واشنطن: صوت الهامش
اتهم تقرير نشرته شبكة الجزيرة، قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية باستخدام أسلحة الحروب من مدافع رشاشة وصواريخ مضادة للطائرات وقذائف “آر بي جي” ضد المهاجرين ومهرّبيهم لإثنائهم عن عبور الصحراء الشاسعة في الطريق إلى أوروبا.
ونوه التقرير –الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)- عما تواجهه قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقا) من انتقادات واسعة بسبب طريقتهم في التعامل مع المهاجرين.
وأشار إلى أن الجنجويد هذه ارتكبت فظائع وحشية في دارفور حيث تتهمها منظمة هيومان رايتس ووتش بتنفيذ حملة من القتل والتشريد القسري والاغتصاب والنهب ضد مئات الآلاف من المدنيين.
وفي عام 2013، تم إطلاق اسم قوات الدعم السريع على ميليشيا الجنجويد؛ وعندما وقعّت حكومة السودان وحكومات أفريقية أخرى اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي حول الهجرة عُرف باسم “عملية الخرطوم” شرعت قوات الدعم السريع في التصدي لمهاجرين من الصومال وإريتريا وإثيوبيا وجنسيات أخرى بينما كان هؤلاء يحاولون عبور الحدود السودانية.
ورصد التقرير إعلان قوات الدعم السريع في سبتمبر الماضي عن مقتل 28 شخصا من مهرّبي البشر في مصادمات وقعت على طول الحدود الليبية-السودانية، وقد رفضت قوات الدعم السريع الكشف عن أعداد المهاجرين الذي لقوا مصرعهم في تلك المصادمات.
ويقول عبد المنعم أبو إدريس، وهو محلل سوداني، إن عملية توقيف المهاجرين ومهربيهم تحدث في مناطق مهمشة يصعب فيها رصد ما تقوم به تلك القوات لاسيما في ظل عدم وجود منظمات معنية بحقوق الإنسان بالقرب من تلك المناطق، وحتى وسائل الإعلام لا تتم دعوتها ريثما يتم إحضار المهاجرين إلى العاصمة الخرطوم حيث يقال للإعلام أن هؤلاء المهاجرين قد تم إنقاذهم”.
ونبه التقرير إلى أن بعض حالات التصدي للمهاجرين تنتهي إلى اعتقالهم في الجزء الشرقي من الدولة. وفي حالات أخرى يتم ترحيل المهاجرين إلى أوطانهم كما حدث في مايو 2016 عندما أعيد أكثر من 1000 إريتري قسرا إلى إريتريا، وفي شهري أغسطس وسبتمبر 2017 تم ترحيل أكثر من 100 إريتري أيضا إلى إريتريا.
وبحسب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن “الإعادة القسرية للاجئين إلى أوطانهم تعتبر انتهاكا خطيرا لقانون اللجوء الدولي”.
وأشار التقرير إلى أن مطلع العام 2017 شهد تصديق البرلمان السوداني على مشروع قانون يعترف بقوات الدعم السريع كقوات خاصة تستطيع رفع التقارير بشكل مباشر إلى الرئيس عمر البشير المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات بارتكاب عملية إبادة جماعية وجرائم حرب في دارفور.
وعن علاقتها بالاتحاد الأوروبي، نبه التقرير إلى أن قوات الدعم السريع لم تنكر أنها تتلقى دعما من الاتحاد الأوروبي؛ وفي هذا الصدد يقول حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع إن “الاتحاد الأوروبي يخسر ملايين في التصدي للمهاجرين، ومن ثمّ فهو يضطر إلى دعمنا، وقد حضر بعض ممثلى الاتحاد الأوروبي معنا إلى الصحراء ليشهدوا عملياتنا وقدّموا لنا تدريبات”. فيما رفض حميدتي الكشف عن جنسيات هؤلاء الممثلين عن الاتحاد الأوروبي.