كان لابد للحكومة أن تعرقل وصول الاسرى الذين أطلقت سراحهم الحركة الشعبية مشكورة فى الايام الماضية ، هناك عدة اسباب تدفع الحكومة لذلك بجانب الكيد السياسى لجماعة السائحين الذى برز كسبب ، منها :
أولا: وصول الاسرى و فيهم من اقيم له عرس شهيد و شهد شهود الزور بدفنه بيده و شمّ رائحة المسك يمثل هزيمة أخلاقية أخرى للمشروع المسمى بالحضارى و سقوطا آخرا لراية الجهاد الانقاذى الذى كان قد استخف ببنات حوره الترابى سابقا، و قبل أن تسحب مليشيا حميدتى البساط من تحت ارجلهم لاحقا . فبدلا عن رائحة المسك فاحت رائحة الفضيحة ، و بالفعل مثّل البيرونى و رفاقه شهداء و شهود على كذب و نفاق بنى كوز ومن لف لفهم .
ثانيا : أطلاق الحركة الشعبية للأسرى لديها يعتبر انتصارا لها فى معركة بين الخير و الشر ، و يبرهن على التزامها بمواثيق حقوق الانسان و كل العهود الدولية بل و بروح الاسلام الذى يوصى بالاسير وصيته باليتيم . وليست هى المرة الاولى التى تقف فيها الحركة الشعبية هذا الموقف، فعند التوقيع على اتفاقية السلام أطلق الحركة الشعبية اعداد كبيرة من المأسورين لديها و كان بعضهم انضم لصفوفها طوعا بعد اطلاق سراحة ، بيما لم يك للحكومة اسيرا واحدا لتطلقه على ما أذكر ، و كيف يكون هناك أسرى مع ناس (اكسح امسح ما تجيبو حى .. ) و (دى اعباء أدارية ) التى تنتهجها مليشيا البشير .
ثالثا : و كيف تطلق الحركة الشعبية سراح أسراها و قد أمسكتهم من حرب و معركة ، وهناك الى يومنا هذا فى أواخر هذا الشهر الكريم و العيد على الابواب ، هناك عشرات من المعتقلين السياسين و ربما فيهن فتيات لا زالوا بالمعتقلات، و ما قبضوهم من أرض حرب ولا بأيديهم سلاح أنما هم طلاب علم بالجامعات ليس الا. ولذلك المقارنة بين الفعلين يجعل وجه الحكومة قدر السمسمة أن كان لها وجه و به مزعة لحم .
أرجح أن الحكومة ستؤجل استلام أسراها ريثما تدارى سوءتها او تجد مخرجا من هذا الموقف الذى لا تحسد عليه، و غالبا ستمارس الابتزاز على أسر (الشهداء العائدين) قبل أن تسمح بوصولهم و لتغيّر أسرهم اقوالها بأن لا أحد اخبرهم بهبوب ريح الجنة ولا برائحة المسك التى فاحت من ابنائهم حين دفنوا ، و عموما فرائحة المسك الآن قد فاحت و شممناها .
أحر التهانى و التبركات لاسر ” الاسرى” الذين حسبناهم أمواتنا فاذا هم عند ناس مالك عقار و الحلو و ياسر عرمان احياء يرزقون .
و شكرا للحركة الشعبية هذا الموقف الاخلاقى الانسانى السودانى الكريم ، كل ينفق مما عنده ،فعلام العتب على حكومة البشير أن هى عرقلت وصول اسراها الطلقاء ؟