بيان جماهيرى
يتوجه المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بالبيان التالي لجماهير الشعب السوداني.
في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلادنا تشتد المؤامرات الامبريالية بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا بهدف فرض حلول جزئية ترمي إلى تأجيل الحل الشامل للأزمة السودانية وتساعد في استمرار النظام الديكتاتوري الحالي بمحاولة توسيع قاعدته السياسية والاجتماعية عبر ترقيع النظام بقوى سياسية واجتماعية تنصاع للمخطط الأجنبي.
في هذا الإطار طرح النظام “حوار الوثبة” ولجنة 7+7 واستكملته الدوائر الامبريالية في المجتمع الدولي بمحادثات أديس أبابا والتوقيع على ” خارطة الطريق” التي تمهد للحلول الجزئية وتضمن نجاح ” مشروع الهبوط الناعم” وفرضه في الساحة السياسية السودانية.
وقد كانت الأزمة السودانية بكل تجلياتها مثار نقاش مستفيض واتفاق كامل على خط الحزب السياسي في مؤتمرنا السادس.. ودورة اللجنة المركزية التي أعقبته.
لقد شدد المؤتمر السادس على ضرورة الرد وبحسم على مخططات الامبريالية وأعوانها بالداخل.. وهذا لا يتم إلا عبر استنهاض الحركة الجماهيرية وتمليكها الحقائق فيما يتعلق بالمؤامرات وانزلاق بعض القوى المحلية في تنفيذ ذلك المخطط.
وقرر المؤتمر السادس أن الطريق الوحيد لاستنهاض الحركة الجماهيرية هو نزول القيادات الوطنية للمعارضة وأعضاء اللجنة المركزية لحزبنا وكوادره وقيادات المناطق والالتحام بالجماهير في ندوات تعبويه للوصول لأنجع السبل في مواجهة النظام وأعوانه وهزيمة المخطط الاجرامي الذي يستهدف نضال شعبنا ضد الدكتاتورية وأعوانها.
واستناداً على اعرق تقاليد النضال الثوري.. وانجازات شعبنا الجبارة في هزيمة الأنظمة الرجعية والدكتاتورية عبر تكوين الأدوات الكفاحية اللازمة لمواجهة أعداء الشعب.. وفي هذه الجبهة يهمنا أن نؤكد على أهمية العمل الجماعي في وسط القاعدة الجماهيرية.. والاهتمام بمشاكلها اليومية والحياتية وتنظيمها من أجل انتزاع حقوقها في الحياة الكريمة والانسانية..
نبدأ بالاتفاق حول مطالب الجماهير اليومية في العاصمة والاقاليم لدرء مخاطر الفيضانات والسيول والامطار والأوبئة .. نقف مع الجماهير ضد السدود ومصادرة الأراضي.. نتقدم الصفوف في نضال حركة الشباب والطلاب الديمقراطية ضد مصادرة حقوقهم في التعليم الديمقراطي والحياة الجامعية وتنظيم اتحاداتهم. مع المرأة السودانية البطلة وهي تواجه عسف النظام واستفزازه بقانون النظام العام الذي يسئ إلى إنسانيتها ويقيد حركتها ويصادر حريتها.. نقف مع القطاعات المهنية في نضالاتها المختلفة الهادفة إلى تحسين شروط الخدمة وانتزاع الحريات الديمقراطية ورد الاعتبار لاستقلال العمل النقابي وديمقراطيته.
ونتوجه للطبقة العاملة في أماكن تواجدها بقصد تعبئتها ودفعها للمشاركة في النضال العام ضد النظام الدكتاتوري.. ولنبذل كل الجهود في التحضير وإعلان الإضراب السياسي العام والعصيان المدني السلاح المجرب لشعبنا في هزيمة أعتى الأنظمة الدكتاتورية والشمولية.
وفوق ذلك وقبله نتوجه إلى القوى المناضلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق بتحية لنضالهم الجبار ومواقفهم الجسورة في الدفاع عن حقوقهم المشروعة ولا يسعنا الا أن نحث القوى الديمقراطية وفروع حزبنا في تلك المناطق للانخراط في نضال الجماهير.. وخلق وعي نوعي يؤدي إلى أن تقبض الجماهير العريضة القضية بكلتا يديها وأن تتقدم الصفوف لفرض رؤيتها الديمقراطية في التغيير الشامل للأزمة الوطنية، بعيداً عن التعصب القبلي والجهوي على أساس أن مشاكل الهامش لا تحل إلا في إطار الحل الشامل للأزمة السودانية.
وكما نتوجه لجماهير شعبنا بالدعوة للتضامن مع جماهير شعبنا في مناطق الحروب والنزاعات وتقديم العون والاغاثة للنازحين.
ونتوجه كذلك إلى رفاقنا في الحركة الشيوعية العالمية وجميع القوى التقدمية والمناصرة للشعوب والمحبة للسلام بدعوتهم للتضامن مع نضال شعبنا واتخاذ التدابير بمساندة الحركة الجماهيرية وحزبنا في هذه الظروف الحرجة حيث تشتد مؤامرات الامبريالية والرجعية للهزيمة والارتداد بتقدم الحركة الجماهيرية.
يا جماهير شعبنا العظيم
لقد ظل موقف حزبنا من الحوار واضحاً منذ البداية وإننا لا نرفض الحوار كمبدأ لكن استناداً على تجربتنا مع النظام فلن نشارك في أي حوار معه إلا بعد أن يفي النظام بمستحقات الحوار المتمثلة في وقف الحرب وتقديم الاغاثات للمتأثرين بها، وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات والمخالفة للدستور وحقوق الإنسان والتي تؤدي في النهاية إلى تفكيك النظام الشمولي وإقامة البديل الديمقراطي ..
لا زلنا عند موقفنا .. وندعو كافة القوى الوطنية للحوار الجاد معنا والالتفاف والتعاون والتنسيق المثمر للوصول إلى وضعية مشتركة وموقف موحد مبني على مصلحة السودان وشعبه وبعيداً عن المخططات الاجنبية وضغوط وتهديدات وترغيب المجتمع الدولي والإدارة الامريكية.