الخرطوم : وكالات – النور أحمد النور
اتهم وزير النفط في حكومة جنوب السودان ستيفن ديو داو، الخرطوم بعدم الإيفاء بتعهداتها بمراجعة رسوم عبور النفط الجنوبي عبر أراضيها بعد تراجع أسعاره عالمياً، مطالباً بوساطة دولية بين الخرطوم وجوبا، بعدما هدد السودان بأخذ نصيبها عيناً من النفط لعجز دولة الجنوب عن سداد الرسوم.
وقال الوزير المنتهية ولايته، أنه لم يحدث أي تقدم في المفاوضات حول تعديل رسوم العبور، رغم البادرة الإيجابية التي أظهرتها حكومة السودان، كاشفاً أن الأخيرة أبلغت وزارته بقرارها القاضي بمصادرة النفط الخام مقابل الديون المتراكمة على بلده نتيجة استخدام أنبوب النفط السوداني. وأضاف داو: «أبلغونا أنهم سيأخذون النفط الخام إذا لم ندفع لهم مستحقاتهم المالية، ونقلت الأمر إلى مجلس الوزراء وتم الاتفاق على أن نبادر بالاتصال بشركائنا الإقليميين، بمَن فيهم الاتحاد الأفريقي وأصحاب المصلحة لمساعدتنا في معالجة هذا الأمر».
وحذر الوزير الجنوبي خليفته من القيام بأية خطوة، قائلاً أنه لا يمانع في مساعدته على مواصلة المحادثات مع الحكومة السودانية. وقال داو: «سنواصل التفاوض بقوة وسنطلب منهم أن يتفهموا وضعنا لأنه من مصلحة البلدين الاستفادة من تدفق النفط. وينبغي على المجتمع الدولي أيضاً أن يوظف اتصالاته مع السودان حتى يبادل نوايا حكومتنا الحسنة بالتفاوض بروح طيبة للاتفاق على رسوم معقولة».
وكان وزير المالية السوداني بدر الدين محمود أعلن في وقت سابق عن ترتيبات فنية تجريها حكومته، تحسباً لإغلاق جوبا أنابيب النفط بعد أخذ الخرطوم نصيبها عيناً، نتيجةً لإخفاق حكومة جنوب السودان في سداد رسوم عبور النفط.
من جهة أخرى، تعهَّد وزير خارجية جنوب السودان في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة دينق ألور بالعمل على تحسين صورة بلاده في الخارج، وتحسين علاقاتها مع دول الجوار وفي مقدمها السودان، بعد دخول اتفاقية السلام حيّز التنفيذ.
أما في الخرطوم، فأجرت نائب رئيس برلمان جنوب السودان جاسمين صامويل محادثات في الخارجية السودانية، ركز خلالها المسؤولون السودانيون على دعوة جوبا إلى تسريع تنفيذ اتفاقات التعاون بين الخرطوم وجوبا، والمعلقة منذ حوالى 4 سنوات. واجتمعت جاسمين بوزير الدولة للشؤون الخارجية السودانية عبيد الله محمد عبيد الله، الذي جدد تأكيد دعم السودان العلاقات الثنائية، وحرصه على استقرار دولة الجنوب، وأكد ضرورة جلوس الطرفين معاً للنظر في آليات تسريع تطبيق الاتفاقات الموقعة بين البلدين.
في المقابل، قالت جاسمين أنها أجرت لقاءات مع قيادات في البرلمان السوداني لدفع وتعزيز العلاقات بين البلدين، كما ناقشت قضايا الحريات الـ4 «التنقل، الإقامة، التملك والعمل»، واتفاقات التعاون الاقتصادي الـ9 التي تم التوقيع عليها بين البلدين، إضافة إلى مواضيع الحدود والتجارة، وأوضاع مواطنيها في السودان.
إلى ذلك، أشاد مجلس الأمن بتشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان، وطلب إحالة المسؤولين عن الانتهاكات أثناء الحرب الأهلية على القضاء. وأشاد أعضاء مجلس الأمن بالإجماع بما اعتبروه «مرحلة مهمة»، مؤكدين «الحاجة الملحة لتحديد المسؤولين عن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات الحق الإنساني الدولي في جنوب السودان.
على صعيد آخر، وصلت سفينة مساعدات أميركية محملة عشرات آلاف الأطنان من الأغذية أمس، الى ميناء بورت سودان لتوزيعها على مناطق النزاع في السودان. ورست سفينة «ليبرتي غريس» في الميناء الواقع على ساحل البحر الأحمر محمّلة بـ47 الف طن من الذرة البيضاء التي تُعد من الأغذية الأساسية في السودان. وهذه ثالث زيارة تقوم بها إلى السودان محملةً بالمساعدات الغذائية.