لندن: صوت الهامش
رصد تقرير نشرته صحيفة “رأي اليوم” اللندنية ردود أفعال متباينة على قرار الحكومة السودانية إرسال وحدات من قوات الدعم السريع للقتال في اليمن – بين ترحيب من جانب الائتلاف العربي وغضب من جانب بعض الدوائر الشعبية السودانية.
وأفاد التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، أن عدد القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن بحسب الإحصائيات غير الرسمية يصل إلى 8220 من الجنود والضباط، قبل وصول وحدات التدخل السريع؛ في الوقت ذاته تواصل حكومة الخرطوم التكتيم على أعداد القتلى والجرحى بين صفوف قواتها في اليمن خشية الاستياء والغضب الشعبي.
وبحسب التقرير، فإن اتخاذ الرئيس البشير موقفا محايدا بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات من ناحية أخرى، في أزمة الخليج المتفاقمة – هذا الموقف هدّد بنسف “الثمار” التي رمى إليها البشير من وراء مبادرته بالمشاركة في حرب اليمن .
ويعتقد مراقبون أن لقاء البشير بالعاهل السعودي في طنجة المغربية إنما يستهدف استعادة العلاقات شبه المنهارة بين السودان والسعودية بسبب عدم انضمام البشير إلى مخيم الدول المقاطعة لـقطر.
وأكد التقرير أن الدفع بأعداد أكبر من القوات السودانية إلى ساحة الحرب اليمنية يعني بالتبعية زيادة أعداد القتلى والجرحى، وهو ما يستتبع بدوره ارتفاع أصوات النقد اللاذع والغضب الشعبي العارم في السودان ضد حكومة الإنقاذ بقيادة البشير.
وتواترت أنباء عن رفض بعض القبائل إرسال أبنائها إلى الحرب في اليمن، وأنباء أخرى عن رفض جنود سودانيين في اليمن القتال بالضراوة المتطلبة، فضلا عن مطالبة أعداد من هؤلاء بالعودة إلى السودان ، وكلها مؤشرات على الصعوبة التي يواجهها الرئيس البشير.
ونوه التقرير عن أن مصر رغم تلقيها قرابة 50 مليار دولار مساعدات من دول الخليج: السعودية والإمارات والكويت على وجه الخصوص، إلا أنها رفضت إرسال قوات للمشاركة في حرب اليمن؛ وكذلك البرلمان الباكستاني رفض بالإجماع طلب السعودية إرسال قوات باكستانية لذات الحرب؛ وهكذا فعل الأردن؛ لكن الرئيس السوداني لم يتخذ نفس الموقف بل شارك في حرب خاسرة ضحاياها هم أبناء شعب اليمن العربي الأصيل المحاصَر بين أكثر دول العالم ثراءً.
واختتم التقرير قائلا إن قوات الدعم السريع السودانية لن تغيير ميزان الحرب لصالح السعودية وحلفائها، كما أن مشاركتها في تلك الحرب لن تفتح الباب لعشرات المليارات إلى الخزانة السودانية الخاوية، ذلك أن الخزانة السعودية شبه مفلسة بعد إرسال ما فيها من أموال إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومته والعاطلين من شعبه.