محمـد داؤد سليمان
طالعت كغيري خبر سعي الحكومة الي جمع السلاح من المواطنين، من اجل بسط الامن واعادة الاستقرار في دارفور عبر الجولات المكوكية التي يجريها النائب الثاني لرئيس الجمهورية ( حسبو عبدالرحمن) والذي هو احد مهندسي التسليح الممنهج في دارفور والقائد الفعلي لمليشيات الجنجويد القبلية، لاكثر من العقدين من الزمان.
مشكلة السلاح ليس جديدا في دارفور، حيث سعي النظام منذ ان اتي الي السلطة عبر الانقلاب العسكري، الي خلق حالة من عدم الاستقرار والذي بدأ بالنهب المنظم للثروة الحيوانية للمواطنين خاصة المزارعين منهم، بالاضافة الي ذلك عملت الحكومة بصورة ممهنجة الي تقسيم البنية الاجتماعية الهشة، عبر نشر النعرات القبلية بين المكونات الاثنية في الاقليم.
ومع ظهور الحركات الثورية المسلحة دخل الاقليم منحني اخر من حالة عدم الاستقرار، حيث قامت الحكومة وبقرار من راس الدولة للجؤء الي المليشيات القبلية لمواجهة الحركات الثورية، وبناءا عليه قامت الحكومة بتقسيم سكان الاقليم تقسيم اثني بحت، وبموجبه تم تسليح بعض المجموعات التي تدعي بانها عربية، تسليح كامل بل اكثر من ذلك ذهب الحكومة الي جلب امتدادات تلك القبائل حتي من الدول المجاورة، وكان من نتائج تلك الافعال حرق الاقليم باكمله، ووصل عدد القتلي خلال فترة وجيزة الي اكثر مائتي الف قتيل، بالاضافة الي الاف الجرحي، اما الناجين من المحرقة، من المواطين العزل اصبحوا في معسكرات النزوح واللجوء، مسببا في ذلك اكبر كارثة انسانية في مدخل الالفية الثالثة…..
ان ما اثرته في الجزئية السابقة مدخل بسيط للمشكلة في دارفور، التي بسببه يعيش انسان الاقليم ما بين مشرد ولاجئ او نازح، وان هذه الكارثة يتحملها الحكومة السودانية من اوله الي اخره، وبكل جراة تاتي الحكومة لتعلن انها تعمل علي جمع السلاح من المواطنين مع العلم التام منها بان المواطنين الذين بقوا علي قيد الحياة لا يملكون حتي قوة يومهم ناهيك عن السلاح، التي هي في يد المليشيات النظام الذين استباحوا الاقليم وحولوها مستعمرة استيطانية لمليشيات الحكومية..
ان فرقعة جمع السلاح من المواطنين التي اتي بها الحكومة السودانية، بعد اكثر من اربع عشر عاما من الفوضي في الاقليم، ما هي الا فرقعة اعلامية تسعي من خلالها الحكومة الي تغطية جرائمه في الاقليم، بالاضافة الي ذلك ان الحكومة السودانية تعلم تمام العلم لمن وزععت سلاحها في دارفور، وتعرف ايضا من هم وكلاءها وسماسرتها في الاقليم، الذين ياخذون منها الفتات ليدمروا اهلهم بمبررات واهية.
(ام باغة الحي بستفسد، والمات شهيد)
من شعارات الجنجويد
[email protected]
القاهرة