لندن : صوت الهامش
كشف تقرير نشرته صحيفة العرب اللندنية عن خفايا أهداف زيارة اردوغان الأسبوع الماضي لأفريقيا عبر السودان.
ونوه التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، عن أهمية توقيت الزيارة الذي شهدت فيه تحركاتُ الإخوان والتنظيمات الإرهابية نشاطا كردّة فعل على ما مُنيت به من هزائم في سوريا والعراق.
وكشف التقرير اللثام عن خطة هدّامة تستهدف توفير ملاذات آمنة لفلول داعش والقاعدة وبقية الميليشيات المنهزمة في سوريا والعراق؛ وهو ما كان الرئيس البشير قد أعلن عنه في الـ 16 من يوليو الماضي حين دعا بشكل علني إلى توفير ملاذات آمنة لقادة وأفراد جماعة الإخوان المسلمين، وبقية العناصر المرتبطة بالإسلام السياسي.
ورصد التقرير إعطاء إشارة البدء لنقل الإرهابيين من تركيا إلى السودان بتمويل قطري؛ وكان ذلك خلال الاجتماع العسكري الثلاثي بين تركيا والسودان قطر بحضور رؤساء أركان جيوش الثلاث دول.
ولفت التقرير إلى ما تواتر إعلاميا من تدشين تركيا في وقت سابق خط نقل جوي وآخر بحري إلى موانئ سودانية تحت غطاء تجاري، وذلك للتمويه على نقل أفراد العناصر الإرهابية الفارّة من سوريا والعراق، عبر مسارات متعددة.
ورصد التقرير تأكيدات أمنية غربية مفادها أن المئات من أفراد تنظيم داعش وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى، يتكسدون حاليا داخل الأراضي التركية في انتظار توفير ملاذات آمنة لهم في أفريقيا.
ونقل التقرير قول اللواء أركان حرب سيد غنيم، مستشار الأمن الدولي بأكاديمية دفاع حلف الناتو، إن القراءة الصحيحة لهذه الجولة لا يمكن أن تتم دون التوقف أمام دلالات تعمّد اردوغان اصطحاب عدد كبير من ضباط المؤسستين العسكرية والأمنية التركية معه في هذه الجولة والنظر إلى ذلك في ضوء التحالفات والتطورات الإقليمية والدولية وعلاقة ذلك بما يُخطط له في المنطقة خلال العام 2018.
ورأى مراقبون أن الاجتماع الثلاثي بين رؤساء أركان تركيا وقطر والسودان الاثنين الماضي حمل بين طياته استفزازًا سياسيا وعسكريا ذا أبعاد استراتيجية تتجاوز حدود الجغرافيا لتشمل الدور المصري والسعودي في المنطقة؛ في حين يخدم مصالح تركيا وقطر ويدعم الأخيرة أمام دول المقاطعة، لا سيما مصر والسعودية.
ورجح التقرير أن يكون السودان قد وافق على تدشين قاعدة عسكرية تركية بدعم قطري على ترابه، استنادا إلى تصريحات وزير الخارجية إبراهيم غندور بأن “الترتيبات العسكرية مع تركيا ممكنة”.
وشهد الأسبوع الماضي، زيارة هي الأولى من اردوغان للسودان في مستهل جولة أفريقية شملت تشاد وتونس، كانت حصيلتها أن الرئيس التركي: تسّلم جزيرة سواكن لأجل غير محدد؛ وأبرم اتفاقية للصناعات الدفاعية بلا تفاصيل؛ وتحدّث عن ملحق سرّي بلا تفاصيل.
ويعتبر ميناء سواكن الأقدم والثاني بالسودان بعد بورتسودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه، والذي طلب البشير مؤخرا من نظيره الروسي إقامة قاعدة عسكرية روسية به، وقد سبق للدولة العثمانية استخدام جزيرة سواكن مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.