بوسطن
Tuesday, December 26, 2017
الشعلة ما زالت متقدة ومسيرة الثورة ترفرف أعلامها في سماء جبال النوبة السودان وطريق الثوار محفوف بكل التحديات والمحن إلا ان عزيمة الوصول وتحقيق الهدف والحلم لا يثني الاقوياء الذين يستمدون ويستلهمون بريق الأرواح الهائمة في أرض الجبال من أجل الوصول , فروح سايمون كالو هي أخر الأرواح التي لحق بالأبطال والقادة العظام الذين ينتظرون منا ماذا نفعل .فأرقد بسلام
A Tree That refuses to dance will be made to do so by the Wind .
الدم هو أسوأ شاهد علي الحقيقة ))) زرادشت .
نعم أن أسوأ شاهد علي مر التاريخ أو منذ الخليقة هو الدم فبداية قصة هابيل وقابيل تثبت كل يوم أن الانسان مهما تواري او يتواري خلف المبررات والدفوع التي تسانده ليرتكب الجرم ضد أي أنسان وأن يعطي لنفسه الحق في ابادة وزهق أي روح بذلك تبقي حقيقة الاثبات دامغة بخروج الدماء , فلا يستثني من ذلك أي كانت الديانة او العقيدة او العرق فالذي يقول بأن دينه أو عقيدته او عرقه هو أفضل من غيره من الاديان والمعتقدات والاعراق ويمارس القتل بهذا الأعتقاد فهذا يثبت بأن دينه او عقيدته او عرقه ليس بأفضل بل الاسوأ ان يجعل من هذا الاعتقاد بأن إلهه قد أمره بذلك وأنه مكلف من الله بأن يحمي أوامره في الارض وأن الله أختصهم من دون غيرهم بأن يحموا نواميسه في الارض . فالله يعرف سرائر مخلوقاته وأن الذين يقومون بدور الله في الارض أنما يعطون لأنفسهم قدسية تخفي من ورائها شروراُ تقضي علي كل القيم التي وضعها الله في خلقه , فالتجارب تثبت كل يوم أن الاديان والمعتقدات لله وحده ليس لأحد ان يعطي لنفسه المبررات لكي يتحدث أو يفرض دينه علي أحد أو عقيدته , فالأديان أصبحت أمورا ذاتية ليس لأحد أن يتنطع بها أو يزايد عليها وأخرها هذه التجارب الماثلة أمامنا اليوم وصورة أخر الأديان السماوية كما يقولون .القتل والسحل وكل أنواع الشرور في الارض تمارس به , فهذه مفاصلة قد أنتهي دورها وانها في طريقها إلي الزوال بعد أن عرت نفسها بنفسها وقضت علي القدسية الدينية التي كانت تتشدق بها وقضت علي القيم النبيلة في هذا الدين الذي صور بانه أخر الاديان .أما مفاصلة الأعراق والأثنيات فهذه صراعات الأطماع وعقلية الاستيلاء والأضطهاد للغير إلا أنها تثبت كل يوم بأنها في تساقط لدي الشعوب التي عرفت ما معني الانسانية وأن خلق الانسان لم يكن بيديه وأنه خلق نتيجة لعوامل بيولوجية وبيئية وموروثة وبذلك الفهم قد وضعت المواثيق والمعاهدات الدولية لكي تتعايش كافة الأجناس والاثنيات مع بعضها البعض من دون تغول إحداها إلي الأخري وتحترم كافة انواع النشاط البشري من ديني وثقافي وإجتماعي وبهذا أصبحت الامم والشعوب تتقبل بعضها البعض من دون الأكتراث لدينها او ثقافتها أو هويتها فالذي يقدم للبشرية كل انواع الخير هو الذي تتواضع عليه الانسانية .لكن بعض المجتمعات التي ما زالت تعيش علي الماضي المظلم والسحيق والغامض لم تخرج من هذا المستنقع بل ارادت أن تسترجعه بكل ما أوتيت من قوة وتكافح من أجل إرجاع عجلة التاريخ المظلم بل ارادت أسترجاع كل شروره وتخلفه لكي تطبقه من جديد في هذا الواقع باسم الرجوع للدين , أي يدين يبيح القتل والسحل والحرق فهؤلاء لا يعلمون أن تاريخهم قد ولي من غير رجعة وعقلية السيطرة الدينية أو اللونية الاثنية قد أنتهي وأن البقاء للذي يقدم للإنسانية ما هو كل خير ويساعد علي تقدمها ويزرع القيم النبيلة والمبادئ النيرة لكيفية التعايش وأحترام الأختلاف .فالذي يجتر الماضي المظلم والشرور الغابرة والتفكير السلطوي باسم الدين فهذا لا يمكن أن يتعايش مع هذا الواقع الماثل أمامه ولذلك فأنه يلجأ للقتل والابادة لكي تهدأ ذاته المضطربة وعقليته المهووسة بالهواجس والأوهام الخرافية التي تزود بها من خلال المفاهيم الدينية المغلوطة التي تشبع بها ولم تترك له مجالا للتفكير والنمط التفكيري الذي غرس فيه أن الحياة باطلة كما يقولون في دينهم وأن تلك المفاهيم قد خلقت وساوس ذاتية ورذائل مكبوتة وشرور محبوسة واذا لم يجد من بدء من أخراج هذه الترهات يلجأ للقتل لكي يريح عقله ومقنعاُ نفسه بأنه قام بعمل يرضي الله وأنه بهذا العمل سوف يدخل الجنة حسب زعمه المريضة , وعندما تتحقق له الفرصة في أخراج مكامن ذاته في السلطة والمال ينسي إعتقاده الديني بل يحاول أن يطبقه علي غيره من البشر ويجعل من نفسه وصياُ علي هذه القيم وهو الذي يمارس عكسها كما نشاهد اليوم . فالذي تربي علي القيم النبيلة من غير تسلط ديني يبقي نبيلاُ في معتقده ودينه وسلوكه وتفكيره . ما الذي يجعل من ينادون بأن الدين الأسلامي دين عدل ومساواة وتسامح ومحبة ويمارسون العكس , ما الذي يجعل هؤلاء الذين ينادون بالاسلام أن يفعلوا كل ما يخالفه .وهم يقولون بأن الأسلام نزل لديهم أولاُ وبلغتهم وهم يمارسون ابشع ما صورته الأنسانية وأرذل ما جاش به ماضيهم وأحط ما كانوا يقومون به في تاريخهم المظلم وهم الأن ينبثون هذا الأرث لتسويقه مرة أخري بعد أن قطعت الامم والشعوب أشواطأ طويلة نحو الأنسانية والتعايش السلمي والأحترام المتبادل بينها وبين بعضها وخلق وإرساء الاسس المتينة للقيم الأنسانية الفاضلة والنبيلة .سؤالنا هل يوجد في عالم اليوم شعوب أو امم تجتر ماضيها السقيم والمنحط والمتخلف وبه تحاول أن تسوقه بأنه حضارتها القديمة وثقافتها وتريد أن تطبقه الأن ؟؟؟؟؟؟ ماذا قدمت هذه الشعوب للإنسانية اليوم هل ما قدمته هو القتل والحرق والسحل والسبئ وتجارة الرقيق هذه حضارتهم التي يريدون ان يتنطعوا بها اليوم .
السودان دخل في نفق مظلم منذ تأسيسه كدولة به شعوب مختلفة وأديان شتي وثقافة وهوية أفريقية إختلطت جزء منه بثقافة وهوية الهجين الوافدين إليه منذ قيام مملكة سنار التي جلبت هذا الظلام والتنطع والغث الذي وصل إلي المرحلة التي نعيشها اليوم لقد أتت هذه المملكة بالكوارث والقنابل الموقوتة التي أنفجرت اليوم وأدخلت كل شعوبه في مفترق طرق فيها تكون أو لا تكون, لقد تبنت هوية وافدة لم تكن من جذور هذا السودان بل رأت أن صراعها مع الممالك النوبية صاحبة الأرض هو الذي قادها للأستنجاد بالدخلاء الذين أتوا وهم يحلمون بأرض تأويهم وناس يستقبلوهم فلما دان لهم المقام أنقلبوا علي أصحاب الأرض والمستنجدين الذين قامت علي أكتافهم هذه المملكة الكارثة فكانت الخلاصة هو ما نراه من تفكك البنية التي قامت عليها الدولة السودانية لأنها أصلاُ قامت هشة بفعل هؤلاء الذين أتوا من غير هوية أو ثقافة راسخة اومجتمعات مشبعة بالحضارة فعندما وجدوا انفسهم في مواجهة شعوب لها أسس ثابتة في شئون الحياة وإدارة مجتمعاتهم فلم يكن لهم بدء ألا أن يتبنوا الأسلام الذي اتوا به ديناُ وأستغلوه دنيا لأستغفال أهل الارض وإحتواءهم وتغيير منهج تفكيرهم السليم والمسالم لكي يستتب لهم الأمر .لقد أتي هؤلاء وكانت في عقليتهم تلك النتفة الخبيثة التي ترسم لهم كيف لهم ان يستغلوا هذه الارض تارة بإسم الدين واخري بإسم العروبة وتلك المتلازمة التي أنتجت هذا المسخ المشوه . فأخرجت هذه المتلازمة كل ما كان حضيضاُ في الثقافة وسقوطاُ في القيم والأخلاق وفجاجاُ في الهوية الناقصة والسقيمة فالذين أتوا لم يكن أو يدور بخلدهم بأنهم سوف يجدوا أناساُ كرماء لدرجة نسيانهم وهم يفعلون ويعملون في تغيير هويتهم ومعتقداتهم الدينية بكل هذه السهولة فكل ذلك شجعهم علي المضي في غيهم وأخرجوا كل ما هو قميع وسافل وردئ في تاريخهم وجعلوا الأجيال المتلاحقة ان تتجرع مرارة أفعالهم وخساسة تفكيرهم وبهتان أعمالهم .شبت أجيال وهي تشاهد هذا المسخ والعته تارة بإسم الأسلام وأخر بإسم العروبة وتحس كل يوم مرارة الظلم وتشاهد الأضطهاد يمارس علي آبائهم وأجدادهم في منظر يعايشونه في كل يوم من حياتهم فشبت هذه الاجيال عن الطوق المفروض وقادوا النضال السلمي عبر المطالبات السلمية فلم تجدي نفعاُ لأن الذي تطالبه بذلك لم يكن مقتنعاُ بأنك صاحب حق وانت دخيل هكذا كانت تدور دوائر المطالبات السلمية وكان ينظر لها بأنها لأناس لم تكتمل لهم الأنسانية أو أنهم خارج منظومة الحياة وذلك بالنظرة الدونية والمستحقرة لمطالب هؤلاء ومن إحداها تلك الضريبة التي تفرض علي شعب النوبة دون غيره من الشعوب وتعرف بضريبة الدقنية والتي لغيت سياسياُ وقانونياُ موجودة في أضابير ارشيف المحاكم السودانية ولم يبت فيها لأن محامي الشاكي وهو أتحاد عام جبال النوبة المحامي جوزيف قرنق قد قتل .والمحامي الذي دافع عن الحكومة لكي لا تلغي هذه الضربية هو إبراهيم الخليل عضو مجلس السيادة في فترة الديمقراطية المزعومة ورئيس لجنة استفتاء جنوب السودان 2011 وهو حالياُ مقيم في أمريكا وهذه صورة واحدة من الصور الشائهة التي تبنتها الفئات الدخيلة بعد خروج المستعمر .إرادة الاجيال التي خرجت عن الطوق كانت غالبة وشدة المأسي الأنسانية تزداد ضغطأ غلي شعبها وممارسة الدعارة الفكرية وتغبيش الوعي واستلهام الأنماط القديمة بإسم الدين تؤتي أكلها بتغيير الأسماء والأماكن والقيم النبيلة بأخري ساذجة وممسوخة بلون الرعاة والغزاة , فلم تكن المأساة في تغيير هذه الهوية الاصيلة بل المرارة برغم التغيير تبقي كما كانت وهي النظرة الدونية والأضطهاد والأستعلاء الأجوف للسكان الاصيلين فكل ذلك كان ينم علي أنهزام داخلي وعقلية مسلوبة بفقه الدين ورعونة اللون وانحطاط القيم وخساسة الافعال وبلاهة السلوك , بمعني أن هذه الهوية الجديدة المزورة والمشوهة لم تعطي أي قيمة ادبية, أنسانية أو حتي إجتماعية كل تلك الأشياء علي مرأي ومشهد الاجيال التي حملت السلاح وهي تعايش هذه الاوضاع المزرية . ورأت ان النضال السلمي قد أنتهي دوره وجاء دور أن نكون نحن أصحاب الأرض وندفن بها مع أسلافنا أو نأخذ ما فرط فيه أجدادنا وحمل السلاح لم يكن جديداُ علي الشعوب السودانية القديمة والاصيلة لأنها إذا لم تكن تقاتل وتقاوم منذ القدم فأنها قد تكون معدومة كالشعوب الفانية والمندثرة والغابرة .هذه هي الرسالة التي يفهمها كل دخيل أو غازي أو مغتصب أرض بأي شكل كان , فحملت الشعوب السودانية السلاح لأسترداد وجودها علي أرض السودان من هؤلاء الرعاة والغزاة والدخلاء فأنفصل جزء وتبقي الأخرون يقاتلون وتلك هي المرجعية التي بنت عليها أعراف الوافدين في تعاملهم مع شعوب السودان .
ليس بالضرورة الإقتناع بالأشياء المختلفة لكن بالضرورة الاعتراف بوجودها .
نواصل ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,………………..
(( المجد لله في الأعالي ….وعلي الأرض السلام …….وبالناس المسرة ))
التهنئة لشعبنا في الكهوف والكراكير وشعوب الأرض المحبة للسلام بميلاد رسول السلام والمحبة والأنسانية .