أمر جهاز الأمن السوداني يوم (الخميس 28 أبريل 2016) الصحف بعدم نشر معلومات وأخبار تتعلق بالتظاهرات المندلعة بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وجاء في الأمر الأمني (…عدم نشر أي مواد صحفية من شأنها تشجيع العنف، تغذية الاضطرابات والفوضى والتأثير على سير التحقيقات في قضية طالب جامعة أمدرمات الأهلية..) والاكتفاء بمن أسماهم التوجيه الأمني: (المصادر الرسمية).
وهناك اتهامات بعلاقة عناصر من الأجهزة الأمنية بمقتل الطالب بالسنة الثانية، بكلية الآداب، بجامعة أمدرمان الأهلية (محمد الصادق ويو)، يوم (الأربعاء 27 أبريل 2016)، تصاعدت على إثر ذلك التظاهرات، بتراكم الأحداث.
واحتوى التوجيه الأمني، الشفهي، والمكتوب، تهديدات مباشرة ومبطّنة، تضمّنت أوامر أمنية مباشرة (بحظر النشر).
وبحسب جهاز الأمن، للصحف: (..ليس هناك اتجاه لإغلاق الجامعات إلا إذا دعت الضرورة القصوى لتأمين الممتلكات…)
ويدّعي جهاز الأمن، أن المواد الصحفية، المهنية، التي اعتزمت، وتعتزم صحف نشرها تحتوي على (…معلومات مغلوطة ومفبركة وبيانات وهمية تحاول تغذية الاضطرابات…)
وبهدف إخماد الأوضاع، أدعى جهاز الأمن أنه: (…تُجري الشرطة تحقيقاً في حادثة مقتل الطالب….)
ويبرِّر جهاز الأمن عدم نشر الصحف معلومات التظاهرات: (…لكون الموضوع قيد التحقيق، يُمنع من النشر…).
وإبان تظاهرات (سبتمبر 2013)، سبق وهدَّد، وحذَّر جهاز الأمن رؤساء تحرير صحف – في اجتماع رسمي يوم (الأربعاء 25 سبتمبر 2013)، من (مغبّة نشر أي مواد صحفيّة عن زيادة أسعار المحروقات والتظاهرات).
وحينها، في سبتمبر (2013)، في جريمة نشر صحفي منافية لأخلاقيات مهنة الصحافة، قامت بعض الصُحف المملوكة، أو المتعاونة، أو المنكسرة لجهاز الأمن، بنشر مواد صحفية يقوم بــ(فبركتها) وتعديلها جهاز الأمن، ويبعثها للصحف لتُنشر بأسماء صحفيين وصحفيّات بعد تشويهها وإخراجها من سياقها الرئيسي، وأحياناً دون مشاركة وموافقة الصحفيين.
ويوم (السبت 28 سبتمبر 2013): أوقف جهاز الأمن صدور صحف (الجريدة) و(القرار) و(المشهد الآن)، لأجل غير مسمى، كإجراء انتقامي تجاه الصحف التي امتنعت عن الصدور إبان التظاهرات، وطالب جهاز الأمن تلك الصُحف بتوضيح رسمي ومكتوب عن سبب توقُّفها/ امتناعها عن الصدور في ثلاثة أيام محددة (إبان التظاهرات)، حيث امتنعت بعض الصحف، من بينها (الأيام) عن الصدور، احتجاجا على قرارات جهاز الأمن.
وتُشير (جهر) إلى أنه منذ انقلاب البشير في (30 يونيو 2016)، استمرت الأجهزة الأمنية تنتهك حقوق الطلاب السودانيين مستخدمة العنف المفرط والتعذيب، فاغتالت أعداد مقدِّرة من الطلاب، من بينهم: (بجامعة الخرطوم: بشير الطيب في 1989، سليم محمد أبوبكر في 1989، التاية أبو عاقلة في1989، طارق محمد إبراهيم في 1991، محمد عبد السلام في 1998، محمد موسى في 2008، علي أبكر في 2014)، وكذلك طلاب في مختلف الجامعات السودانية الأخرى، من بينهم (جامعة سنار: ميرغني النعمان في 2000)، (جامعة الجزيرة : معتصم حامد أبو العاص في 2008)، (كلية شرق النيل الجامعية: الطيب صالح، في 2015)، و(جامعة كردفان: أبوبكر حسن، في أبريل 2016)، وغيرهم.
تناشد (جهر) كافة المهتمِّين/آت (الأفراد/ الجماعات/ المؤسسات) بقضايا رصد وتوثيق الإنتهاكات بالتواصل مع (جهر) عبر مختلف الطرق المُتاحة، والبريد الإليكتروني لـ (جهر) : ([email protected])
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)
(الجمعة 29 أبريل 2016)