الحـافظ قمبـال
كعَادة الطغمة دائماً ما يلجأون إلى سياستيّ محو أثار الجريمة عند إرتكابِها وتغيّر إستراتيجية إرتكابِها من جهةٍ أخرى وبالطبع هذا ضد شعوبِهم حيث يلجأون إلى الأول عند تدخل طرفٍ خارجي في الأمر وهنا في قضية أهل منطقة جبل مرة والتي هي قضيتيّ وعامة الشعب السوداني عقبِ إصدار منظمة العفو الدولية (أمنستيّ) تقريرها الخاص بشأن إستخدام السلاح الكيماوي من قِبل سلطات الخرطوم ضد أهل جبل مرة ؛ وليس الرب هنا كما يتدعى طغمة المتأسلمين في الخرطوم عبادتِه ومخافتهِ بل الشخص (أمنِستيّ) الذين ينبذونه في العلن ويركعون له في السر على عكس الرب الذين يتدعون مخافتِه وعبادته في العلن ويعصونه في السر.
بدأت طغمة الخرطوم في محاولاتِها لمحو أثار الأسلحة الكيماوية التي إستخدمتها ضد إنسان وحيوان منطقة جبل مرة عند بدء هجماتِها منذ منتصف يناير المنصرم حيث بدأ ذلك فعلياً منذ منتصف أغسطس2016م عند صدور ملحق تقرير رقم (3) الخاصة بإنتهاكات حقوق الإنسان في إقليم دارفور على وجه العموم وخصوص منطقة جبل مرة التي إشتدت فيها الهجمات الحكومية براً وجواً والتي ظلت تصدر شهرياً من قِبل الإدارة المدنية بالأراضي المحررة التابعة لحركة/جيش تحرير السودان / قيادة الرفيق/ عبدالواحد محمد أحمد النور وتقرير منظمة العفو الدولية في الثلث الأخير من سبتمبر2016م والتي أكدت فيها هي الأخرى وبأدلتِها الدامغة إستخدام حكومة الخرطوم للأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً وذلك عبر مقابلات ميدانية وهاتفية كان قد أجراها مع الضحايا وصور وفديوهات للضحايا وبيئة المنطقة قد إلتقطتها المنظمة مباشرة وعبر الأقمار الصناعية ؛ أنفقت طغمة الخرطوم أموالاً طائلة عبر حكومتِها في وسط إقليم دارفور(زالنجي) حيث أُوكلت مهمة تنفيذ المحو على وزير الصِحة في مديرية زالنجي/عيسى محمد موسى (ميارم) لتنفيذ مهمة محو أثار السلاح الكيماوي هذا في قرى جنوب وغرب وشمال جبل مرة وقد بدأ الوزير بإجراء أوليّ مفادِها تكميم أفواه الضحايا والناجون الذين وصلوا إلى معسكرات النازحين في مدن نيرتتي وزالنجي وطور وكأس في وسط وجنوب دارفور حتى لا يبوحوا ويفسحوا بأي كلمةٍ أو معلومةٍ عن الغازات الكيماوية التي أستخدِمت ضدهم في جبل مرة وقد إستخدمَ في الضحايا والناجون أساليب الإغراء المالي والتهديد بالقتل والإعتقال التعزيبي المؤدي إلى الموت والإختطاف والمصادرة للذين لن يستجيبوا على إغراءاتِهم المالية علاوة على التهديد بإزالة معسكراتِهم كل ذلك في الجانب التهديدي للضحايا والناجون كما ذكرنا ومن الجانب الآخر كَوّن وزير الصِحة مكان الثقة لدى الطغمة لجنة ثلاثية سرية أطلقوا عليها إسم لجنة الخبراء برئاسة عقيد أمن يدعى/ شرف الدين أشرف البرعي 40 سنة القادم من مديرية شندي بوسط السودان وأسندوا لهم مهمة تنفيذ محو أثار الأسلحة الكيماوية في قرى شمال وجنوب وغرب جبل مرة بوسط وجنوب دارفور وكان في صحبتِهم دليل من أبناء المنطقة يدعى/ هارون إسماعيل(لفيّ) 37 سنة ؛ وبتاريخ 13 نوفمبر2016م وصلت هذه اللجنة إلى قرية كُتروم الواقعة في غرب جبل مرة بوسط دارفور لبدء عملِها في قرى شرق وجنوب كُتروم التي فيها أثار الأسلحة الكيماوية ومخلفاتِها حيث مكثوا فيها أسبوعان دون أي تقدم وذلك لوجود جيش تحرير السودان/ قيادة / عبدالواحد النور بالقرب من تلك القرى والأماكن التي فيها أثار الكيماوي ليجبروا على تغيير قِبلتهم نحو وإلى وحدة قولو الإدارية بشمال الجبل ؛ حيث وصلوا إلى قولو بتاريخ 27 نوفمبر2016م وأجرت تلك اللجنة المكونة من عقيد أمني وأطباء ثاني تجارب بيولوجية في عدد 4 من المدنيين (ضحايا الكيماوي) الذين كانوا في طريقهم من قرية دآيّا بوسط جبل مرة إلى قولو ومنها إلى معسكريّ طور و نيرتتي للنازحين حيث توفي عدد 3 منهم في فترات زمنية مختلفة في غضون اليومان من تاريخ الإجراء نتيجة للتجارب وهم كل من محمد آدم جنقول 27 سنة وعبدالشافع إسماعيل 30 سنة ومنعم آدم جنقول 24 سنة وما زال رابعهم ينتظر مصيرة في كهوف جبل مرة بعدما غير قبلته إلى الكهوف حيثما بقية زويه وما زالت اللجنة متواجده في قولو حتى تاريخ كتابة هذا.
إما في إطار تغيير إستراتيجيتِها العسكرية الحربية بُغية إرتكاب مزيداً من الجرائم ضد المدنيين وهذا بالطبع بعدِ تقريري منظمة العفو الدولية والإدارة المدنية في الأراضي المحررة التابعة لحركة/جيش تحرير السودان/عبدالواحد النور كما ذكرنا آنفاً ؛ قصفت طيران الحرب الحكومي قذائف غير عادية في أهالي قرى غرب وجنوب جبل مرة بوسط وجنوب دارفورلأنها ليست لها أصوات أو لا يمكن سماع صوت لها لحظة إنفجارها ولن تدمر الأجسام والمباني الموجودة في تلك القرى ومحيطاتِها كما في السابق رغم إنتظامها كما إن الأعراض التي في الضحايا تشير إلى إنهم إستنشقوا تلك الغازات التي خرجت من أفواه القذائف وذلك من خلال الرغوة المباشرة التي تخرج من أفواه وأنوف الضحايا وأشياء أخرى رائحتِها مثل رائِحة البيض الفاسد ؛ وهي سوائل دون لون وتختلف كثيراً عن سابقاتِها في الشهور المنصرمة عند بداية الهجمات في مستهل هذه السنة وهي ما حسبها أهالي القرى والمهجورين في الكهوف على إنها أمطار غزيرة في بداية الأمر وذلك نسبة لمناخ منطقة جبل مرة الشبيهة بالسافنا الغنية وقد إزدادت أعداد نفوق الماشية والطيور في محيط المنطقة بصورة مروعة للأعيان خاصة في الثلث الأخير من أغسطس 2016م وذلك كنتيجة لتلوث مياه الشرب والوديان والبحيرات وثمار النباتات والأعشاب بالغازات التي أمطرتها طيران الحرب الحكومي ووفقاً لعِلمي غير التخصصي في هذا المجال فليس من السهولة بمكان لهذا الغاز ان تذوب دون إحداث تأثيرٍ على الإنسان والحيوان وبيئتهما بدرجات متفاوتة والتي نتيجتها القصوى والأدني في الحال و المستقبل وفي ثلاثتِهما هي الموت والنفوق والجفاف وإن طال الزمن وهذا من خلال قدرتِها الكبيرة جداً في إختراق الجسم لأن المصاب سواء إن كان إنسان أم حيوان يفقد وعلى التو عند الإصابة بها التحكم في عضلات جسمه وردود فعل جسده وتدخل في هذا التقّيوَّ والتبول غير الإرادي والإسهال المائي وهي ما تؤدي إلى الموت بعد تقليص عضلات الجسم وغازات أخرى زيتية الشكل وخضراء اللون سببت إسهالات وتعرق كلي والغيبوبة التي تؤديان إلى الموت المباشر في حالة التعرض الطويل لها ؛ ذاك وفي المنطقة الشمالية لجبل مرة في قرى تَمُروّأ و قوزدُور ووأدي دُولوّ وتِبرأ وكوقّوا داومت طيران الحرب الحكومي وهنا بغازاتِها التي باتت مألوفة لأهالي القرى بنيرانِها وأدخِنتِها البيضاء والكثيفة وهي ما تترسب في التربة وقاع المياه وقد تحرق الجلد واللحم ولن تترك في جسم الضحية سوى العظم.
إستخدمت طغمة الخرطوم سياستيّ محو أثار جريمة الكيماوي وتغيير إستراتيجيتِها العسكرية الحربية كما في مستهل مقالِنا هذا تحت زريعة برامج أطلق عليها نائب البشير/حسبو محمد عبدالرحمن بإسم نفرة تنمية جبل مرة وبإعلام صارخ دلت على قصدٍ جنائي و إخضاع للشعب وللمنطقة والعالم وهي بالطبع حجج ودفوع أستخدِمت تحت غطاءِها سياستيّ محو الأثار وتغيير الإستراتيجية العسكرية لمليشياتِهم وهي ما برهنتها أكثر سندات الوقائع في المنطقة ؛ وفي هذا قد إستغَلوا فرصة غياب المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والإقليمية المستقلة في الإقليم الدارفوري لأنها إما طُردت من قِبلهم وإما قيّدوا تحركاتِها وهي دون ريب عن قصد جنائي كما ذكرتُ وما كشفت قصدهم هذا هي إستخدامهم لأسلحة متعددة ضد المدنيين كهدف لهم ومنها القتل المباشر والإغتصاب والتجويع ومصادرة الأموال وحرق القرى والمزارع وتدمير آبار المياه وتلويثها بالغازات السامة وإختطاف الأشخاص مقابل دفع فدية مالية عند إطلاق سراحهم عبر مليشياتهم المتعددة وأخيراُ هذا السلاح الكيماوي الفتاك ذو الهدفين منها الآني ومنها المستقبلي وكلاهُما نتيجتهُما الموت المحقق كنتيجة لفعلها فردياُ كان أم جماعياً وهي بالطبع لأغراض القضاء الأبدي لمجموعات تلك المنطقة وهي ما حققت في الواقع وربطت ما بين مقاصدِهم الجنائية وأفعالِهم والتي نتائجها في الأرجح هي الموت المحقق ؛ وفي ظل غياب تلك المنظمات كما ذكرتُ أسبابِها وعقب تقرير العفو الدولية ظهرت في الحقيقة أمراض غامضة وذات نطاق واسع في اوساط المهجورين في كهوف جبل مرة الذين يتراوح أعدادهم ما بين 700000 إلى 750000 ألف نسمة معظمهم من كبار السن والعجزة بعدما فروا البعض منهم إلى معسكرات النزوح المختلفة في مدن جنوب ووسط وشمال إقليم دارفور وإلى معسكر البعثة المشتركة (اليوناميد) في سورتني ؛ في شمال جبل مرة بشمال الإقليم ومن ضمن أبرز الأعراض غشاوة البصر التي أدت إلى عمى الكثير منهم وتوقف التنفس المفاجئ والإسهالات المائية علاوة على البثور في الجسم وسوء التغذية ؛ ذاك بعض من ما تعمدت في تخطيطِها وتنفيذِها طغمة الخرطوم قبل وعقب إصدار منظمة العفو الدولية تقريرها الخاص بإستخدام السلاح الكيماوي من قبل الخرطوم في منطقة جبل مرة بوسط إقليم دارفور غربي السودان.
Gombal5hg@gmail.com
5 ديسمبر2016م