسير و تاخذ من بلاد الشام موقع رئيسي لها و الأخطر من ذلك لديها امكانية مادية و لوجستيكية عالية من خلال احتلالها لأنابيب النفط في العراق و ليبيا و يتم التعامل مع حلفائها في الخارج من خلال قنوات رسمية و اخري غير رسمية و كان جزء اساسي في تدني اسعار النفط العالمية .
لسنا بصدد الحديث عن داعش و لا اي حركة او تنظيم ارهابي متشدد و انما بصدد الحديث التطرف التى يقود الي انتاج الارهاب و اسباب وجود هذه التنظيمات الارهابية على قيد الحياة بالرغم من ادعاء العالم بمهاربتهم و الاسباب التى يجعل هؤلاء الشباب او المقاتلين يلتحقون بهذه التنظيمات .
وتاثير تناول الاعلام لظاهرة التطرف الديني بكل جرائمها البشعة في اجيال المستقبل و هل تم التحوط و وضع الاعتبار ؟
و دور الحكومات والجهات الرسمية المنوط بها الأمور الدينية في البلدان الاسلامية في توعية الناس بمخاطر التطرف ، و نشر السلام و ثقافة السلام و الاخلاق التى تعتبر محور اساسي يتحدث عنها الاسلام .
وهل قامت دول العالم و المنظمات الدولية الخاصة بالتعايش السلمي و بقضايا السلام بمساعدة الدول التى تتمركز فيها هذه الجماعات من خلال دراسة اسباب هذه الإشكاليات و من ثم وضع الحلول ؟
لا شك ان الفراغ الذي يعيشه معظم الشباب في البلدان الاسلامية و خاصة العربية جعل معظمهم يفكر بطريقة سلبية و كل همه كيف يقضي أوقاته بطريقته الخاصة دون اعتراض من احد ولا حتى وجود مانع يحيل بينه و بين افعاله من عمل او تحدي يواجهه و يجبره على المضي قدما في تحقيق الذات مما يجعل لا وقت للفراغ ، وكذلك الثروات الهائلة التى يتمتع بها بلدانهم خاصة دول الربيع العربي من نفط و غاز ..الخ جعل حكومات تلك الدول توفير كل المعينات التى التى تجعل الانسان في قمة الرفاهية بل ذهبت اكثر من ذلك بتوفير سيولة للمواطنين خاصة الشباب دون عناء في بعض هذه الدول تجد ان الطفل منذ ولادته يتم قيده في كشف الدولة و ينزل له مرتب اضافة الي توفير الخدمات الاساسية وكل ادوات الرفاهية لذلك هؤلاء الشباب يستطيعون الحصول على كل شي دون عناء و جهد و بذلك يتصرف كما يشاء و لا يشارك في تطوير نفسه بالاطلاع والابتكار بل حتى نسبة التعليم في هذه الدول اصبحت شحيحة واصبحوا يفكرون في اشياء و امكان يستطيعوا من خلالها قضاء أوقاتهم .
اما بالنسبة لتناول الاعلام لهذه الظاهرة اثر كبير في المستقبل خصوصا اصبح الان الكل يعرف على سبيل المثال داعش وكل ما يقومون به من جرائم التاثير تاتي من ان افعال هؤلاء المجرمون عندما يشاهده الصغير الذي لا يعرف شي سوف يكون الفعل راسخ في ذهنه و موجود في داخله و يتأثر به بصورة مباشرة او غير مباشرة عندما يكبر تكبر معه هذه الافعال و يكون احد الادوات المتاحة له للانتقام ، والحديث المتكرر عن هذه التنظيمات بمثابة دعاية مجانية ربما يعتقد الطفل انها موضة حتى يبلغ الكبر و عندما لم يجد من يرعاه و يوجهه التوجيه الصحيح حينها يصبح عرضة وصيد سهل لهؤلاء التماسيح .
الدول تنفق ملايين الدولارات من اجل القضاء على الارهاب و ذلك من خلال شراء السلاح و ارسال الاف الجنود للقتال دون جدوي لان هذه التنظيمات ظلت موجودة وبل في تمدد و انتشار بصورة مزعجة للغاية دون النظر الي اصل المشكلة او الاسباب الحقيقية . هنالك اسئلة يفترض ان تجد اجابات و في إجاباتها 80% من حل القضية و هي من اين لهذه التنظيمات كل هذا الدعم و العتاد ؟ و لماذا هم في تزايد رغم محاربتهم من كل الجبهات؟ هل عملنا على تجفيف المنابع التي من خلالها يتحصلون على الدعم اللوجستي و المادي ؟
معظم الدول تعتبر ان هذه القضية لا تعنيهم في شي وانهم ليسوا شركاء لذلك يقفون وقفة المتفرج لهؤلاء ليتمددوا و ينتشروا حتى بات الان تهدد أمنهم القومي خصوصا الدول الاوربية و منهم من يرى ان هذا الصراع ديني بحت طرفها الاسلام و لذلك تعتبر القضية صراع اسلام اسلام و في اماكن معظمها تحت سيطرة حكومات اسلامية .
لانقاذ ما يمكن انقاذه يجب دراسة اس المشكلة التى تكمن في كيفية توعية الناس بامور دينهم و على الجهات الرسمية المنوط بالامور الدنينة في البلدان الاسلامية العمل على توعية الناس بمخاطر هذه التنظيمات و تاكيد ان هذه التنظيمات لا تبت صلة بالاسلام وعقد ورش عمل و دورات تدريبية مكثفة لدراسة قيم الدين الاسلامي الحنيف الذي اوصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و وضع مناهج خاصة في كل مراحل التعليم يتناول خطورة التطرف والارهاب حتى لا يكونوا عرضة لهؤلاء المجرمين . والعمل على فصل الجيل القادم مما يقوم به هذه التنظيمات الارهابية دينيا وثقافيا وفكريا و بالاضافة الي وضع معايير وبنود اضافية لتصنيف الجماعات الارهابية و تجريم كل من يستغل الدين كأداة لتحقيق اهداف سياسية و منع التجارة باي ديانة كان لان الدين اضافة جهل ينتج انسان متطرف وارهابي يهدد السلام الذي ينشدها كل الاديان السماوية .