بقلم عثمان نواى
فى رأى المتواضع ان هدف الثورة هو إقتلاع السلطة وتسليمها الى الشعب السوداني وفرض الشرعية الثورية وعدم وضعها فى يد العسكر، وهناك مخاطر يجب الانتباه لها حتى لا نقع فى هذه الأزمة. وتوضح ذلك النقاط الآتية:
⚠️بيان قوى الحرية والتغيير بدلا من ان يخرج محققا لسلطة الشعب خرج معترفا بسلطة المجلس العسكرى الذى على راسه مجرمين الحرب البرهان وحميدتى.
⚠️ان مطالب الثورة السودانية هى فى ان يحكم الشعب وليس العسكر. ولكن خرج بيان المفاوضين بانهم بدلا عن ان يسلم العسكر السلطة لمجلس سيادى رئاسي انتقالي مدنى بالكامل له السلطة السيادية على البلاد مع عضوية من الجيش. هاهو يخرج بالقبول بمجرد عضوية مدنيين فى المجلس العسكرى. ان هذا لهو إعلان الخضوع التام للعسكر الذين هم مجرد واجهات النظام الذى لم يسقط ولن يسقط بهذه الطريقة. كما ان العالم لا يعترف بالحكومات العسكرية وبالتالى هذا الاعتراف سيضع البلاد فى مأزق كبير دوليا ربما يعزل البلاد مرة أخرى عن العالم.
⚠️ان المفاوضون نسوا تماما شئ يسمى بالشرعية الثورية التى هى يجب ان تكون القوة والسلطة التى تقرر عملية الانتقال السياسى. لأن الجيش أعتقل البشير لكن من اجبر الجيش على اعتقال البشير هو الشعب. لذلك الجيش نفسه يجب ان يخضع لرغبات الشعب منذ اللحظة الأولى.
⚠️ان المطلب الوحيد الذى كان يجب ان يحمله المفاوضون هو تسليم السلطة للمجلس الرئاسى الانتقالى الذى كان يجب ان يكون هو بعضويته التى كان يجب إعلانها منذ اول يوم السقوط، هو من يذهب للتفاوض من الأساس معبرا عن أرادة الشعب . عدم إعلان اسماء أعضاء هذا المجلس وان يتم تقديمها فى اليوم التالى هو نقطة الضعف الأولى التى استغلها العسكر واعلنوا هم مجلسهم وانتهوا. ولن يكون لاعضاء المجلس المدنيين الان اى سلطة حقيقية ولا فائدة اصلا، لان البلاد سلمت للمليشيات والعسكر وتم إعطائهم كامل السلطات التشريعية والتنفيذية أيضا وهذا وضع خطير جدا.
⚠️ ومن ما كان يجب فرضه الاعتقال الفورى لصلاح قوش والتأكد من اعتقال الجيش كل رموز النظام. واستلام مؤسسات الدولة الحيوية خاصة الإعلامية وتطهير الأجهزة. كل هذه العمليات دون وجود مجلس رئاسى مدنى مشرف على الجيش نفسه فى يده الشرعية الثورية، لن تتم ابدا. لان الجيش فى النهاية مهمته حماية الدولة وحدودها وليس الحكم. وهذا المجلس المدنى لم يتم تكوينه الى الآن ولم يذهب للتفاوض ولهذا تم تكوين المجلس العسكرى. لان الفراغ ضد الطبيعة ويجب ان يملاه شي ما ولو كان فاسدا.
⚠️ان عدم على التوافق السريع واعلان المجلس المدنى الانتقالى بشخصياته الواضحة هو ما صنع هذا الفراغ. وهذا ما ظللنا هنا عبر هذه الصفحة نطالب به منذ ما قبل الانقلاب. ان نتخلص من البشير ليحكمنا حميدتي هى كارثة من صنع الفراغ وصنعت الان وضع معقد لا يبدو انه من السهولة حله. ولكن الشعب والشارع فى يده الحل والشباب الثائر الذى يجب ان يقتلع القدرة على المشاركة فى صناعة القرار الان.
⚠️الخطيئة الأخرى هى ان التفاوض يتم من الغرف المغلقة على المجلس الانتقالى وغيره. الان الشعب موجود فى الاعتصام وكل القرارات يجب ان تكون فى الضوء وبمشاورة الشعب ومن المنصة داخل الاعتصام. اى قرارات خارجة من اجتماعات منتصف الليل فى الغرف المغلقة لا تمثل ثورة الحرية التى ضحى من أجلها الشعب السوداني الموجود تحت الشمس فى الاعتصام . البلاد فى حالة الفراغ السياسى الدستورى الحالى كان يجب ان تملأه الشرعية الثورية. لكن يبدو ان الامور تسير ببطء غير مبشر. حيث ان الخطيئة الأساسية الان وقبل كل شئ هو قبول رئاسة البلاد من قبل مجرمين حرب واجبة محاكمتهم أيضا بل وتسليم السلطة لهم. ان الثورة من طبيعتها انها حالة عدم المساومة. ولذلك يجب فرض مطالب الثورة والشرعية الثورية بأسرع وقت ممكن. و بيد الشباب إحياء ثورتهم الان وقبل فوات الأوان والمشاركة من الاعتصام فى صناعة القرار وتثبيت مطالب الثورة .
#اعتصام_القيادة_العامة
#لم_تسقط_بعد
nawayosman@gmail.com