الخرطوم – صوت الهامش
أعربت منظمات الإغاثة في إسرائيل عن خشيتها، أن تكون إسرائيل على وشك ترحيل آلاف من طالبي اللجوء السودانيين إلى بلادهم، وذلك بعد أن توصّل السودان وإسرائيل إلى إتفاق سلام.
وتقول مجلة (فورن بولسي) الأمريكية، إن نحو 6200 طالب لجوء سوداني في إسرائيل، قلقون من أن السلطات الإسرائيلية، ستحاول الآن ترحيلهم بالقوة، كما فعلت مع لاجئي جنوب السودان بعد استقلال بلادهم في 2011.
وذكرت أن العديد من السودانيين في إسرائيل مقتنعون بأنهم أصبحوا كبش فداء في السياسة الإسرائيلية الداخلية، حيث أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه أيضًا انتخابات محتملة، أثناء تورطه في العديد من الفضائح السياسية، قد وعد مرارًا وتكرارًا قاعدته السياسية اليمينية بطرد اللاجئين السودانيين.
وأضافت المجلة في تقرير طالعته (صوت الهامش)، أنه على الرغم من عزل عمر البشير، عن السلطة، واتفاقية سلام بين الحكومة الانتقالية وبعض الجماعات المتمردة، وخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، لم يتوقف العنف، بعض المناطق في السودان، حيث قتل العشرات.
ويقول طالب لجوء سوداني، آدم أحمد إن ”مناطقنا ما زالت غير آمنة، وعائلاتنا لا تزال في مخيمات اللاجئين“، معربا عن قلقه بشكل خاص إزاء هيمنة، الجنرال عبد الفتاح البرهان، ونائبه، محمد حمدان حميدتي، على السلطة في بلاده، ويُزعم أنهما مسؤولان عن جرائم حرب في دارفور.
ودفعت سياسات التعريب والأسلمة العدوانية ضد المجموعات غير العربية في السودان، التي مارسها نظام الرئيس المعزول عمر البشير، عشرات الآلاف من السودنايين، للبحث عن ملاذ خارج بلادهم.
وإتهمت جماعات حقوق الإنسان حكومة البشير، بارتكاب انتهاكات بما في ذلك العبودية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، لا سيما في مناطق جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، وفر العديد من السودانيين خارج بلادهم.
وتعتبر جماعات حقوق الإنسان بإسرائيل، أن معظم طالبي اللجوء السودانيين لديهم قضايا مشروعة، ووفقًا لنشطاء حقوق اللاجئين، يعيش معظم طالبي اللجوء السودانيين في إسرائيل دون أي إقامة رسمية أو حقوق أخرى، بعد 15 عامًا من وصول أول سودانيين.
وأضاف التقرير، أن الحكومة الإسرائيلية، حرمت معظم السودانيين من القدرة على التقدم بطلب للحصول على اللجوء ومنعتهم من الحصول على الرعاية الصحية الكافية، ومدفوعات الرعاية الاجتماعية، والخدمات الاجتماعية الأخرى.
وفي سبتمبر الماضي، منحت المحكمة العليا الإسرائيلية المسؤولين الحكوميين مهلة حتى يناير، لتوضيح موقفهم بشأن طلبات اللجوء السودانية التي ظلت معلقة منذ سنوات، ويقول العديد من طالبي اللجوء السودانيين، إنهم سيعودون لبلادهم إذا سمحت الظروف في السودان بذلك.
وطالبت مجموعة من منظمات مساعدة اللاجئين الإسرائيلية التي تساعد السودانيين، إسرائيل بدراسة طلبات اللجوء بموجب اتفاقية اللاجئين ومنح الإقامة لمن يحق لهم ذلك، بغض النظر عن العلاقات الدبلوماسية مع الدولة التي فروا منها.