عانت المدارس اللبرالية في السودان تاريخيا من صراع الاسلاموات صراع الذات والموضوع الداخل والخارج العقل والحواس الوعي واللاوعي وعرف تاريخها مراحل متقلبة وفق جدلية الخفاء والتجلي الحضور والغياب ، فقد غابت الحواس أمام مركزية العقل الذي أحيط بهالة من القدسية في عهد نظام البشير الغاشم ثم حاول اندثار سلطان العقل لينتقلة إلى الغياب الواهم ويترك محل الحضور للطرف الآخر من الثنائية واسست لليقين بالإعتماد على الحواس والثقة في المعرفة التي يمكن التحقق منها تجريبيا مقابل الشك والاعتراف بنسبة المعرفة العقلية في جدوى الطرف الآخر العقل واستدلالاته الماورائية الغير قابلة للتجريب. ثم بدأت حلقة أخرى من جدلية الخفاء والتجلي في عصر العلم والعالم التكنولوجيا والحداثة والتطور الحركي لينتقل الوثوق مرة أخرى إلى الاسلاموات على حساب المنهج العقلي وهي الرؤية التي جسدتها البنية الاسلامية في تلك الحقبة الكافية في حضرة اللاشي ووثوق لم يدم طويلا فما أحدثته حرب البشير في السودان وبالاخص جنوب كردفان والنيل الازرق وجبال النوبة ودارفور وجمهورية جنوب السودان مع قبل الدولة الحديثة الجنوبية يحدثه التكنولوجيا والعلم من دمار عزز الإحساس في العالم الانساني باللامعنى والعبث واللامعقول وهذا واقع مثلته الوجود الإسلامي في مرحلة ثانية من بعد الفتوحات أولى الشبهية والأولياء من نوعها في السودان ولكن مع انحسارها وانصراف وتلفيقها الكثير من المثقفين عنها بدأت مرحلة أخرى من مراحل سطوة الشك المطلق شكا جاء أكثر عمقا وشمولا علي النطاق الشاسع الواسع من الشك في أحد طرفي الثنائيات الاسلامواتية وابناء الشعب الواحد حيث استغل احزاب الاسلاموات بخطاباتهم التقليدية حركة تاريخ الفلسفة السودانية وحركة الشعب السوداني وانتقاله في كل مرة ما بين الحضور والغياب ليؤسس نسبية المعرفة. نسبية تقوم على استحضار ماهو غائب للتشكيك وفي ما هو حاضر وقائم. فلا وجود لمركز ثابت طالما أن ما هو غائب هو في ذات الوقت حضور مؤجل يهدد المعنى الحاضري ويشكك فيه على الدوام حتى ينتزع منه قدسيته مرجعيته وثباته وهذا المركز هو ما نعبر عنه مركز العقل التفكيري الصميمي الاطري والانتاجي والابتكاري الأخلاقي أو المنطقي أي كل ما كانت تستمده فلسفة العقل من معاني الأشياء وثباتها..كمقاربات لمركزية نظام البشير المغبون فلم يعد لدينا مركز ثابت نحتكم إليه بل صرنا كشعب لدينا مراكز متحركة لانهائية تدور جميعها في فلك من النسبية المعرفية العدمية كانتقاد للمدارس التحررية وهذه التفلسف هي ما نعرفه بفلسفة تجرير بنية الاسلاموات اللابنائية أو التقويضية فان تولد المفاهيم والأفكار طبيعة المفاهيم اللبرالية الحديثة صارت معلقة على طبيعة العقول اللبرالية وهذا لا تعني سوى الإختلاف وتأجيل لا متناهي للمعنى ولا يجعل هذا منطلقا في تأسيس استراتيجية تنطلق من اللغة المنديكية المتازمة نحو نقد التراث الاسلامواتي المتمركزة حول عقلية السودان اللوغوس الذي يقودها لواء الاسلاموات الدواعشي البشير فتفكيك نظام البشير وأثرها في دعوات تجديد الخطاب الديني هذه الفكرة وكما هي عادة مفكرين الاسلاموات تم استيرادها من الدين وإسقاطها على نصوص القرآن والسنة والتراث الإسلامي وقُدمت تحت عنوان تجديد الخطاب الديني والقراءات المعاصرة للقرآن. فصارت تفاسير المفسرين لا تعبر عن المعاني التي يختزنها النص. وإنما تعبر عن رؤية المفسر الخاصة والعام والتي يجوز أن نأتي برؤية أخرى تختلف عنها أو تناقضها. ولا يحق لأي تاويل أو تفسير أن يقول أنا هو الإسلام مهما كانت التفاسير غريبة أو حتى متناقضة أسماء عديدة انخرطت في هذا التيار أمثال عبد الكبير الخطيبي وابن تيمية وابن خالدون الذي يعتبر أبرز من حاول تفكيك النص القرآني وأسماء أخرى كثيرة تقبع جميعها تحت مظلة التجديد وأسماء أخرى تندرج تحت ما صار يصطلح عليه باليسار الإسلامي و أن الهوية الإسلامية الحاضرة ما هو إلا وضع مؤقت وأن ما هو غائب هو في الآن نفسه حضور مؤجل. فيقع تقويض المركزية الإسلامية كهوية إذ أن الأرض هي دال بمدلول متحرك غير ثابت. هذا ما يعني جواز قبول هويات أخرى مفروضة أو معروضة من الخارج تختلف من حيث اللغة أو الأخلاق أو الأعراف والتقاليد عما هو كائن.
ما بعد اكتشاف حقيقة الخطابات الاسلاموية تعرض الاسلاموات لنقد من شتى الإتجاهات من المدارس النقدية السودانية الحديثة وحركة الثورة السودانية النقدية وايضا جاءت من منطلق التحليل النقدي المنطقي كاحد اعمدة فلسفة الفعل الكلامي المفصل وأدرجها من ضمن أشكال الفكر الإسلاموايديولوجي المعادي للعقلانية والإنسانية إضافة إلى انتقادات جاءت من مفكرين كبار في الألسنة أمثال جون قرن ديميور صاحب المقولات الشهيرة الاسلام لايستطيع توحيدنا المسيحية لاتستطيع توحيدنا العربية لاتستطيع توحيدنا الافريقية لاتستطيع توحيدنا الذي يستطيع توحيدنا هي السودانوية الذي يعتبر مرجعا فريدا في نقض دعاوى الاسلاموات ما بعد التطور المثتحدثإن فكرة هيبة الفكر التي بنى عليها المدارس اللبرالية في السودان يوافقه الكثير من الشعب السوداني وشعب العالم الحداثي الحر ويعتبر أن فكر للانسان اللبرالي الحر بكونه اللامتمركزا حول فلسفة حدود ديسوسور هي محض فما يبينه سجل التاريخ القديم والحديث هو أن جميع الحضارات قد فضلت الكتابة على الكلام من جميع النواحي وذلك منذ سودان القديمة على الأقل. إن من يعرفون الكتابة قد تمتعوا بمزايا سياسية لدرجة نجاتهم من الموت مقابل اشياء معينة أما الطيب اجندة فيلقي شبكته الكبيرة في تاريخ الفكر السودان والعالم الطبيعي ككل بكمرة ليلتقط أشياء صغيرة وكبيرة أن الساسة كتير وتوضيح وابتكار وإنتاج أشياء اخرى هذا من حيث المبدأ أما عن أسبقية الاشياء على السياسة فهي بدورها غير مسلم بها لدى علماء التاريخ والفكر او فلنفترض عكس ذالك. والإعتراضات أن كان التاريخ يؤكد على أن الكلام اكتشف قبل اختراع الكتابة بوقت طويل فهذا صحيح فلا اسفا علية فاما انا و آخرون نعترف بأنه لا يزال في بقاع الأرض اليوم لغات منطوقة غير مكتوبة ولا لغة منها كتبت دون أن تكون منطوقة كما أن الاطفال الصغار يتعلمون الكلام قبل تعلم الكتابة فهذا ثمة أعدادا هائلة من البشر تتكلم دون معرفة الكتابة فهذا كلها اعتراضات دفعنا إلى الللجوء نقد اسبقية الكتابة لتوضح إليس الخطأ المنهجي في تجاوز تلك الإعتراضات. حيث أن محور الجدل يدور حول الثالوث المتنوع والمتعدد السودانية التي أزمتة الاسلامات علي مستوي تاريخ الحركة السودانية
بصمة/الطيب اجندة