حول المبادرة الأمريكية والوضع الإنساني في إقليم جبال النوبة
على مدى 6 سنوات منذ ميلاد الحرب الثانية فى إقليم جبال النوبة ظل المركز يبذل مساعي حثيثة ويقود حملات منظمة بالتضامن مع منظمات مجتمع مدني عديدة حول العالم لعكس الوضع الإنساني المتدهور، كما إنه استمر في مناشدة المنظمات الخيرية والمجتمع الدولي لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين في الإقليم. من ناحية أخرى، ظل المركز كذلك يرصد ويوثق كل الإنتهاكات ضد حقوق الإنسان التي ما انفك المؤتمر الوطني يرتكبها بواسطة مليشياته وسلاحه الجوي الذي تسبب فى حرق القرى والمزارع الشيئ الذي أدى بدوره إلى نقص حاد فى الغذاء والدواء خاصة بالنسبة للأطفال حديثي الولادة الذين لم يتلقوا، طيلة سنوات الحرب، التطعيمات اللازمة ضد الأمراض الستة التي بدأت تظهر آثارها فيهم، هذا بالإضافة إلى أمراض سوء التغذية لدى العجزة. من ناحية ثانية، هنالك تداعيات المواد الكيماوية الناتجة عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، والتى بدأت تظهر آثارها الخطيرة على البشر والحجر.
إننا هنا نعلن بوضوح أن مجاعة حقيقية قد ضربت أجزاءً من هذا الإقليم الغني بموارده المتنوعة، ولذلك فإننا في المركز نرفض أي مساومة حول قضية توصيل الغذاء لأهلنا، وسيظل شغلنا الشاغل هو العمل على إيقاف القصف الجوي وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين فى الإقليم. وفى رأينا أن المبادرة الأمريكية تشكل مخرجاً مناسباً ومطلوباً لإنقاذ ضحايا الحرب وتدارك الأزمة الإنسانية التي تسبب فيها نظام الموتمر الوطني في الإقليم، ولا نجد أي مبرر أخلاقي وإنساني لرفضها من أي جهة كانت، فإنقاذ الأرواح أولوية ينبغي أن تقدم على أي مكاسب أو مخاوف مهما عظمت. إننا نؤمن بمقاصد المبادرة الأساسية، ألا وهي إيقاف القصف الجوي وإيصال المساعدات الإنسانية، ولذلك نناشد المجتمع الدولي وكل الاصدقاء والمنظمات الحقوقية حول العالم لدعم المبادرة الأمريكية لإنقاذ اهلنا من الجوع والمرض.
إعلام المركز