محمود جودات
في 20 فبراير 2017م صدر بيان مركز وخاص بتوقيته المعين ليخدم هدف معين وهو التخصيص بالولاية والرعاية من قبل حزب سياسي وهو حزب الامة القومي للحوازمة والرواوقة والمجموعات الاخرى التي تحظى برعاية حكومة المركز وتلك المجموعات تعتبر اليد الطولى التي يوكل إليها جميع الاعمال الاجرامية وتخريب الاقليم عن طريق الاستغلال الممنهج في سياسة الانظمة العنصرية، فأن بيان حزب الأمة القومي يحمل في طياته مؤشرات خطيرة لأنه يسيس الاحداث بطريقة تدعو للقلق بخصوص اوضاع الاقليم المتفاقمة سؤاً حيث اشار البيان على استحياء مسئولية الحكومة بما يجري في الاقليم ولكنه لم يذكر جذور المشكلة الاساسية المتمثلة في تماطل نظام المؤتمر الوطني وعدم الجدية في التوصل لسلام عادل يجنب الاقليم تلك الاحداث والدمار المتلاحق منذ اكثر من ثلاثة عقود . علينا أن نتمعن في بيان حزب اللأمة القومي وحسب فهمي البسيط هو يعبر عن تعاطف واضح مع الحوازمة والرواوقة في حادثة الحجيرات وبدرجة أعلى ومركزا على تحميل الحركة الشعبية مسئولية ما جرى وحتى دعى الحركة الشعبية لإعادة الابقار المسروقة ومحاسبة المسئولين وكانه تاكد بان الجريمة ثبتت على الحركة الشعبية ويقع عليها العقاب، ويقول البيان أن السيد الصادق لديه علائق ومواثيق مع الحركة الشعبية وهذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع إذا اعتبرناه مجرد تمويه وعبارة مبطنة لتحريض الحواوزمة وبقية ابتاعه في الاقليم لمواصلة ما بدأوه في الربع الاخير من القرن الماضي وتحفزهم للقيام بمزيد من الانتهاكات ضد الاهالي في اقليم جبال النوبة فهي اشارات وضوء اخضر لهم وعلى النوبة ان يفهموا ذلك لأن اللعبة بدأت بترتيب متواصل . نحن نحمل حزب الامة القومي المسئولية الكاملة عن مشاكل الاقليم المتفاقمة منذ تولي الصادق المهدي حكومة الديمقراطية الثانية والتي قام بتجييرها شيك على بياض لصالح الجناح العسكري للجبهة الاسلامية بقيادة الراحل عبد الله الترابي والتي اصبحت فيما بعد بحكومة المؤتمر الوطني لقد ظل حزب الامة يستخدام الاقليم لتعظيم مكانته السياسة ويقوم بتاجيج الحروب لإستمارها لصالح اتباعه في الاقليم في حملهم السلاح ضد النوبة متجاهلا العلاقات الازلية والترابط الاسري بين مكونات الاقليم وعاملا على تفكيكه وتقسيمه وهو نهج يتبعه نظام الخرطوم بدقة في تقسيم الاقليم إلى عدة ولايات وتشتيت أهله وفي عملية يسعى بها النظام إلى الاستحواز على اكبر مساحة من اراض النوبة وتمليكها لأتباعه ومن اجانب اخر ليجعل من تبقى من النوبة بعد عملية الابادة اقلية لا تسوى بلة صباع على بحر ميه . إذا كنا كشعب سوداني نتطلع ونطمح في الحرية والعدالة والتقدم والازدهار فنحن في حاجة لحكومة تقودنا إلى مصاف الدول المتقدمة علينا أن ننهي التعامل مع هذه الأحزاب الهولامية البالية التي تقف عثرة في طريق تحررنا من الظلم وجبروت الدكتاتورية وتدافع عن هذا النظام الظالم وترعى مصالحه عبرنا . ونبني احزابنا السياسية على النهج الوطني الصحيح وبعيدا عن الجهوية والعنصرية فأن حزب الامة القومي لم يقدم للسودان خيرا بل ظل يكون قيادات من ابناء الاقليم ( جبال النوبة ) لأستخدامهم وهم يمثلون الذراع العسكري لحزب الامة القومي لأنه هو الذي اوجدهم في الاقليم وبالكيفية التي نراهم عليها والتحول الذي طرى عليهم من رعاة وملاك ماشية إلى حملة سلاح ومحاربين من مليشيات مجاهدين يقتلون المواطنين وينهبون اموالهم غنائم يتقاسموها فيما بينهم فهل هذا حزب يمكن ان يبني دولة ؟؟؟ لابد ان يستيقظ انباء لاقليم وانفكاك من هذه الخاصية المدبلجة من المواطن صالح إلى سياسي راعي عسكري . من الملاحظ أن بيان حزب الامة القومي بقيادة الصادق المهدي وكذلك هجوم المليشيات على مواقع الحركة الشعبية في 21 فبراير 2017م عملية استباقية لتقرير اللجنة المكلفة للبحث عن الجناء في حادثة الحجيرات مما يعني أن هناك نية مبيتة لدي نظام الحرطوم لإثارة الفوضى في الاقليم ولقد ذكرنا ذلك في مقال سابق بان الحكومة تختلق سيناريو بديل عن حملتها الصفية المعهودة بان يقوم اتباعها من قيادات بتحريك المليشيات للحرب بالوكالة عنه ضد النوبة استمرارا لمخطط النظام للإبادة والإحلال . بعد عودة الصادق المهدي من مهام تفكيك المعارضة المدنية والحركات المسلحة تم بتدبير حادثة الحجيرات وبعناية فائقة مع حلفائهم في الاقليم تمهيدا للمعركة القادمة مما يؤكد نظرية المؤامرة أن النظام واتباعه هم الذين جعلوا قيادات المليشيات لتظهر في اجهزة الاعلام لتحريض قبائل الحوازمة والرواوقة وبايعاز من نظام المؤتمر الوطني وقيادة حزب لامة القومي والذي اعترف الاخير في بيانه موضوع المقال بانه وفر لهم سبل السفرلمؤاساة اسر الضحايا وتقديم واجب العزاء مع الاهتمام باوضاعهم فيما يوجد في المنطقة الكثيرين من ضحايا الحرب سكان الكهوف من الجوعي والمشردين والمرضى لم يحظوا بالعطف والعناية كغيرهم من سكان المنطقة من اي جهة كانت . نحن لا نغفل عن السياسة الموجهة ضد انسان المنطقة لتدميره ومهما تلطف السيد الصادق المهدي في جوانب الكلم فانه يظل آثم ما لم يكف عن استثمار انسان الاقليم في السياسة وعليه أن يقدم اعتذارا صريحة عن الجرائم التي ارتكبت في حق شعب جبال النوبة وهي جرائم لا تسقط بالتقادم ولكن للإعتذار معنى معتبر وأن كان هذا زمانكم اعلموا فمن اسمائه سبحانه تعالى العدل ستاتي ايام والعدل يأخذ مجراه ويقف الجنأة على مناصته يرجفون .