عادةً ما أختار عنوان المقال قبل كتابته أما في هذا المقال فالوضع مختلف تماماً فمقالي هذه المرة بلا عنوان ضاع السودان وأصبحت اليوم أنا بلا عنوان بلا هوية ، عجبا علي أبناء وطن لا يتقبولون بعضهم البعض ولاينظرون علي معاناة إخوانهم ، فقد أصابني الاستغراب عندما أستمعت وشاهد الي بعض المناضلين وهم يكيلون السباب علي بعضهم البعض ويشككون في الكل ، الجمرة بتحرق الواطيها فكل من ذاق عذاب هذا النظام واكتوي بناره حتي هرب في رحلة نسبة نجاحها عشرة في المائة تاركاً ورائه أسرته تحت نيران الانتنوف قد يفقد الامل في تغيير هذا النظام ، الاحزاب شليليات وأهل الحركات شليليات وأهل القروبات شليليات وأهل ، الصورة التي أراها امامي من الافضل ان يقسم السودان والكل يكتوي بنيران منطقته الجغرافية لأننا أصبحنا لا نتقبل بعض والاتفاق بيننا مستحيل ، عندما أكتب لا أكتب بحبر القلم بل أكتب بدماء قلبي فعذرا ان ظهرت بعض الجراح على السطور وهذه الكلمات التي أكتبها قد يراهـــا البعـــض جميلــــه و يراهــــا البعــــض معبـــّره و يراهــــا آخرون بلا معنــــى . ولكن حين يكون الوضع سيئ و الاشيْاء من حولنــا لم تعد تشبهنــا وأحلامنــا أصبحت سراب فقد يرحل الكثير منا بصمت وهنــــا يكون الرحيــل بصمــت هو أجمــل هديْة قدموهــا لأنفسهم لكي يختصروا بها مسآفــآت الألم و الإحبـا ط . يامن تقرأون حروفي وتسمعون صوت أنينها هل تعلمون أن السودان غالي لمن له ضمير أقسم بالله أني لا أريـد أن أكون متشائماً لــهذا الحـد ولكـن مـا رأيته من عدم تقبل بعضنا البعض جعلني أفقد التفائـل ، نحنوا شعب نكذب علي انفسنا ونصدق الكذبة ، ثلاثون عام كافية لتدمير النسيج الاجتماعي فأصبحنا كل اختلاف يؤزينا اللون الشكل اللغة المنطقة الجغرافية حتي القبيلة ، كان نفسي يوم ارجع لي وطني السودان ولكن قد ضاع السودان ، رفعت الاقلام وجفت الصحف ، فقد أصبحت اليوم أنا بلا عنوان .
الطيب محمد جاده