شهدت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعات قوي نداء السودان التى ضمت الأحزاب السياسية والحركات المسلحة. وتأتي هذه الاجتماعات بالتزامن مع تطورات الوضع السياسي الراهن في السودان وعلي رأسها، رفع الحظر الجزئ للعقوبات الاقتصادية؛ وتصريحات المبعوث الأميركي رونالد بوث المنهتيه ولايته مع انتهاء فترة الرئيس الأميركي باراك اوباما، والتى ناشد فيها المجتمع الدولي بتوخي الحذر التعامل مع المعارضة السودانية والحركات المسلحة، حيث قال بأنها تراهن على مصالحها السياسية وتتساهل وتتجاهل معاناة المواطن. ويري البعض أن هذه الخطوة تصب في صالح الحكومة السودانية وسوف تقوي من قبضتها واطالة عمرها، ويساعدها فى تحسن العلاقات الخارجية ، وبأنها سحبت البساط من تحت أقدام المعارضة السودانية والحركات المسلحة فى كسب المجتمع الدولي لجانبها. والواضح من الجانب الآخر بأن المعارضة لاترى أن هذا التقارب سوف يسحب عنها البساط واكدت انها قادرة على مواجهة التحديات، وتراهن على الشعب السوداني والداخل أكثر من رهانها على الخارج، مع الاحتفاظ بعلاقاتها الخارجية و التعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي للأزمة السودانية. هذا وبحسب
نداء السودان، أن قرار رفع العقوبات الأميركية لن يؤدي إلى رفع معاناة الشعب السوداني التي امتدت الي اكثر من 27 عامأ والتي ذاق فيها السودانيين الامرين. وبناءً علي ذلك ،لم يتم ربط الأحداث بصورة وثيقة مع حل قضايا أزمة الحكم وحقوق الإنسان والحريات العامة والسلام والتغيير الديمقراطي .وانطلاقاً من ذلك، سوف تلعب قوي نداء السودان دوراً فعالاً في مراقبة وتوثيق مدي التزام الحكومة، بموجب مؤشرات رفع العقوبات من عدمه. وفي هذا الإطار أكدت قوي نداء السودان على أن المراقبة شأنا قوميا تقوم به كافة قوي المجتمع السوداني.
من وجهة النظر العامة، أن نداء السودان قد وحد المعارضة السودانية والحركات المسلحة فى كيان واحد و يعد ذلك نجاح كبير فى حد ذاته وخطوة إيجابية على الرغم من رفض بعض الأطراف الأخرى المشاركة في هذا المضمار، حيث ابدت تحفظاتها في هذا الصدد، منها حركة تحرير السودان، بقيادة عبدالواحد محمد نور والجبهة الوطنيه العريضة التى لها وجهه نظر مخالفة، تعتقد من خلالها بأن التحاور مع النظام يعني الاعتراف به ، وانه يهدف من خلال حواره مع المعارضة لشقها وتقسيمها. واوضحت أن القوي المشاركة فى هذا الحوار سوف تكون مشاركتها رمزية من دون صلاحيات ، ولايتم تنفيذ الاتفاقات التي تم التوقيع عليها مع النظام، وحتي لا يظن البعض بأن الحوار مع صانع الأزمة هو اعتراف به، او أنه أصبح جزء من الحل، بينما هو أساس المشكلة. المطلوب من قوي نداء السودان أن تصل إلى تفاهمات مع المعارضة السودانية الرافضة للمشاركة معها حتي تتوحد كل القوي السياسية السودانية لإنجاح التحول الديمقراطي المطلوب ، وهناك أيضا أجواء محفزة تدعو للتغيير تمثلت في الحراك الأخير الذي قامت به قوي شباب العصيان المدني وأظهر هذا الاحتجاج تملل وثورة على الوضع الراهن.
من أهم ما خرج به اجتماع قوي نداء السودان: هو عودة رئيس حزب الامة القومي الإمام الصادق المهدي للسودان ، رغم تباين الآراء حول عودته ، فمنهم من يري انتفاء فترة العمل بالخارج وبأن الإمام قد اكمل عمله بالخارج ولابد من العودة لتفعيل العمل المعارض من الداخل لتقديرات سياسية حتي تسهم العودة في الحراك الجماهيري المتصاعد من أجل تحقيق أهداف نداء السودان. اما الجانب الآخر، يري بأن الوضع لم يتغير والعودة قد تحجم عن دوره فى الداخل أكثر منه في الخارج . الشاهد بأن الساحة السياسية فى السودان موعودة بكثير من الحذر لان النظام عليه مراقبة دولية لتنفيذ شروطها لرفع العقوبات بفترة زمنية محددة قدرها ستة اشهر. كذلك لابد للمعارضة السودانية والحركات المسلحة من إيجاد حل سياسي للأزمة وإنهاء الحرب وتوحيد الصفوف والاتفاق على مبداء ضرورة التغيير وبناء سودان موحد ينعم بالامن والسلام والطمأنينة