لندن: صوت الهامش
نشرت منظمة “اليوم التذكاري للهولوكوست” تقريرا حول يوم استقلال جنوب السودان الموافق التاسع من يوليو؛ وأشار التقرير إلى أن الجنوب حصل على استقلاله كدولة قومية في 9 يوليو 2011 بعد عملية سلام استمرت ست سنوات؛ وجاء الانفصال عن الشمال من السودان بعد فترة طويلة من التهميش والاضطهاد لسكان الجنوب من قبل حكومة الخرطوم.
وقد لقي هذا الاستقلال للدولة الجديدة ترحيبا عالميا ممزوجًا بالأمل المشوب بالحذر في ظل استمرار اضطراب المنطقة بفعل الصراعات المحتدمة أبدًا.
وقد حظي إعلان الاستقلال بتأييد 98.8٪ من سكان جنوب السودان في استفتاء أجري في يناير 2011؛ ويعزى ارتفاع نسبة دعم الاستقلال إلى الحروب الأهلية المدمرة التي دارت رحاها بين الشمال والجنوب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ وقد لقي نحو مليوني إنسان مصرعهم في الحرب الأهلية السودانية الثانية، كما ترك القصف الجوي العشوائي مناطق الجنوب أنقاضا متهدمة؛ وانتهت الحرب الأهلية باتفاق سلام في عام 2005، مما أوجد الطريق لاستقلال جنوب السودان في عام 2011.
واستغلت السلطات في الخرطوم انشغال المجتمع الدولي بمفاوضات اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وعمدتْ من فورها إلى منطقة دافور في 2003 وهنالك نفذت عملية إبادة جماعية ضد أهالي المنطقة من الأفارقة السود؛ ولا تزال دارفور حتى اليوم جزءا من السودان في الجانب الغربي منه.
وغداة استقلال جنوب السودان، ظهرت أزمة جديدة في منطقة جنوب كردفان على الحدود بين السودان وجنوبه؛ وقد واجهتْ المنطقة هجوما عسكريا عنيفا من جانب قوات الحكومة السودانية، وتشير تقارير متواترة من المنطقة إلى استهداف المدنيين عمدًا؛ ولا تزال المنطقة منكوبة طالما أن السلطات السودانية لا تزال مستعدة لقمع وقتل المدنيين.
وقد أخذتْ الآمال المعقودة على تشَكُّل جنوب السودان من تحقيق سلام طويل المدى ومزيد من الرخاء – أخذت تلك الآمال في التلاشي وسط تصاعد أعمال العنف؛ ففي ديسمبر 2013 اشتعل الوضع بفضل صراع على السلطة بين الرئيس ونائبه المقال؛ وعلى الرغم من التوقيع على اتفاق يهدف إلى حل النزاع في أغسطس 2015، إلا أن أعمال العنف لا تزال تؤثر على المدنيين في جميع الولايات العشر، وقد زاد من حدة تلك الأوضاع أن ثمة تهديدات أخرى تحدق بالبلاد أمثال التدهور الاقتصادي وتفشي الأوبئة والصدمات المناخية.
وأعربت منظمتا الأمم المتحدة وهيومان رايتس ووتش عن قلقهما من استهداف المدنيين بسبب عرقياتهم من جانب قوات الحكومة والمعارضة على حد سواء؛ وفي فبراير 2017 قدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أعدادا المشردين جرّاء الصراع بحوالي 9ر1 مليون إنسان؛ وعلى الرغم من ثرائه نفطيا إلا أن جنوب السودان لا تزال إحدى أقل الدول نموًا في أفريقيا.