لندن : صوت الهامش
نشر موقع (ميدل إيست آي) تقريرا حول لقاء سلفاكير بالبشير في الخرطوم الخميس الماضي، استنكر مواصلة الرئيسين في لعبة إلقاء اللوم على أحدهما الآخر، رغم ما تواجهه كل من السودان وجنوب السودان من عزل دولي ووقوع جرائم حرب وانهيار اقتصادي محتمل.
ورصد التقرير ، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) – اتهام سلفاكير للبشير وجها لوجه بأن السودان يمول الحرب الأهلية في جنوب السودان، ويمدها بالأسلحة التي تزعزع استقرار الدولة الوليدة، ويؤوي قيادات المعارضة مسلحة تابعة لرياك مشار.
ولفت التقرير إلى أن التوترات بين البلدين كانت قد ارتفعت حدتها منذ انفصال الجنوب عن السودان بعد استفتاء 2011 الذي أسدل الستار على حرب أهلية في أفريقيا. ولا يزال هنالك عدد من القضايا عالقا بين الدولتين منها دعم الجماعات المتمردة وترسيم الحدود ومنطقة أبيي المتنازع عليها ورسوم عبور النفط التي تدفعها جنوب السودان للخرطوم مقابل مرور النفط.
واتهم السودان الجنوب بدعم المتمردين المحاربين للحكومة في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، فيما ادعت جوبا أن الخرطوم تؤوي متمردين برئاسة رياك مشار .
وقال فاك بوث، المتحدث باسم المعارضة في جنوب السودان، إنه “على الرغم من الأجواء التصالحية خلال زيارة سلفاكير الأخيرة للسودان، إلا أن الاتهامات التي وجهها لنظيره البشير قد قطعت الطريق على أي انفراجة ممكنة”.
واتهم بوث، سلفاكير بالفشل في حل الأزمة الداخلية التي يعانيها الجنوب، كما اتهمه بدعم المعارضة السودانية، قائلا “سلفاكير هو المسؤول عن الأزمة في جنوب السودان، وإذا ما لم نستطع حل المشاكل الداخلية في جنوب السودان فإننا لن نكون قادرين على تنفيذ أي اتفاقيات تعاون مع السودان”.
ونفى مصدر من داخل حركة مسلحة سودانية ، تلقي أية مساعدات من جانب جنوب السودان، متهما الخرطوم بمحاولة الانتقام من الجنوب سودانيين عقابا على تصويتهم لصالح الانفصال عام 2011.
وقال المصدر، الذي رفض البوح باسمه، “ليس لنا وجود في جنوب السودان ولا نحن نتلقى أية مساعدة من الحكومة في جوبا”.
وأفاد التقرير بأنه على الرغم من خطابه الناري في ختام زيارته التي استغرقت يومين للسودان، فإن سلفاكير أخبر البشير بأنه لم يكن لديه خيار سوى أن يرضخ لنتيجة الاستفتاء، قائلا “في الحقيقة، لم يكن انفصال الجنوب عن السودان يمثل رغبة الجميع، لكن عندما تختار الأغلبية في قرار ديمقراطي، فعلينا أن نمتثل لذلك”.
ومن جانبه، انتقد بوث (المتحدث باسم المعارضة الجنوب سودانية) تصريح كير، مؤكدا أن استقلال الجنوب ليس محلا للتفاوض.
وقال صلاح الدوما، الباحث السياسي السوداني، إن “الجانبين لا يمكنهما التخلي عن الحروب بالوكالة حيث يستخدم كل طرف المتمردين من الطرف الأخر كخط جبهة أمامي للدفاع ضد أي اعتداء محتمل من الطرف الآخر”.
وأضاف الدوما أن “الخرطوم، التي دعمت السلام في جنوب السودان تحت ضغط شروط وضعتها الولايات المتحدة لرفع العقوبات، تريد أن تستخدم جنوب السودان كورقة ضغط للحصول على مزيد من المنافع من إدارة ترامب”.
وقال ماجد محمد علي، وهو صحفي سوداني متخصص في العلاقات السودانية، “إن الرئيسين سلفاكير والبشير لديهما نفس قصص الفشل حيث تضرب الحروب الأهلية بلديهما، وتضعهما على حافة الانهيار الاقتصادي بسبب الفساد والإنفاق الضخم على الأمن والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
وبدءا من 2016 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادة جنوب سودانيين ممن عرقلوا عملية السلام.
ورأى ماجد أن العلاقات بين البلدين المتجاورين لا يمكن أن تتطبّع ما لم يشهد أحدهما على الأقل تغيرًا ديمقراطيا شاملا أو على الأقل يدفع بصدق صوب عملية سلام آمنة يمكنها أن تضع نهاية للحروب الأهلية المستمرة.