تزوير التاريخ في السودان و نتائجه

بسم الله الرحمن الرحيم
تزوير التاريخ في السودان ونتائجه
محمد ادم فاشر
أي شخص درس مراحله التعليمية في السودان قد اضطلع علي الوثيقة المشهورة والتي كانت رسالة بعث بها أحد ملوك سنار الي ابن الخديوي عندما غزا الشمال السودان وهو في طريقه الي سنار عاصمة ملوك الفونج عندما دانت له قبائل الشمال وجاء فيها يقول
لا يغرنك انتصارك علي الشايقية والجعليين فنحن الملوك وهم الرعية أما علمت أن سنار محمية بخيل جرد أدهمية وصورام قواطع الهندية ورجال صابرين علي القتال بكرة وعشية الي اخر الخطاب…….. لقد وردت في مناهج بخت الرضا تم تدريس كل الذين درسوا السودان في مدارسها النظامية الحكومية والخاصة بالرغم من أن الوثيقة منسوبة لجهه غير صاحبهاوكما أنها ليست في مكان الجدل وهي رسالة بعث بها السلطان محمد الفضل سلطان دارفور لابن الخديوى محمد علي باشا نقلها المؤرخ المشهور محمد عمر التونسي في كتابه تشحيذ الاذهان بسيرة بلاد العرب والسودان المرجع متاح حتي في صفحات الانترنت بالرغم من ذلك نقلت مناهج التعليم في السودان علي انها منسوبة لملك سنار الغريبة حتي الآن لا يرون سببا للتراجع من الكذبة
أن هذا التزوير له دلالته وأبعاده الخفية ومراميه
أولا
لا يمكن القول بأن التزوير تم بالخطأ لأن بخت رضا قسم المناهج مؤسسة وليس باحث نحاول أن نجد لها عزر
ثانيا
مضت علي الوثيقة وقتا كافيا يمكن تصحيحها اذا وردت عفوا
ثالثا
لقد تعمدت دارالوثائق السودانية في تمرير هذا التزوير وإخفاء هوية الوثيقة
رابعا
سكت عليها كل علماء التاريخ الحديث والمعاصر ولا يمكن لدكتور يدرس في جامعة الخرطوم عقود وعقود يقنعنا انه لم يضطلع علي هذا المرجع وفوق ذلك هذا الخطاب نسخة منه موجودة في مكان بارز في مكتبة هيئة الكتاب المصري في القاهرة في المكان المخصص للوثائق السودانية من المحال أي باحث سوداني زار هذه المكتبة ويدعي بأنه لم يجدها
فإن عملية التزوير مكتملة الأركان ويبقي السؤال اذا كان التزوير في المناهج باتت حقيقة وممكن فما هو حجم هذا التزوير؟ ومن الذي زور؟ لماذا سكت عليها جميع علماء التاريخ وقتئذ ؟ وما هو الغرض من التزوير؟ وهنا تطال اللوم لكثير من العلماء لان الأمر مادة تدرس لملايين من الطلاب وبل كل السودانين لا يفترض أن تكون فيها خطا وأخيرا ما هو الضرر الذي لحق بالسودان من هذا التزوير؟
سوف نجاوب في عدة حلقات حجم التزوير ونبين العقلية المتواضعة التي وضعت المناهج كيف كانوا متواضعين فكريا عندما اعتقدوا ان الوثيقة المنشورة في الكتب يمكن اخفاؤها وكيف أن هذه المناهج سببا في تخلف السودان.