الخرطوم _صوت الهامش
أعربت السيدة أليس وايريمو نديريتو، المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في الفاشر، شمال دارفور، حيث تحاصر قوات الدعم السريع المدينة بعد اختراق خط الدفاع الثالث وانخراطها في معارك عنيفة من منزل إلى آخر. ووصفت المستشارة الوضع بأنه “كارثي”، مشيرة إلى أن الهجوم متعدد الجوانب الذي انطلق من أربعة محاور خلق حالة من الرعب بين المدنيين، مع تعرض مخيم أبو شوك للنازحين لخطر كبير.
وأكدت نديريتو أن التصعيد الأخير يهدد بإغراق المنطقة في موجة من العنف الشديد، مما يترك وراءه دمارًا واسعًا ومعاناة كبيرة. ودعت إلى التحرك الفوري لمنع الأسوأ، محذرة من عواقب كارثية إذا استمرت الأعمال العدائية. كما دعت جميع الأطراف إلى الالتزام بحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، مشيرة إلى ضرورة تنفيذ الالتزامات بموجب إعلان جدة واتفاقيات السلام الأخرى.
و ذكرت في تصريحها بنداءات سابقة حول الوضع في السودان، محذرة من العوامل المؤدية لجريمة الإبادة الجماعية. وأكدت على أن الإفلات من العقاب على الانتهاكات السابقة ساهم في تعريض المدنيين لمزيد من الخطر، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
كما أعربت نديريتو في بيان أطلقت عليه(صوت الهامش) عن قلقها إزاء المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع على العنف في الفاشر وأجزاء أخرى من السودان، مؤكدة أن تمجيد الجناة يزيد من تأجيج الكراهية والانقسام. وأكدت على ضرورة منح المساعدات الإنسانية وصولًا آمنًا للمناطق المتضررة، وضرورة وقف القتال فورًا لحماية المدنيين ووضع حد للمعاناة المستمرة.
و دعت المستشارة الخاصة الأطراف المتنازعة إلى المشاركة بجدية في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للصراع في السودان، مشيرة إلى أن العالم لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي في مواجهة الكارثة التي تهدد الفاشر، وأكدت على ضرورة العودة إلى الحوار السياسي كمسار وحيد لتحقيق الاستقرار.