ادم ابكر عيسي
أن الثورة الحقيقية الأولي والمستمرة حتي اليوم هو ثورة الوعي والعقل ،وأن الانسان ،بغض النظر عن فشل ثوراتة او نجاحها ،وعن أخطائه التي حؤلت الحرية الي فشل بدرجة أقل مما كانت متوقع ،سيظل نضال من اجل تحقيها خاصة مع جيل اكثر واعيا ،استمرار في مراكمة وعية الإنساني ،حتي يصل الي تحول ديمقراطي كامل ويكون صندوق هو الخيار الغالب ،لا حاجة الي عنف او عودة الدكتاتورية بالتالي الثورة صار طريقة الوحيد لمدنية الدولة وتحقيق الاركان الثلاتة التي من اجلها ثار الشباب وكل جماهير الشعب السوداني ،
لعلّ أهم حدث يمكن إلقاء الضوء عليه بهذا الشأن، يكمن في فكرة الثورة، التي، رغم ما طرأ على العالم من تغيير، فإنّها لم تفقد جاذبيتها اليوم، وما تزال قابلةً للإحياء، مثلما حدث في ثورات “الربيع العربي”، عام 2010، وطالما بقي هنالك ظلم أو قمع أو انعدامٌ للعدالة الاجتماعية، تبقى فكرة الثورة لامعة ومغرية، لكن، وعبر التاريخ، إلى أيّ حدٍّ طبقت الثورات ما نادت من أجله وما دفع الناس لتحقيقه أغلى الأثمان؟ حتى تتحقق اليوم أو غدا .
•يعود تاريخ الإنسان العاقل إلى ما يزيد على 200 ألفِ عام، تشكّل فيها وعيه، ومن ثم مشاعره، وأوهامه ومخاوفه، إلى أن انتظم في مجتمع، ليشارك أوهامه ومخاوفه مع الآخرين، وشكلت الحضارة الفرعونية في وقت من التاريخ، واحدة من أهم الحضارات التي أصبح لها دين ومجتمع ونظام حكم وثقافة؛ لذلك حدثت أولى الثورات عبر التاريخ تقريباً، في 2280 قبل الميلاد؛ حيث كان الملك الفرعوني، بيبي، قد حكم لما يقرب من 94 عاماً، تدهورت خلالها الأحوال الاقتصادية للفراعنة، وتعرضوا للغزو الخارجي، بينما أخذ اقتصادهم إلى الفشل، ولم يكونوا يملكون حقوقاً متساوية أو ظروف عيشٍ جيدة في حياتهم، كما كانت سلطات الخلود والحياة بعد الموت ممنوعةً عن عامة الناس وفق العقيدة الرسمية، وممنوحةً للملك وحاشيته فقط.
•الثورة الفرنسية نصبت روبسبيير قائداً لها فاستبدّ بالحكم وأصبحت الحرية بالنسبة له لا تمرّ إلا من خلال إرهاب الناس لاعتناقها.
بعد ذلك، أخذت المقولة الشهيرة “الثورة تأكل أبناءها”، تنطبق على الفرنسيين؛ حيث قام روبسبيير بالاستيلاء على السلطة، وإعدام عددٍ كبير من أصدقائه الذين صنعوا معه (فرنسا الجديدة)، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحدّ؛ بل تمخّض حقّ التعبير عن مساحةٍ كبيرة من عدم المسؤولية، فأصبح من السهل اتهام أيّ معارض بالخيانة والرجعية، لتكون المقصلة بانتظاره بكلّ بساطة.
ومع اقتراب العام 1799م، تحوّلت “القيادة الثورية إلى جماعةٍ متسلطة، يحكمها روبسبيير على أساس أنّه الوحيد الذي يمكنه تطبيق قيم الحرية والديمقراطية التي نادى بها مع زملاء له، أصبحوا أمواتاً في معظمهم، ولم تنتهِ الحقبة الدموية التي غلبت طابع الثورة آنذاك، إلا بعد إعدام روبسبيير، باستخدام سلاحه نفسه، وهو حقّ التعبير، بعد ذلك عادت فرنسا إلى الحكم الملكي لفترة من الزمن، لتعود خلال القرن التاسع وتتحول إلى جمهورية، تعتمد كلّ قيم الثورة في دستورها، لكنّها تمارس كلّ الانتهاكات الممكنة بحقّ الآخرين، من خلال تحولها إلى دولةٍ استعمارية صريحة.•
•ولم يكد كرومويل يموت، عام 1659م، حتى عادت الملكية إلى بريطانيا، وذلك لأنّ كرومويل خان مقولاته الشهيرة التي قام بالثورة لأجلها فشعارات “حفظ أرواح الناس، وإيقاف الحرب الأهلية والموت، ومنح الناس الأمان” جميعها لم تتحقق.